واستدلوا بقوله تعالى: لينفق ذو سعة من سعته الآية. فجعل الاعتبار بالزوج في اليسر والعسر دونها; ولأن الاعتبار بكفايتها لا سبيل إلى علمه للحاكم ولا لغيره; فيؤدي إلى الخصومة; لأن الزوج يدعي أنها تلتمس فوق كفايتها ، وهي تزعم أن الذي تطلب قدر كفايتها; فجعلناها مقدرة قطعا للخصومة. والأصل في هذا عندهم قوله تعالى: لينفق ذو سعة من سعته - كما ذكرنا - وقوله: على الموسع قدره وعلى المقتر قدره. والجواب أن هذه الآية لا تعطي أكثر من فرق بين نفقة الغني والفقير ، وإنها تختلف بعسر الزوج ويسره. وهذا مسلم. فأما إنه لا اعتبار بحال الزوجة على وجهه فليس فيه ، وقد قال الله تعالى: وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف وذلك يقتضي تعلق المعروف في حقهما; لأنه لم يخص في ذلك واحدا منهما. وليس من المعروف أن يكون كفاية الغنية مثل نفقة الفقيرة; وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهند: " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ". اعراب سورة الطلاق الأية 7. فأحالها على الكفاية حين علم السعة من حال أبي سفيان الواجب عليه بطلبها ، ولم يقل لها لا اعتبار بكفايتك وأن الواجب لك شيء مقدر ، بل ردها إلى ما يعلمه من قدر كفايتها ولم يعلقه بمقدار معلوم. ثم ما ذكروه من التحديد يحتاج إلى توقيف; والآية لا تقتضيه.
1- لام حرف جر، مثل: (الكتابُ لِمحمّدٍ)، ومثل قوله تعالى: (ويل لِلمطففين). 2- لام الجحود، هكذا: (نفي + كون)، مثل: (ما كان المجتهدُ ليرسبَ). 3- لام التّعليل، وتُعْرَفُ بلام كي، مثل: (يجتهدُ طارقٌ لِينجحَ). 4- لام الأمر، مثل قول الله تعالى: (لِينفقْ ذو سعةٍ من سعته). 5- لام الابتداء، مثل: (لَطَارقٌ ناجح)، ومثل: (لَدِرْهَمٌ حَلَالٌٍ خَيرٌ من أَلفٍ حرام). 6- لام المُزَحْلَقَة، وهي التي تَدْخُلُ على خَبرِ (إنَّ)، مثل: (إنَّ محمّدًا لَناجح). 7- لام واقعة في جواب القسم، مثل: (واللهِ لأقولنَّ الحقَّ). لينفق ذو سعة من سعته اعراب. 8- لام البعد، وهي الدّاخلة على أسماء الإشارة للدّلالة على البُعْدِ، مثل: ذلك قمر- تلك شمس. 9- لام العاقبة، وهي التي يكون ما بعدها نتيجةً غيرَ مقصودة لِمَا قبلها، مثل: (ذهبَ طارقٌ إلى المكتبة لينامَ)، ومثل قول الله: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزنًا)، فَهُمْ لم يلتقطوه لذلك. 10- اللام الفارقة، وتقع بعد (إنْ) المخففة من الثقيلة، مثل: (إنْ طارقٌ لَناجحٌ). 11- اللام الواقعة في جواب (لو)، مثل: (لو اجتهدَ طارقٌ لنجحَ)، ومثل قوله: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم). 12- اللام الواقعة في جواب (لولا)، مثل: (لولا الصّحبةُ الطّيبةُ لَهَلَكَ الإنسانُ)، ومثل قوله: (ولولا دفعُ الله النّاسَ بعضَهم ببعضٍ لَفَسَدَتْ الأرضُ).