موقع شاهد فور

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الطارق - الآية 7

June 28, 2024

قال الزمخشري: " فإن قلت: ما وجه اتصال قوله ( فَلْيَنظُرِ) بما قبله ؟ قلت: وجه اتصاله به: أنه لما ذكر أن على كل نفس حافظاً ، أتبعه توصيةَ الإنسان بالنظر في أوّل أمره ونشأته الأولى ؛ حتى يعلم أنّ من أنشأه قادر على إعادته وجزائه ، فيعملَ ليوم الإعادة والجزاء ، ولا يُملي على حافظه إلا ما يسره في عاقبته " انتهى من "تفسير الكشاف". وإذا كان الصلب هو: الظهر ، باتفاق المفسرين هنا ، وأما الترائب ، فقد اختلف أهل العلم فيما هي ، وأين موضعا. قال الإمام الطبري رحمه الله: " واختلف أهل التأويل في معنى الترائب ، وموضعها: قال بعضهم: الترائب: موضع القلادة من صدر المرأة " ، وهو مروي عن ابن عباس وعكرمة ، وغيرهما. وقال آخرون: الترائب: ما بين المنكبين والصدر ، وهو مروى عن مجاهد ، وغيره من السلف. وقال آخرون: معنى ذلك ، أنه يخرج من بين صلب الرجل ونحره " ، وهو مروى عن قتادة. وروى ـ أيضا ـ قول من قال: هو اليدان والرجلان والعينان ، ومن قال: هي الأضلاع التي أسفل الصلب ، ومن قال: هي عصارة القلب. إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة الطارق - تفسير قوله تعالى يخرج من بين الصلب والترائب- الجزء رقم30. ثم قال – أي: الطبري - رحمه الله: " والصواب من القول في ذلك عندنا ، قولُ من قال: هو موضع القِلادة من المرأة ، حيث تقع عليه من صدرها ؛ لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب ، وبه جاءت أشعارهم ، قال المثقَّب العبدي: وَمِنْ ذَهَبٍ يُسَنُّ عَلَى تَرِيبٍ... كَلَوْنِ العَاجِ لَيْسَ بِذِي غُضُونِ " انتهى بتصرف.

ما بين الصلب والترائب

و إذا أردنا أن نحدد ناحية الصلب المسؤولة عن هذا التعصيب قلنا إنها تحاذي القطعة الظهرية الثانية عشرة و القطنية الأولى و الثانية ، و القطع العجزية الثانية والثالثة و الرابعة. ـ أما الترائب فقد ذكر لها المفسرون معاني كثيرة ، فقد قالوا: إنها عظام الصدر ، والترقوتان ، و اليدان و الرجلان ، و ما بين الرجلين ، و الجيد و العنق و غير ذلك. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الطارق - الآية 7. و ما دام سعة فإننا نأخذ من هذه المعاني ما يتفق مع الحقيقة العلمية، و سنعتمد على التفسير القائل بان الترائب هنا هي عظام أصول الأرجل أو العظام الكائنة ما بين الرجلين. لنعد إلى الآية القرِآنية: ( خُلق من ماء دافق ، يخرج من بين الصلب و الترائب). الماء الدافق هو ماء الرجل أي المني يخرج من بين صلب الرجل و ترائبه ( أي أصول الأرجل) ، أصبح معنى الآية يخرج من بين صلب الرجل و ترائبه ( أي أصول الأرجل) ، أصبح معنى الآية واضحاً لأن معظم الأمكنة و الممرات التي يخرج منها السائل المنوي والتي ذكرناها يقعان خلف غدة الموثة " البروستات و التي يشكل إفرازها قسماً من السائل المنوي " و كلها تقع بين الصلب والترائب. و يجب أن نذكر هناك عدة آراء و نظريات حول وظيفة الحويصلين المنويين فمنهم من يقول بأن الحويصلين المنويين فمنهم من يقول بأن الحويصلين المنويين مستودعان لتخزين النطاف بالإضافة إلى وظيفتهما الإفرازية ، بينما النظريات الحديثة تقول بأنه لا يمكن اعتبار الحويصلين المنويين مخزناً للنطاف ، و المهم أنهما غدتين مفرزتين تشكلان قسماً من السائل المنوي ، و إفرازهما ذو لون أصفر غني بالفركتوز ، كما أن لهما دوراً إيجابياً في عملية قذف السائل المنوي للخارج على شكل دفقات بسبب تقلص العضلات الموجودة بهما.

إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة الطارق - تفسير قوله تعالى يخرج من بين الصلب والترائب- الجزء رقم30

قوله تعالى: يخرج من بين الصلب أي: من بين أجزاء صلب كل رجل؛ أي: ظهره والترائب أي: ومن بين ترائب كل امرأة أي عظام صدرها جمع تريبة، وفسرت أيضا بموضع القلادة من الصدر. وروي عن ابن عباس وهو لكل امرأة واحد إلا أنه يجمع كما في قول امرئ القيس: مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل باعتبار ما حوله على ما في البحر وجاء في المفرد: تريب كما في قول المثقب العبدي: ومن ذهب يبين على تريب كلون العاج ليس بذي غضون وحمل الآية على ما ذكر مروي عن سفيان وقتادة إلا أنهما قالا: أي: يخرج من بين صلب الرجل وترائب المرأة، وظاهره كالآية أن أحد الطرفين للبينية الصلب والآخر الترائب وهو غير ما قلناه، وعليه قيل: هو كقولك: يخرج من بين زيد وعمرو خير كثير على معنى أنهما سببان فيه، وقيل: إن ذلك باعتبار أن الرجل والمرأة يصيران كالشيء الواحد، فكأن الصلب والترائب لشخص واحد فلا تغفل. ثم إن ما تقدم مبني إما على أن الترائب مخصوصة بالمرأة كما هو ظاهر كلام غير واحد، وإما على حمل تعريفها على العهد، وقال الحسن -وروي عن قتادة أيضا-: أن المعنى: يخرج من بين صلب كل واحد من الرجل والمرأة وترائب كل منهما، ولم يفسر الترائب فقيل: عظام الصدر، وقيل: ما بين الثديين، وقيل ما بين المنكبين والصدر، وقيل التراقي، وقيل: أربع أضلاع من يمنة الصدر وأربع من يسرته.

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الطارق - الآية 7

وتتضح مرة أخرى معاني الآية الكريمة في إعجازها العلمي الرائع: ماء دافق من الخصية يحمل الحيوانات المنوية, وماء دافق من حويصلة " جراف " بالمبيض يحمل البويضة " انتهى. "خلق الإنسان بين الطب والقرآن" (ص/114-124). والله أعلم.

إن الخصية والمبيض إنما يتكونان من الحدبة التناسلية بين صلب الجنين وترائبه.. والصلب هو العمود الفقري.. والترائب هي الأضلاع. وتتكون الخصية والمبيض في هذه المنطقة بالضبط، أي بين الصلب والترائب، ثم تنزل الخصية تدريجياً حتى تصل إلى كيس الصفن (خارج الجسم) في أواخر الشهر السابع من الحمل... بينما ينزل المبيض إلى حوض المرأة ولا ينزل أسفل من ذلك. ومع هذا فإن تغذية الخصية والمبيض بالدماء الأعصاب واللمف تبقى من حيث أصلها.. أي من بين الصلب والترائب، فشريان الخصية أو المبيض يأتي من الشريان الأبهر (الأورطي البطني) من بين الصلب والترائب، كما أن وريد الخصية يصب في نفس المنطقة.. يصب الوريد الأيسر في الوريد الكلوي الأيسر بينما يصب وريد الخصية الأيمن في الوريد الأجوف السفلي.. وكذلك أوردة المبيض وشريانها تصب في نفس المنطقة أي بين الصلب والترائب... كما أن الأعصاب المغذية للخصية أو للمبيض تأتي من المجموعة العصبية الموجودة تحت المعدة من بين الصلب والترائب.. وكذلك الأوعية اللمفاوية تصب في نفس المنطقة أي بين الصلب والترائب. فهل يبقى بعد كل هذا شك أن الخصية أو المبيض إنما تأخذ تغذيتها ودماءها وأعصابها من بين الصلب والترائب؟... فالحيوانات المنوية لدى الرجل أو البويضة لدى المرأة إنما تستقي مواد تكوينها من بين الصلب والترائب، كما أن منشأها ومبدأها هو من بين الصلب والترائب.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]