على الرغم من وجود عدد كبير للغاية من اللغات على مستوى العالم ؛ إلا أن اللغة العربية لا زالت تحتفظ بجمالها ورونقها الخاص الأمر الذي يدفع عدد كبير من غير الناطقين بها إلى تعلمها وإتقانها ، كما تمتلئ اللغة العربية بعدد كبير من العلوم الخاصة بها مثل علم النحو وعلم البلاغة الذي يضم الكثير من الصور البلاغية المتنوعة. علم البلاغة تم تعريف البلاغة في اللغة العربية على أنه التحلي بالقدرة على الفصاحة وحسن الحديث سواء عند الكتابة أو إلقاء الحديث ، فيما تم تعريفها كمصطلح على أنها علم لغوي يتم من خلاله إضافة العديد من المحسنات اللفظية والبديعية والألوان البلاغية التي تجعل النص أكثر جمالًا وعمقًا وتأثيرًا في المتلقي. أنواع الأساليب البلاغية يوجد عدة صور من فنون البلاغة واساليبها والتي تنقسم بشكل رئيسي إلى: علم البيان وهو الإضافة البيانية اللغوية الأكثر من رائعة والتي تجعل النصوص والكلمات وخصوصًا الأشعار تأتي بألفاظ وتشبيهات غاية في الجمال والبيان والتأثير ، ويشمل علم البيان بعض الفروع البلاغية ، وهي: -الكناية: المقصود بالكناية هي أن يقوم المتحدث بذكر أحد الألفاظ التي تحمل معنى ظاهر ومعنى خفي ؛ في حين أن المعنى الخفي هو الذي يكون مقصودًا وليس العكس ، وقد أشار العلماء إلى أن الكناية تنقسم إلى الكناية عن نسبة ، الكناية عن موصوف ، والكناية عن صفة.
ترى البليغ من البشر يحسن البيان، ويأخذك لبَّك بالمنشآت الرائقة، حتَّى إذا طال به مجال القول وقطع فيه أشواطًا واسعة، رأيت في جمله أو أبياته تفاوتًا في البراعة، وأمكنك أن تبصر فيها ضعفًا، وتستخرج بنقدك الصحيح من أواخر كلامه مآخذ أكثر مما تستخرج من أوائلها. ولكن القرآن الكريم على طول أمده، وكثرة سوره، نزل متناسبًا في حسن بيانه كما قال تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا ﴾ [الزمر: 23]، ثم قال: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]. وترى البليغ من البشر يخوض في فنون من الكلام متعددة، فإذا هو يرتفع في فن وينحط في آخر. بلاغة القرآن. ولكنَّ القرآن الكريم يتصرَّفُ في فنون كثيرة؛ مثل الوعظ، وإقامة الحجج، وشرع الأحكام، والوصف، والوعد والوعيد، والقصص، والإنذار، وغير ذلك منَ الوُجوه الَّتِي تتَّصل بِالهداية العامَّة، فلا تتفاوت فيها ألفاظه الرشيقة، وأساليبه البديعة. والمعروف أنَّ القرآن أَتَى بِحقائقَ أسَّس بِها شريعةً واسعةَ النطاق، وليس من شأن هذه المعاني أن تظهر فيها براعةُ البُلغاء كما تظهر فيما ألفوه من نحو المديح والرثاء والتهنئة والغزل ووصف المشاهد، إلى غير ذلك مِمَّا يطلقون لأفكارهم فيه العنان، فتذهب مع الخيال كل مذهب، وترتكب من المبالغات ما استطاعت أن ترتكب، والقرآن الكريم يعبر عن تلك المعاني التي تَسْتَدْعِي صِدْقَ اللهجة وصوغ الأقوال على أقدارِ تِلْكَ الحقائق، فَتَرى الفصاحةَ ضاربةً أطنابَها، والبلاغة مرسلة أشعتها.
[١١] جواهر البلاغة يعد كتاب جواهر البلاغة لمؤلّفه المصريّ الأستاذ أحمد الهاشمي من أهم المراجع التي تُعنى بتقديم المادة العلمية بأفضل ما يمكن، بلغة أدبية سليمة، وشواهدٍ أدبيةٍ من الشعر والنثر تُثري دارس هذا العلم بما يساعده على الفهم، وقد ولد الأستاذ أحمد الهاشمي في القاهرة سنة 1878 ميلادية، وكان مُدرّسًا لعلوم اللغة العربية ومديرًا للعديد منها في ما بعد، وله عدد من المؤلفات في علوم الأدب واللغة. [١٢] البلاغة الواضحة كتاب البلاغة الواضحة من تأليف الأستاذ الصحفي مصطفى أمين من مواليد 1914م، والأستاذ الأديب الكاتب علي الجارم من مواليد 1881م، وكلاهما من مصر، وهو كتاب يجمع أقسام البلاغة بشكل مبسط للطلبة والناشئة، مشفوعًا بالكثير من الأمثلة الشعرية والنثرية، ويعد مرجعًا مفيدًا لطلاب المدارس والمبتدئين في علم البلاغة، ومن يود الاطلاع على هذا العلم قبل الخوض في مصادره. [١٣] ختامًا، يجدُ الباحث في علم البلاغة أنه أمام بحرٍ زاخرٍ ليس له مرفأ، إذ إنَّ هذا العلم شديد الصلة بجماليات فنون اللغة العربية وآدابها، وطالما أنه يخوض في هذا الميدان فلا شكّ أنه سيكونُ أبديًّا لا ينتهي ولا يزول ما دامت اللغة العربية باقيةً بين الألسنة، وما دام القرآن الكريم يُتلى على هذه الأرض.
