فكان أبو حُذيفة يقول بعد ذلك: والله ما آمن من تلك الكلمة التي قلت، ولا أزال منها خائفًا، إلا أن يُكفّرها الله تعالى عني بشهادةٍ. فقُتل يوم اليمامة شهيدًا . الطالب: عباس بن عبدالله بن معبد بن عباس بن عبدالمطلب، الهاشمي، ثقة، من السادسة. (د). الشيخ: وأنت عندك؟ الطالب: عبدالله بن معبد بن العباس، الهاشمي، عن عمه عبدالله، وعنه ابنه إبراهيم، وثَّقه أبو زرعة، له عندهم فرد حديث. إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيرا. الشيخ: ابن معبد هذا ضعيف، هذا خبرٌ ضعيفٌ؛ لأنَّه عن بعض أهله. وبه عن ابن عباسٍ قال: لما أمسى رسولُ الله ﷺ يوم بدر، والأسارى محبوسون بالوثاق، بات رسولُ الله ﷺ ساهرًا أول الليل، فقال له أصحابُه: يا رسول الله، ما لك لا تنام؟ وقد أسر العباسَ رجلٌ من الأنصار، فقال رسولُ الله ﷺ: سمعتُ أنين عمّي العباس في وثاقه ، فأطلقوه فسكت، فنام رسول الله ﷺ. قال محمد بن إسحاق: وكان أكثر الأسارى يوم بدرٍ فداء العباس بن عبدالمطلب، وذلك أنَّه كان رجلًا مُوسِرًا، فافتدى نفسه بمئة أوقية ذهبًا. وفي "صحيح البخاري" من حديث موسى بن عقبة، قال ابنُ شهاب: حدثنا أنس بن مالك: أنَّ رجالًا من الأنصار قالوا: يا رسول الله، ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه.
إن لَم تكُن شَجرة هذه الجَماعات السَّاعيَة إلى الحُكم والرئاسَة قَد نبتَت في تُربَة صالِحَةٍ مِن الإيمان والتَّقوى، وتخرَّجت مِن مدرسَة الوَحي بعدَ تربيَة سنين وأعوام كما تخرَّج الرَّعيل الأوَّل من الصَّحابَة الكِرام مِن مدرسَة النُّبوَّة؛ فلا خيرَ يُرتَجى؛ اللهم إلا تغيُّر الأسماء والأشكال؛ والواقِع باقٍ كما هُو بأزماتِه ومشاكِله؛ ورُبَّما انبثقت مشاكِل مِن نَوعٍ آخَر لَم تُعهَد مِن ذي قَبل! - وأيمُ الله لستُ مُتشائِما ولا نابِذًا للتَّغيير ولا مُخذِّلا للعَزائِم؛ ولَكنِّي أومِن إيمانًا لا يتزحزَح أنَّ التَّغيير لا يكُون إلا بنفسِ المَنهَج والخطِّ الذي سارَ عليه الرَّسُول (عليه الصَّلاة والسَّلام) ومَن سبَقَه مِن أولي العَزمِ من الرُّسل! ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا. أمَّا التَّغيير الفَوقي المُنتَهج الآن بما نَراه مِن عُنفٍ وتَكفيرٍ وتفجيرٍ؛ بل وتواطُؤ فاضِح مَع أعداءِ الدِّين في خساسَة ما بعدَها خساسَة؛ فلَن يُورثَ إلاَّ الدَّمار والخَراب؛ ولَنا في " سيناريُو العراق" عِبرَة لَمن يعتبر، وما هُو عنَّا ببعيد! ولَن تجدَ لسُنَّة الله تبديلا! فاللهم رُحماكَ بالبلاد والعباد؛ واللهُمَّ أعد المُسلمين على اختلافِ طوائِفهم ونِحلِهم ومذاهبهم إلى ينبوع الهدايَة؛ كتابك العَظيم الذي أنزَلتَه بِعلمِك يا مَن يعلَم السِّر في السَّماوات والأرض؛ وانفِ عَن دينك ما أقحمه فيهِ الحاقدُون وخلطَه بِه الجاهلُون ، والحمد لله ربِّ العالمين.