نحو 25%، يتقاضون رواتب تتراوح بين 650 ألف ليرة، ومليون و200 ألف (كانت توازي 800 دولار، توازي الآن 50 دولارا). نحو 30% من السكان، يتقاضون رواتب بمعدل مليونين و400 ألف ليرة، كانت توازي 1600 دولار، توازي اليوم 100 دولار. نحو 21% من السكان، يتقاضون رواتب تتراوح بين مليونين و400 ألف ليرة، وأقل من 5 ملايين ليرة (كانت توازي نحو 3 آلاف و300 دولار، صارت توازي 208 دولارات). رقم جمعية زمزم العلاج الخيري. نحو 6% فقط من السكان، يتقاضون أكثر من 5 ملايين ليرة. وفيما لم تطرأ تعديلات جوهرية على مداخيل الأسر، فإن كلفة المعيشة بلبنان راهنا، لتوفير النفقات الأساسية من مأكل ومسكن وكهرباء ومواصلات، تتطلب نحو 5 ملايين ليرة لأسرة صغيرة، وفق الخبير. أي أن الحد الأدنى للأجور المطلوب، يوازي مداخيل الشريحة التي كانت تشكل نسبة 6% من سكان لبنان، بحسب نعمة، "ما يعني أن الأسر اللبنانية، تشهد تغييرات جذرية بنمط عيشها، وتسعى لضبط استهلاكها لدرجة التقشف".
يوجد في لبنان نحو 24 ألف نقطة بيع، بين دكان صغير ومتجر كبير، ونحو 20% فقط لديها رقم ضريبي ما يفاقم ظاهرة المضاربات والفوضى. يستورد لبنان 100% من حاجاته الاستهلاكية، إضافة إلى ارتفاع أسعار معظم المواد الأولية من المصدر، وسط تقلبات بأسعار الصرف، فيستبق التجار الأحداث ويرفعون أسعارهم عشوائيا. وعليه، تعززت تشوهات الأسعار وفق يونس، لكن المشكلة برأيه، تكمن ببنية الاقتصاد اللبناني منذ ما قبل الأزمة، وغياب الرقابة الفاعلة على حركة التجارة والاستيراد. رقم جمعية زمزم بولمان. تعميق الفقر هذا الواقع، يحيلنا لدراسة صدرت حديثا في مارس/آذار 2022، عن دائرة الإحصاء الرسمية، حول "الدليل المتعدد الأبعاد للفقر لعام 2019″، وشملت 39 ألف أسرة في لبنان، وهي عبارة عن قراءة لواقع الأسر بالفصل الأول من عام 2019. وبحسب الدراسة، سيشكل الدليل، مؤشرا لمقارنة واقع الفقر، قبل الأزمة وبعدها. واطلع الأكاديمي أديب نعمة على بيانات الدراسة، لافتا إلى أن الفقر قبل الأزمة، كان بمعدل 53%، وهي تشمل نسبة الأسر التي تحتاج لمساعدة لسد احتياجاتها الأساسية، لأن مدخولها لا يغطيها. وبعدما طال الفقر نحو 80% من السكان، يربطه نعمة بواقع المداخيل، استنادا لدراسة دائرة الاحصاء: نحو 18% من السكان، يتقاضون رواتب أقل من 650 ألف ليرة، كانت توازي قبل الأزمة 435 دولارا، وتوازي الآن 27 دولارا.
بيروت- تحت قبّة أحد المساجد القديمة في طرابلس شمالي لبنان، تعيش مجموعة من النسوة الأرامل والمطلقات في باحةٍ تسمى بـ"الخانكة"، وتضم غرفا قديمة تفتقد للحدّ الأدنى من مقومات العيش. والخانكة التي تعود ملكيتها لدائرة الأوقاف الإسلامية، تحولت منذ عشرات السنين إلى ملجأ للنساء الأرامل والفقيرات اللواتي لا معيل لهن، وتتقاسم حاليا نحو 18 سيدة مع أبنائهن، معاناتهن بتأمين قوتهن وظروف عيشهن القاسية. رقم جمعية زمزم للاطفال. في الباحة الخارجية، تجلس أُم علي مع جاراتها، ويتحدثن عن قلقهن من رمضان، الذي يحل مثقلا بالحرمان والغلاء "حتى صرنا نتقاسم سعر ربطة الخبز". عاشت هؤلاء النسوة أطوارًا عديدة من الفقر "لكننا لم نختبر حرمانًا كأيامنا هذه"، بحسب الحاجة زمزم، وهي واحدة من أقدم سيدات الخانكة التي تسكنها منذ 20 عاما. تقول سيدات الخانكة إنهن لم يشترين أصناف اللحوم منذ أشهر طويلة، وينتظرن رمضان والأعياد لطهيها إذا حصلن على حصصٍ بالمعونات والأضاحي. وتأسف لمراكمتهن فواتير الديون بالدكان لشراء بعض حاجاتهن الغذائية اليومية. وتحتسب نيفين كلفة تحضير مائدة رمضانية، فتقول إن كل واحدة تحتاج لنحو 200 ألف ليرة لإطعام أولادها وجبة رئيسية بلا لحوم، فتقاطعها أُم علي مستنكرة "ومن أين نأتي بثمن قارورة الغاز البالغ نحو 300 ألف ليرة؟".