في بلغاء البشر من تحس من شعره أو خطبته أو رسالته أنه لم يكن يتصنع فيما يقوله؛ ذلك أنك تجد في كلامه الجيد، والوسط، والرديء، وفيهم مَنْ تُحِسُّ فيما يقولُه التَّصَنُّع وهذا هو الذي يَغْلِبُ على كلامِه المنظوم أوِ المنثور الجودةُ في تَصوير المعنَى، والتعبير عنه بكلام موزون، أو غير موزون. ولكنَّ القُرآن الكريم بالغ الغاية من حسن البيان، فلا يَجِدُ فيه الرَّاسِخُ في نَقْدِ المُنْشآتِ البليغة ما يَنْزِلُ عنِ الدَّرَجَةِ العُليا؛ بَلْ يُحِسُّ رُوحَ البلاغة التي لا يَحوم عليها شَيْءٌ منَ التَّصَنُّع ساريةً في آياته وسوره، سواء في ذلك تصويره للمعاني، أو نظم الألفاظ الناطقة بها. ومن مظاهر بلاغة القرآن، أنه يورد القصة في أوفى درجة من حسن البيان، ثم يعيدها في سورة أخرى على حسب ما يقتضيه مقام الوعظ، حتى إذا عقدت موازنة بين حكايتها هنا وحكايتها هناك، وجدتهما في مرتبة واحدة من البلاغة لا تَنزِلُ إحْدَاهُما عن الأخرى بحال، أمَّا البليغ من البشر، فقد يسوق إليك القصة في عبارات أنيقة، ثم يريد أن يعيدها مرة أخرى فإذا هي في درجة من البراعة منحطة عن درجتها الأولى.
وأمَّا انتظام دلالته على ما يقصد إفادته وإحضاره في الأذهان، فإنك ترى فيه التشابيه الرائعة، والأمثال البارعة، والاستِعارات الطريفة، والمَجازات اللَّطيفة، والكنايات المُنقَطِعة النَّظير، والتعريض الذي يقتضيه المقام، فيكون أقرب إلى حسن البيان من القول الصريح. وقد يخطر على بالك أن في القرآن آيات مشكلة، أو متشابهة، والحق الذي لا مرية فيه أنْ لا إشكال في القرآن عند مَن يتدبره بروية، ويأتي إلى التفقه فيه وقد تزود بقوانين لغة العرب، واستضاء بمعرفة فنون بيانها. وليس في القرآن متشابه على معنى أن في الآيات ما لا يظهر تأويله للناس، بحيث يتلونه أو يستمعون إليه ولا يعودون بفائدة علمية أو أدبية. وأمَّا استيفاؤه للمعاني التي يستدعي الحال الإفصاح عنها أو الإيماء إليها، فإنك تنظر في الآية، وتتدبَّر المعنى الذي سيقت من أجله، فتعود منها ويدُكَ مَملوءة من الفوائد التي تَقَعُ إليْها، من حيثُ تُقَرِّرُ شريعة، أو تُقِيمُ حُجَّة، أو تلقي موعظة، أو ترسل حكمة، إلى نحو هذا مِمَّا تَستبينُ به سبيلُ الرشد، وتنتظم به شؤون الحياة، وترتفع به النفوس إلى أعلى درجات الفلاح في دُنْياها وآخِرَتِها. بلغ القُرآن الطرف الأعلى من حسن البيان، على الرغم من أشياء اجتمعت له، ولو عرضت لكلام مخلوق لنزلت به عن المكانة العالية إلى ما هو أدنى.
[٤] علم البديع علم البديع هو العلم الذي يبحث في تحسين الكلام اللفظي أو المعنويّ، ويقسمُ إلى الفروع الآتية: [٣] الجناس: هو تركيبٌ يحتوي على كلمتين تتشابهان في اللّفظ ولكن تختلفان في المعنى، ويقسمُ إلى نوعين هما: الجناس التّام: هو اتّفاقُ الألفاظ معاً؛ مثل قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ) ؛ [٥] فالسّاعة والسّاعة تتشابهان تماماً في اللّفظ ولكنْ تختلفان في المعنى. الجناس الناقص: هو وجود نقصٍ في اتفاقِ الألفاظ معاً؛ مثل قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ*وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) ؛ [٦] فكلمتا تقهر وتنهر تتشابهان في اللّفظ ولكن لا تتطابقان تماماً. الطّباق: هو التّركيب الذي يجمع بين متضادّين في المعنى، مثل: (يَتسابقُ اللّيل والنّهار). المُقابلة: هو التّركيب الذي يجمع بين أكثرِ من لفظٍ ويقابله أكثر من لفظٍ مُضادٍّ له، مثل: (اقرأ اليوم لتستفِد غداً). لمعرفة المزيد عن علم البديع وبالتفصيل يرجى قراءة المقال الآتي: نشأة علم البديع. خصائص علم البلاغة يتميّزُ علم البلاغة بمجموعةٍ من الخصائص، وهي: تعدُّ البلاغة طريقة تساعدُ على بناءِ نصٍ لغويّ صحيح لا يحتوي على الأخطاء.