موقع شاهد فور

فمكث غير بعيد

June 18, 2024

وجعل القول عقيب المكث ؛ لأنه لما حضر صدر القول من جهته فالتعقيب حقيقي. والقول المسند إلى الهدهد إن حمل على حقيقة القول وهو الكلام الذي من شأنه أن ينطق به الناس فقول الهدهد هذا ليس من دلالة منطق الطير الذي علمه سليمان; لأن ذلك هو المنطق الدال على ما في نفوس الطير من المدركات وهي محدودة كما قدمنا بيانه عند قوله تعالى: علمنا منطق الطير. وليس للهدهد قبل بإدراك ما اشتمل عليه القول المنسوب إليه ولا باستفادة الأحوال من مشاهدة الأقوام والبلدان حتى تخطر في نفسه وحتى يعبر عنها بمنطقه الذي علم سليمان دلالته كما قدمناه. فهذا وحي لسليمان أجراه الله على لسان الهدهد. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النمل - قوله تعالى فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين - الجزء رقم21. وأما قول سليمان: سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين فيجوز أن يكون سليمان خشي أن يكون ذلك الكلام الذي سمعه من تلقاء الهدهد كلاما ألقاه الشيطان من جانب الهدهد ليضلل سليمان ويفتنه بالبحث عن مملكة موهومة ليسخر به كما يسخر بالمتثائب ، فعزم سليمان على استثبات الخبر بالبحث الذي لا يترك ريبة في صحته خزيا للشيطان. ولنشتغل الآن بما اشتمل عليه هذا الكلام فابتداؤه ب أحطت بما لم تحط به تنبيه لسليمان بأن في مخلوقات الله ممالك وملوكا تداني ملكه أو تفوقه في بعض أحوال الملك جعله الله مثلا له ، كما جعل علم الخضر مثلا لموسى عليه السلام لئلا يغتر بانتهاء الأمر إلى ما بلغه هو.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النمل - الآية 22

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) ﴾ يعني تعالى ذكره بقوله: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ فمكث سليمان غير طويل من حين سأل عن الهدهد، حتى جاء الهدهد. واختلف القرّاء في قراءة قوله: ﴿فَمَكَثَ﴾ فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار سوى عاصم: "فَمَكُثَ" بضمّ الكاف، وقرأه عاصم بفتحها، وكلتا القراءتين عندنا صواب؛ لأنهما لغتان مشهورتان، وإن كان الضمّ فيها أعجب إليّ، لأنها أشهر اللغتين وأفصحهما. * * * وقوله: ﴿فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ يقول: فقال الهدهد حين سأله سليمان عن تخلفه وغيبته: أحطت بعلم ما لم تحط به أنت يا سليمان. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النمل - الآية 22. كما:- ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ﴾ قال: ما لم تعلم. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ ثم جاء الهدهد، فقال له سليمان: ما خلَّفك عن نوبتك؟ قال: أحطت بما لم تحط به. وقوله: ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ يقول: وجئتك من سبإ بخبر يقين. وهو ما:- ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه: ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ أي أدركت ملكا لم يبلغه ملكك.

الفرق بين الجناس والطباق - سطور

وقد يكون من كلام الله كما درج عليه الأسلوب القرآني من الامتداد مع الفكرة عند الحديث عن بعض مفرداتها بما تقتضيه طبيعة الأمور في تفاصيلها الواقعية. {قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} فقد كان الموقف الذي يقفه الهدهد، هو موقف المحاكمة التي يحتاج المتهم فيها إلى دليلٍ على صدق دفاعه، ولم يقدم الهدهد في كلامه هذا إلا الدعوى من دون بينةٍ. سليمان يكلف الهدهد حمل رسالته {اذْهَب بِّكِتَابِي هذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} واطرحه بينهم، {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ} أي ابتعد عنهم، {فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} في ما يخاطب به بعضهم البعض مما يعلّقون به على الكتاب، بعد مناقشته فيما بينهم. وهكذا كان، فقد فعل الهدهد ما أمره به سليمان، وألقى الكتاب إليهم بشكل مفاجىء، ولم يتبينوا له مصدراً. وكانت بلقيس ـ ملكة سبأ ـ هي التي تسلمت الكتاب وقرأته، فجمعت قومها للتحدث معهم في هذا الأمر العجيب. الفرق بين الجناس والطباق - سطور. ـــــــــــــــــــــــ (1) مفردات الراغب، ص:397. (2) مجمع البيان، م:4، ص:284.

إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النمل - قوله تعالى فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين - الجزء رقم21

وليس للهدهد قِبَل بإدراك ما اشتمل عليه القول المنسوب إليه ولا باستفادة الأحوال من مشاهدة الأقوام والبلدان حتى تَخطر في نفسه وحتى يعبر عنها بمنطقه الذي عُلّم سليمانُ دلالتَه كما قدمناه. فهذا وحي لسليمان أجراه الله على لسان الهدهد. وأما قول سليمان { سننظر أصدقتَ أم كنتَ من الكاذبين} [ النمل: 27] فيجوز أن يكون سليمان خشي أن يكون ذلك الكلام الذي سمعه من تلقاء الهدهد كلاماً ألقاه الشيطان من جانب الهدهد ليضَلّل سليمان ويفتنه بالبحث عن مملكة موهومة ليسخر به كما يسخر بالمتثائِب ، فعزم سليمان على استثبات الخبر بالبحث الذي لا يترك ريبة في صحته خزياً للشيطان. ولنشتغل الآن بما اشتمل عليه هذا الكلام فابتداؤه ب { أحطتُ بما لم تُحِطْ به} تنبيه لسليمان بأن في مخلوقات الله ممالك وملوكاً تداني مُلكه أو تفوقه في بعض أحوال الملك جعله الله مثلاً له ، كما جعل عِلم الخضر مثلاً لموسى عليه السلام لئلا يغتر بانتهاء الأمر إلى ما بلغه هو. وفيه استدعاء لإقباله على ما سيُلقى إليه بشراشره لأهمية هذا المطلع في الكلام ، فإن معرفة أحوال الممالك والأمم من أهم ما يعنى به ملوك الصلاح ليكونوا على استعداد بما يُفاجئهم من تلقائها ، ولتكون من دواعي الازدياد من العمل النافع للمملكة بالاقتداء بالنافع من أحوال غيرها والانقباض عما في أحوال المملكة من الخلل بمشاهدة آثار مثله في غيرها.

[١] أمّا الطّباق فقد اعتمد البلاغيّون وكُتب البلاغة على تعريف واحد ولم يدخل على هذا التعريف أيّ تعديل أو شرح، وهو الجمع بين الضدّين أو المعنيين المُتقابلين في الجملة، مثال ذلك جملة خير المال عين ساهرة لعين نائمة ، إنّ الطّباق في الجملة السابقة هو طباق إيجاب مُشتَمل على الشيء وضدّه، وذلك بين كلمة ساهرة، وعكسها كلمة نائمة [٣] ، وبهذه التّعاريف اتّضح الفرق بين ما هو الطّباق والجناس، فالجناس يُعدّ من المُحسّنات اللفظيّة التي تُركّز على تحسين اللفظ بالكلمة الواحدة وحروفها المُتقاربة، أمّا الطّباق فهو يُعنى بتحسين المعنى من خلال الكلمة وعكسها.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]