موقع شاهد فور

ما مكني فيه ربي خير

June 24, 2024

قال ابن جرير: حدثنا بشر عن يزيد حدثنا سعيد عن قتادة قال: " ذكر لنا أن رجلاً قال يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج قال انعته لي قال كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء قال قد رأيته " هذا حديث مرسل. وقد بعث الخليفة الواثق في دولته أحد أمرائه وجهز معه جيشاً سرية لينظروا إلى السد ويعاينوه وينعتوه له إذا رجعوا فتوصلوا من هناك إلى بلاد ومن ملك إلى ملك حتى وصلوا إليه ورأوا بناءه من الحديد ومن النحاس وذكروا أنهم رأوا فيه باباً عظيماً وعليه أقفال عظيمة ورأوا بقية اللبن والعمل في برج هناك, وأن عنده حرساً من الملوك المتاخمة له وأنه عال منيف شاهق لا يستطاع ولا ما حوله من الجبال ثم رجعوا إلى بلادهم وكانت غيبتهم أكثر من سنتين وشاهدوا أهوالاً وعجائب. ثم قال الله تعالى. 95- "قال ما مكني فيه ربي" أي قال لهم ذو القرنين: ما بسطه الله لي من القدرة والملك "خير" من خرجكم، ثم طلب منهم المعاونة له فقال: "فأعينوني بقوة" أي برجال منكم يعملون بأيديهم، أو أعينوني بآلات البناء، أو بمجموعهما. قال الزجاج: بعمل تعملونه معي. قرأ ابن كثير وحده " ما مكني " بنونين، وقرأ الباقون بنون واحدة " أجعل بينكم وبينهم ردما " هذا جواب الأمر، والردم: ما جعل بعضه على بعض حتى يتصل.

  1. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - الآية 95
  2. تفسير قوله تعالى: قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - الآية 95

القول في تأويل قوله تعالى: قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) يقول تعالى ذكره: قال ذو القرنين: الذي مكنني في عمل ما سألتموني من السدّ بينكم وبين هؤلاء القوم ربي، ووطأه لي، وقوّانى عليه، خير من جُعلكم، والأجرة التي تعرضونها عليّ لبناء ذلك، وأكثر وأطيب، ولكن أعينوني منكم بقوة، أعينوني بفَعَلة وصناع يُحسنون البناء والعمل. كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) قال: برجال ( أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) وقال ما مكني، فأدغم إحدى النونين في الأخرى، وإنما هو ما مكنني فيه. وقوله: ( أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) يقول: أجعل بينكم وبين يأجوج ومأجوج ردما. والردم: حاجز الحائط والسدّ، إلا أنه أمنع منه وأشدّ، يقال منه: قد ردم فلان موضع كذا يَردِمه رَدْما ورُدَاما (5) ويقال أيضا: رَدَّم ثوبه يردمه، وهو ثوب مُرَدّم: إذا كان كثير الرقاع ، ومنه قول عنترة: هَـلْ غَـادَرَ الشُّـعَرَاءُ مِـنْ مُـتَرَدَّمِ أَمْ هَـلْ عَـرَفْتَ الـدَّارَ بَعْـدَ تَـوَهْمِ (6) وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

تفسير قوله تعالى: قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني

من القائل ما مكني فيه ربي خير، القران الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم بواسطة الوحى جبريل عليه السلام، فالقران هو المعجزة الخالدة وهو الكتاب السماوى الوحيد الذي لم يتعرض للتبديل والتحريف، وهو الكتاب السماوى الذي يتناسب مع كافة الازمنة والاماكن، والتى فيه ايات الله تعالى وكلامه الذي نزل لجميع عباده. ما مكني فيه ربي خير. قال تعالى:(قال مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) نزلت هذه الاية الكريمة فى سورة الكهف، والتى وردت على لسان شخص عادل يسمى بذي القرنين فثد اخبر الله تعالى بانه من عباد الله الصالحين، وملك وقد رزقه الله تعالى بالكثير فقد جاءت هذه الاية عندما قال ذي القرنين انه سيبنى سد على يأجوج ومأجوج، فقال ما مكنى فيه ربي اي من قوة وصبر وتحمل لبناء هذا السد على قوم يأجوج ومأجوج. حل السؤال من القائل ما مكني فيه ربي خير؟؟ نجد بان الله تعالى قد ذكر قى كتابه الكريم العديد من القصص لانبياء ورسل، ولعباد صالحين كانو يفعلون الخير والاصلاح، وايضا اشخاص كان يطغو ويتكبرو ويفسدو فى الارض، فالله تعالى اخبرنا كافة هذه القصص والاحداث لاخذ العبر والمواعظ والحكم من الاقوم السابقة والتى فيها الكثير والكثير، فالله تعالى هو الوحيد المساحق بالعبادة ولا اله غير الله سبحانه.

الثاني: أن يبدأ بأهل الحاجة فيعينهم. الثالث: أن يسوي في العطاء بينهم على قدر منازلهم، فإذا فنيت بعد هذا وبقيت صفراً فأطلعت الحوادث أمراً بذلوا أنفسهم قبل أموالهم، فإن لم يغن ذلك فأموالهم تؤخذ منهم على تقدير، وتصرف بتدبير، فهذا ذو القرنين لما عرضوا عليه المال في أن يكفي عنهم ما يحذرونه من عادية يأجوج ومأجوج، قال: لست أحتاج إليه وإنما أحتاج إليكم " فأعينوني بقوة " أي اخدموا بأنفسكم معي، فإن الأموال عندي والرجال عندكم، ورأى أن الأموال لا تغني عنهم، فإنه إن أخذها أجرة نقص ذلك مما يحتاج إليه، فيعود بالأجر عليهم، فكان التطوع بخدمة الأبدان أولى. وضابط الأمر أنه لا يحل مال أحد إلا لضرورة تعرض، فيؤخذ ذلك المال جهراً لا سراً، وينفق بالعدل لا بالاستئثار، وبرأي الجماعة لا بالاستبداد بالأمر. والله تعالى الموفق للصواب.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]