موقع شاهد فور

معاني كلمات سورة المزمل

June 28, 2024

(أشد وطئًا): يعني: أثقل على المصلى من صلاة النهار. (أقوم قيلًا): أي: أشد مقالًا، وأثبت قراءة. (تبتل): من التبتل، وهو الاشتغال الدائم بعبادة الله، والانقطاع لطاعته. ومنه قولهم: بتل فلان الحبل: إذا قطعه، وامرأة بتول: أي: منقطعة عن الزواج، ومتفرغة لعبادة الله. والمراد هنا: التفرغ لما يرضى الله تعالى، والاشتغال بذلك عن كل شيء سواه. تفسير سورة المزمل. وليس المراد الانقطاع التام عن الأعمال، لأن هذا يتنافى مع قوله تعالى: (إن لك في النهار سبحًا طويلًا)، وإنما المراد التنبيه إلى أنه ينبغي له أن لا يشغله السبح الطويل بالنهار، عن طاعته سبحانه والمداومة على ذكره. خلاصة المعنى في هذه الآيات: ـ افتتح الكريم تبارك وتعالى هذه السورة بهذا النداء ملاطفة ومؤانسة للحبيب، فناده عز وجل بحاله، وعبر عنه بصفته؛ تلطفًا معه، وإيناسًا لنفسه. ـ يخبر الحق تبارك وتعالى أن قيام ساعات الليل وإحياءها بالعبادة من ذكر صلاة وتفكر وتدبر هي أشد وأثقل على القائم ليله من عبادة النهار؛ لأن القائم في الليل يجاهد نفسه ويهجر مهده، ويتجافى عن المضجع جنبه، وهي كذلك أصوب قولًا وأحسن لفظًا؛ لأن الليل فيه تهدأ الأصوات، وتنقطع الحركات، ويخلص القول ويفرغ القلب ولا يكون هناك مانع أو حائل دون تفهم القرآن وتدبره.

تفسير سورة المزمل

قوله - عزّ وجلّ -: (إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) جاء في التفسير أنه يثقل العمل به، لأن الحلال والحرام والصلاة والصيام وجميع ما أمر اللّه به أن يعمل، ونهى عنه، لا يؤديه أحد إلا بتكلف ما يثقل عليه. ويجوز على مذهب أهل اللغة أن يكون معناه أنه قول له وزن في صحته وبيانه ونفعه، كما تقول: هذا كلام رصين، وهذا قول له وزن، إذا كنت تستجيده وتعلم أنه قد وقع موقع الحكمة والبيان. قوله عزّ وجلّ:(إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئا وأقوم قيلا (6) (وطئا وأقوم قيلا) وتقرأ: (وطاء وأقوم قيلا). (ناشئة اللّيل) ساعات الليل كلها، كلما نشأ منه، أي كل ما حدث منه فهو ناشئة، ومعنى هي أشدّ وطئا أي أشد مواطأة لتقلب السمع. ومن قرأ (وطئا) - بفتح الواو - فمعناه هي أبلغ في القيام وأبين في القول، ويجوز أن يكون أشد وطأ أغلظ على الإنسان من القيام بالنهار، لأن الليل جعل ليسكن فيه. وقيل أشد وطئا أي أبلغ في الثواب، لأن كل مجتهد فثوابه على قدر اجتهاده. قوله: (إنّ لك في النّهار سبحا طويلا (7) معناه فراغا طويلا ومتصرفا طويلا. (واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلا (8) أي إن فاتك شيء من الليل فلك في النهار فراغ. [معاني القرآن: 5/240] وقرئت (سبخا) بالخاء معجمة، والقراءة بالحاء غير معجمة، ومعنى (سبخا) صحيح في اللغة، يقال للقطعة من القطن سبخة، ويقال سبخت القطن بمعنى نفشته، ومعنى نفشته وسعته، فالمعنى على ذلك أن لك في النهار توسّعا طويلا، ومعناه قريب من معنى السبح.

سورة المزمل هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 20، وترتيبها في المصحف 73، في الجزء التاسع والعشرين، بدأت بأسلوب نداء يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، نزلت بعد سورة القلم، وجاء بها الأمر بقيام الليل. المزمل هو المُغطّى بثيابه كالمدثر، جاءت تسميتها «المزمل» إشارة إلى ما حدث بعيد نزول الوحي على النبي محمد وهو على جبل حراء فرجع إلى خديجة بنت خويلد ترجف بوادره فقال: «زملوني، زملوني» فزملوه حتى ذهب عنه الروع. سبب النزول عن سعد بن هشام قال: قلت لعائشة أنبئيني عن قيام رسول الله - - قالت: ألست تقرأ هذه السورة (يأيها المزمل) ؟ قلت بلى، قالت: فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرا ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا من بعد فرضه - أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. المزمل: المتغطي بثيابه كالمدثر، وهذا الوصف حصل من رسول الله حين أكرمه الله برسالته، وابتدأه بإنزال [وحيه بإرسال] جبريل إليه، فرأى أمرا لم ير مثله، ولا يقدر على الثبات له إلا المرسلون، فاعتراه في ابتداء ذلك انزعاج حين رأى جبريل عليه السلام، فأتى إلى أهله، فقال: " زملوني زملوني " وهو ترعد فرائصه، ثم جاءه جبريل فقال: " اقرأ " فقال: " ما أنا بقارئ " فغطه حتى بلغ منه الجهد، وهو يعالجه على القراءة، فقرأ ، ثم ألقى الله عليه الثبات، وتابع عليه الوحي، حتى بلغ مبلغا ما بلغه أحد من المرسلين.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]