فللمأخوذ بالحياء حكم المغصوب، وعلى الآخذ ردّه، أو التّعويض عنه، ويجب أن يكون التّعويض بقيمة ما أخذ أو أكل من زادهم، وقال ابن الجوزيّ: هذا كلام حسن لأنّ المقاصد في العقود معتبرة. ولم نطّلع على مذهب الحنفيّة والمالكيّة في ذلك.
صحة حديث: ( ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام) - YouTube
مفهوم الحياء يشير مفهوم الحياء إلى انقباض يحدث في النفس من شيء ما فيتركه خوفًا من أن يُلام فيه، وبتعريفٍ آخر فإنَّ الحياء خلقٌ يحثُّ صاحبه على أن يجتنبَ القبائح جميعها وأن يمتنع عن الإهمال أو التقصير في حقِّ كل صاحب حق، ويرى البعض أنَّ الحياء إنَّما هو انكسار وتغيير يصيب الإنسان جراء خوفه من أن يُعاب عليه أمرٌ معيَّن، وأن يلحقُه الذم ويظهرُ على الوجه غالبًا، والحياء كما وردَ في كتاب الله وسنَّة نبيٍّه محمد -صلى الله عليه وسلم- صفةٌ من صفات الله تعالى الثابتة، وتدلُّ صفة الحياء على الفضل والجود والكرم والجلال، وفي هذا المقال سيدور الحديث عن حكم ما أخذ بالحياء في الإسلام.
ما صحة حديث ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام للشيخ أبوإسحاق - YouTube
الثاني: هو أن الإنسان له ثلاثة أشياء ؛ عمل بالجوارح يشاركه فيه الحيوانات ، فإنه حركة وسكون ، وقول باللسان ولا يشاركه فيه غيره ، وعزم بالقلب وهو لا اطلاع عليه إلا لله ، وقد أشار إليه بقوله: ( إنها إن تك مثقال حبة من خردل) أي أصلح ضميرك فإن الله خبير ، بقي الأمران ، فقال: ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك) إشارة إلى التوسط في الأفعال والأقوال. الثالث: هو أن لقمان أراد إرشاد ابنه إلى السداد في الأوصاف الإنسانية ، والأوصاف التي هي للملك الذي هو أعلى مرتبة منه ، والأوصاف التي للحيوان الذي هو أدنى مرتبة منه ، فقوله: ( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر) إشارة إلى المكارم المختصة بالإنسان ، فإن الملك لا يأمر ملكا آخر بشيء ولا ينهاه عن شيء. وقوله: ( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا) الذي هو إشارة إلى عدم التكبر والتبختر إشارة إلى المكارم التي هي صفة الملائكة ، فإن عدم التكبر والتبختر صفتهم. وقوله: ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك) إشارة إلى المكارم التي هي صفة الحيوان. ثم قال تعالى: ( إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) وفيه مسائل: المسألة الأولى: لم ذكر المانع من رفع الصوت ولم يذكر المانع من سرعة المشي ، نقول: أما على قولنا: إن المشي والصوت كلاهما موصلان إلى شخص مطلوب إن أدركه بالمشي إليه فذاك ، وإلا فيوقفه بالنداء ، فنقول: رفع الصوت يؤذي السامع ويقرع الصماخ بقوة ، وربما يخرق الغشاء الذي داخل الأذن.
-انتهى كلامه- تفسير السعدي ص457 ففي هذه الاية بين سبحانه بين سبب منع هذه المشية لإنه تعالى يكره كل مختال فخور، ثم أكد عليها مرة أخرى في قولها ( ولا تمشي في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) قال ابن كثير في تفسيره ( ولا تمشي) أي متبخترا متمايلا مشي الجبارين ( انك لن تخرق الأرض) اي لن تقطع الارض بمشيتك ( ولن تبلغ الجبال طولا) أي بتمايلك وفخرك واعجابك بنفسك ا. ه أليس ذلك منطبقا على شبابنا الذين يلبسون هذا اللبس الخليع ويمشون هذه المشي البغيض وياليتهم قرؤوا هذا الحديث الذي ثبت في الصحيحين ( بينما رجل يمشي فيمن كان قبلكم وعليه برد يتبختر فيهما إذ خسف به الأرض فهو يتجلجلل فيهما إلى يوم القيامة) ثم ختم سبحانه على لسان لقمان الحكيم بقوله ( واقصد في مشيك) قال السعدي:أي امش متواضعا مستكينا لا مشي البطر والتكبر ولا مشي التموات. تفسير السعدي ص666 ويا لها من أعظم خاتمة من ربنا عز وجل فمتى نعي قرائننا ومتى نترك التزحلق خلف عادات والغرب لبسهم فاللهم المستعان وعليه التكلان. وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) لما قال: ( ولا تمش في الأرض مرحا) وعدم ذلك قد يكون بضده وهو الذي يخالف غاية الاختلاف ، وهو مشي المتماوت الذي يرى من نفسه الضعف تزهدا ، فقال: ( واقصد في مشيك) أي كن وسطا بين الطرفين المذمومين ، وفي الآية مسائل: المسألة الأولى: هل للأمر بالغض من الصوت مناسبة مع الأمر بالقصد في المشي ؟ فنقول: نعم.
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:- { وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} قال ابن كثير رحمه الله أي: امش مشيًا مقتصدا ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلا وسطًا بين بين،{ قال عطاء: امش بالوقار والسَّكينة}. {قال ابن جبير: لا تختل في مشيتك} و قوله:( يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا) فيه أربعة أقاويل عن الحسن قال: علماء حلماء لا يجهلون. لثاني: أعفاء أتقياء ، قاله الضحاك. الثالث: بالسكينة والوقار ، قاله مجاهد. الرابع: متواضعين لا يتكبرون ، قاله ابن زيد. قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي زَادِ الْمَعَادِ: الْمِشْيَاتُ عَشَرَةُ أَنْوَاعٍ ، ( الْأَوَّلُ): أَحْسَنُهَا وَأَسْكَنُهَاوهي مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ} قال الألباني: صحيح مختصر الشمائل ( 40) وَقَالَ مَرَّةً: { إذَا مَشَى تَقَلَّعَ} ، وَالتَّقَلُّعُ الِارْتِفَاعُ مِنْ الْأَرْضِ بِجُمْلَتِهِ كَحَالِ الْمُنْحَطِّ فِي الصَّبَبِ ، يَعْنِي يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ رَفْعًا بَائِنًا بِقُوَّةٍ ، وَالتَّكَفُّؤُ التَّمَايُلُ إلَى قُدَّامَ ، كَمَا تَتَكَفَّأُ السَّفِينَةُ فِي جَرْيِهَا ، وَهُوَ أَعْدَلُ الْمِشْيَاتِ.