الداعية عبدالمنعم السلطان - YouTube
التجارة مع الله - YouTube
فكنا مريدين أحراراً في تفكيرنا وإن كنا مخلصين كل الإخلاص في تقديرنا للعبادة والذكر وآداب السلوك". هذا المنهج هو تماماً منهج الإمام المهدي الذي أنهك جسده في العبادة ولكنَّه أيضاً التهم كتب شيوخه وعاب عليهم الخروج عن سلوك الإسلام في مسائل الزهد مثلاً. وهو منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي خرج من بغداد مغاضباً لما رآه من البدع وانتشار الفلسفة. منشورات حزب الحكمة: أنواع التفكير والحالة السودانية: الحلقة الخامسة عشرة .. بقلم: د. عبدالمنعم عبدالباقي علي – سودانايل. وقد كان أسلوب الإمام حسن البنا تربوياً عملياً طويل النفس خلاف أسلوب الإمام المهدي الذي كان ثوريَّاً منفعلاً قصير النفس يعتمد على كثرة التابعين لتحرير السودان، وكذلك كان منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي استعان بآل سعود لنصرته وتحقيق دعوته بقوّة السلاح ولكنّه بذل وقته أيضاً لتعليم أتباعه. فمنهج الإمام المهدي والشيخ محمد بن عبد الوهاب يقومان على أساس القوة الخشنة للتغيير ويطلبان بيعة مطلقة من التابعين، بينما منهج الإمام حسن البنا اعتمد على القوة الناعمة حتى يشتد ساعده ومن ثمّ اللجوء للقوة الخشنة إذا استلزم الأمر. ولنعرف الفرق بين المنهجين تأمل منهج الإمام حسن البنا في التغيير كما وصفه: "كان المجتمعون حديثي عهد بالتعبد، أو بعبارة أدق كان معظمهم كذلك، فسلك بهم المدرس (يقصد نفسه) مسلكاً عملياً بحتاً.
بينما نجد أنّ الإمام حسن البنا رحمه الله، والذي كان صوفياً أيضاً، اتّخذ أسلوباً في دعوته يرتكز على التفكير التأملي الممسك بخيوط الواقع لبناء جماعته فكتب في مذكراته: "وقد كان هدفي في هذه الفترة دراسة الناس والأوضاع، دراسة دقيقة ومعرفة عوامل التأثير في هذا المجتمع الجديد"، وأيضاً بأسلوب المتأمل في السيرة النبوية والتاريخ مستخدماً التفكير التذكّرى: "قلت: "العلم والتنظيم والرقابة، وتربيتهم على سيرة سلفنا الصالح، وتاريخ أبطالنا المجاهدين". وتمعّن في كلامه عن السبيل للنهوض بالأمّة المسلمة الذي يؤلّف، في رأيه، بين القوة العلمية ممثلة في الأزهر، والقوة الروحية ممثلة في الطرق الصوفية، والقوة العملية ممثلة في الجماعات الإسلامية: "ولو أراد الله والتقت قوة الأزهر العلمية بقوة الطرق (الصوفية) الروحية، بقوة الجماعات الإسلامية العملية، لكانت أمة لا نظير لها: تُوجِّه ولا تتوجَّه، وتقود ولا تنقاد، وتؤثر في غيرها ولا يؤثر شيء فيها، وترشد هذا المجتمع الضال إلى سواء السبيل. " ويظهر جليّاً تفكيره الانشقاقي في وصفه للمجتمع بالضال، وعندما نقول التفكير الانشقاقي فإنَّنا نعني التفكير الذي يشقّ الأشياء إلى كتلتين متمايزتين قد تكونا متساويتين أو غير متساويتين في الحجم أو القيمة.
تقديم النصيحة لأهل البيت عند وجود منكر: إذ يجدر بمن يرى أو يسمع منكراً أثناء زيارته أن يقدم النّصح، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فذلك حق من حقوق المسلمين على بعضهم البعض مراعياً في ذلك الأسلوب اللطيف، والكلمة اللينة، قال تعالى: ( ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ). [8] تقديم الشكر لأهل البيت على الاستضافة: فكما أحسن الشخص المُزار للزائر، وقبِل زيارته، وأحسن استضافته، فإنّ على الزائر كذلك أن يُحسن شكره، وأن يدعو له بالخير. عدم الخروج إلا بعد استئذان أهل البيت: فكما يحتاج الدخول للبيت إلى استئذان ، فإنّ الخروج منه يحتاجه كذلك، وذلك مراعاة لصاحب البيت وأهله وحرماته، وحتى لا يقع نظر الزائر على ما لا يجب أن يراه، قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا زَارَ أحدُكُمْ أَخَاهُ فجلسَ عندَهُ، فلا يَقُومَنَّ حتى يَسْتَأْذِنَهُ). بحث عن اداب الزياره. [9] الحذر من الزيارة الثقيلة: فبعض الزيارات وخصوصاً تلك التي تكون في الإجازات والمناسبات تكون طويلة، وقد يمكث ويبيت فيها الزائر عند أهل البيت، فهنا ينبغي مراعاة خصوصية ذلك البيت، وعدم الإثقال عليهم، وتكليفهم ما لا يُطيقون. أنواع الزيارة تُقسم الزيارة إلى نوعين، وفيما يأتي بيان لهما: [10] الزيارة الواجبة: وهي التي تجب على المسلم، وقطيعتها تعدّ من السيئات التي يؤثم المرء عليها، ومن الأمثلة عليها زيارة الوالدين، وصلة الأرحام، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن أحَبَّ أنْ يُبسَطَ له في رزقِه، ويُنسَأَ له في أجَلِه، فلْيتَّقِ اللهَ ولْيصِلْ رحِمَه) ، [11] وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخلُ الجنةَ قاطعٌ، قال ابنُ أبي عمرَ: قال سفيانُ: يعني قاطعَ رحمٍ).
[٢٢] الخروج معه عند ذهابه يُستحبّ لصاحب البيت أن يخرج مع ضيفه لتوديعه، ولا يتركه يخرج دون توديع، وأن يفتح له باب سيّارته ليركب، أو يقود له مركوبه، فيمسكه من الزّمام، وهذا من العادات الحسنة التي يُستحبُّ القيام بها. [٢٢] ملخّص المقال: إنّ للزيادة فضلاً عظيماً في الإسلام، ولها العديد من الآداب التي شرعها الإسلام وحثّ عليها، وأهمّها الاستئذان، وإكرام الضيف، واختيار الزائر الوقت المناسب للزيارة، وغضّ بصره عن عوارات البيت، وعدم إطالة مدة زيارته على من زاره كي لا يُحرجه، وتقديم الضيف النصح والإرشاد بالأسلوب الحسن لأهل البيت، والدعاء لهم وشكرهم على ما قدّموه له من الضيافة. المراجع ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2567، صحيح. ↑ "الزيارة فضائل وآداب" ، طريق افسلام ، 2015-03-16، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2021. بتصرّف. ↑ سورة النور، آية:27 ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد، الصفحة أو الرقم:6245 ، صحيح. ↑ رواه ابن القيم، في زاد المعاد، عن رجل من بني عامر، الصفحة أو الرقم:392، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:2138 ، صحيح. ↑ ابن رسلان (1437)، شرح سنن أبي داود (الطبعة 1)، الفيوم - جمهورية مصر العربية:دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، صفحة 318، جزء 16.