موقع شاهد فور

قوله تعالى فنعم عقبى الدار يتضمن

June 25, 2024

وجملة والملائكة يدخلون عليهم من كل باب عطف على يدخلونها فهي في موقع الحال. وهذا من كرامتهم والتنويه بهم ، فإن تردد رسل الله عليهم مظهر من مظاهر إكرامه. وذكر من كل باب كناية عن كثرة غشيان الملائكة إياهم بحيث لا يخلو باب من أبواب بيوتهم لا تدخل منه ملائكة. ذلك أن هذا الدخول لما كان مجلبة مسرة كان كثيرا في الأمكنة. ويفهم منه أن ذلك كثير في الأزمنة فهو متكرر لأنهم ما دخلوا من كل باب إلا لأن كل باب مشغول بطائفة منهم ، فكأنه قيل من كل باب في كل آن. وجملة سلام عليكم مقول قول محذوف; لأن هذا لا يكون إلا كلاما من الداخلين. قال تعالى ( فنعم عقبى الدار ) تتضمن مدح ما أعطى الله السعداء من الجنة ل - رمز الثقافة. وهذا تحية يقصد منها تأنيس أهل الجنة. والباء في بما صبرتم للسببية ، وهي متعلقة بالكون المستفاد من المجرور وهو عليكم ، والتقدير: نالكم هذا التكريم بالسلام بسبب صبركم. ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف مستفاد من المقام ، أي هذا النعيم المشاهد بما صبرتم. والمراد: الصبر على مشاق التكاليف وعلى ما جاهدوا بأموالهم وأنفسهم. وفرع على ذلك فنعم عقبى الدار تفريع ثناء على حسن عاقبتهم ، والمخصوص بالمدح محذوف لدلالة مقام الخطاب عليه. والتقدير: فنعم عقبى الدار دار عقباكم. وتقدم معنى عقبى الدار آنفا.

فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ - طريق الإسلام

ومن صفاتهم أنهم يصلون ما أمر الله به أن يوصل ومن ذلك أنهم يبرون آباءهم وأمهاتهم غاية البر ولو كانوا كباراً، ويصلون أرحامهم بالسلام والزيارة والهدية وأنواع البر والإحسان سواء وصلتهم أرحامهم أم قطعتهم وسواء أحسنت إليهم أرحامهم أم أساءت إليهم. ومن صفاتهم أنهم يخشون ربهم ويخافون يوم يقوم الحساب لذلك تراهم يراقبون الله في حركاتهم وسكناتهم وأقوالهم وأفعالهم وعلانيتهم وخلوتهم، فيجاهدون أنفسهم على الاستقامة التامة باجتناب ما نهوا اجتناباً قاطعاً، وبفعل ما أمروا به قدر استطاعتهم. فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ - طريق الإسلام. ومن صفاتهم أنهم يصبرون على طاعة الله فيقيمون الصلاة ويصلون مع الجماعة ويصومون ويحجون ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون إلى الخير، ويجاهدون في سبيل الله مع ولاة أمورهم إذا استنفروهم للجهاد. ويصبرون عن معصية الله ولو كانت تشتهيها نفوسهم، فيغضون البصر عن النظر إلى النساء ويكفون أسماعهم عن الاستماع إلى الغناء، ويحفظون فروجهم عن الزنا، ويحفظون بطونهم عن أكل الحرام كالرشوة والربا. ويصبرون كذلك لله على أقدار الله المؤلمة كالأمراض وخسارة المال وموت الأحبة وغير ذلك من أنواع الابتلاءات عافانا االله وإياكم. فهم وإن حزنت قلوبهم ودمعت أعينهم إلا أنهم يصبرون ويحتسبون ولا يقولون إلا ما يرضي الله.

قال تعالى ( فنعم عقبى الدار ) تتضمن مدح ما أعطى الله السعداء من الجنة ل - رمز الثقافة

جميع الحقوق محفوظة 1998 - 2022

قال ابن زيد: صبروا على طاعة الله ، وصبروا عن معصية الله. وقال عطاء: صبروا على الرزايا والمصائب والحوادث والنوائب. وقال أبو عمران الجوني: صبروا على دينهم ابتغاء وجه الله وأقاموا الصلاة أدوها بفروضها وخشوعها في مواقيتها. وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يعني الزكاة المفروضة ، عن ابن عباس ، وقد مضى القول في هذا في " البقرة " وغيرها ويدرءون بالحسنة السيئة أي يدفعون بالعمل الصالح السيئ من الأعمال ، قاله ابن عباس. ابن زيد: يدفعون الشر بالخير. سعيد بن جبير: يدفعون المنكر بالمعروف. الضحاك: يدفعون الفحش بالسلام. قوله تعالى فنعم عقبى الدار تتضمن. جويبر: يدفعون الظلم بالعفو. ابن شجرة: يدفعون الذنب بالتوبة. القتبي: يدفعون سفه الجاهل بالحلم; فالسفه السيئة ، والحلم الحسنة. وقيل: إذا هموا بسيئة رجعوا عنها واستغفروا. وقيل: يدفعون الشرك بشهادة أن لا إله إلا الله; فهذه تسعة أقوال معناها كلها متقارب ، والأول يتناولها بالعموم; ونظيره: إن الحسنات يذهبن السيئات ومنه قوله - عليه السلام - لمعاذ: وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. أولئك لهم عقبى الدار أي عاقبة الآخرة ، وهي الجنة بدل النار ، والدار غدا داران: الجنة [ ص: 272] للمطيع ، والنار للعاصي; فلما ذكر وصف المطيعين فدارهم الجنة لا محالة.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]