هذا وصلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الله اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واجمعنا ووالدينا في جنات النعيم. اللهم وفق ولاة أمر المسلمين عامة للحكم بكتابك والعمل بسنة نبيك ووفق ولاة أمرنا خاصة لكل خير اللهم خذ بأيديهم لما فيه خير البلاد والعباد اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. ــ وأقم الصلاة ــ. الجمعة 3-7-1430هـ
حرٌّ كما سمّتك أمُّك الشيخ بسّام محمّد حسين عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام، أنّه قال: "يُسلَك بالسعيد في طريق الأشقياء حتّى يقول الناس: ما أشبهه بهم، بل هو منهم، ثمّ يتداركه السعادة، وقد يُسلَك بالشقيّ طريق السعداء حتّى يقول الناس: ما أشبهه بهم، بل هو منهم، ثمّ يتداركه الشقاء، إن من كتبه الله سعيداً وإن لم يبقَ من الدنيا إلّا فواق ناقة ختم له بالسعادة"(1). لعلّ من المصاديق البارزة لهذا الحديث هو الحرّ بن يزيد الرياحيّ (رضوان الله عليه)، الشهيد السعيد بين يدَي الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، الذي تداركته السعادة في آخر لحظات عمره عندما انتقل إلى معسكر الإمام الحسين عليه السلام، بعد أن اجتاز بنجاح مجموعة اختبارات ومواقف صعبة وخطيرة. سنتعرّف في هذا المقال ببعض هذه الاختبارات التي جعلته يستحقّ بالفعل قوله عليه السلام: "أنت الحرُّ كما سمّتك أمُّك، حرٌّ في الدنيا والآخرة"(2)، وفي بعض الروايات: "حرٌّ في الدنيا، وسعيدٌ في الآخرة"(3). 1 - تفكّر الحرّ لقد أظهر موقف الحرّ الذي اختار فيه اللّحاق بالإمام الحسين عليه السلام عظمة التفكّر ودوره في الوصول إلى الحقيقة والنّجاة من الهلكات، حيث وصل إلى ذلك بعد أن فكّر في عاقبة أمره.
واللهُ جلَّ وعلا جعلَ الأعمالَ التطوعيةَ مقربةً إلى رحمتِهِ وجنَّتِهِ، -ويدلُّ على ذلك حديثُ المرأةِ البغيِّ التي سقتْ الكلبَ الذي كان يلهثُ من العطشِ، فغفرَ اللهُ لها، وحديثُ الرجلِ الذي أزاحَ غصنَ شجرةٍ من طريقِ المسلمينَ، فشكرَ اللهُ لهُ ذلكَ فأدخلهُ الجنةَ -، فهو سبحانه يُجازي العبادَ على كلِّ خيرٍ يقدمونهُ ولو كان قليلاً. إنَّ كلَّ عملٍ تطوعيٍ يحقِّقُ الترابطَ والتاَلفَ والتآخِيَ بين أفرادِ المجتمعِ يُعتبرُ من الأعمالِ التي يحبُّها اللهُ جل وعلا، ويّجزي فاعلَها الأجرَ الجزيل، قال تعالى:{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}(النساء:114). ولقد كانَ ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما يقولُ: لأن أعولَ أهلَ بيتٍ من المسلمين شهراً أو جمعةً أو ما شاءَ اللهُ أحبُّ إلَّي من حجَّةٍ، ولطبقٌ بدرهمٍ أُهديه إلى أخٍ لي في اللهِ أحبُّ إليَّ من دينارٍ أنفقُه في سبيلِ اللهِ. وهذا الحسنُ البصريُّ رحمه اللهُ يقولُ أيضاً: لأن أقضيَ حاجةً لأخٍ أحبُّ إلىَّ من أنْ أصلِّيَ ألفَ ركعةٍ ولأن أقضيَ حاجةً لأخٍ أحبُّ إليَّ من أنْ أعتكفَ شهرين.
أيضًا قد وقع أغلب الناس في هذا فقد احتفلوا بعيد الميلاد وعيد الأب وعيد الأم وغيرها من الأعياد المبتدعة وهو من المنكرات الشديدة والتي تدل على التقليد الأعمى للكفار، فإن المسلمين ليس لهم غير عيد الفطر وعيد الأضحى وتدخل أيضًا أيام التشريق وأيضًا يوم عرفة والجمعة من كل أسبوع فالذي يخترع عيدًا جديدًا فقد قلَّد النصارى واليهود والغرب. حكم الاحتفال بذكرى الزواج مع الحجة إن الاحتفال بذكرى الزواج له وجهان وهما: 1- الاحتفال بعد مرور وقت الزواج بشكل سنوي وهكذا يكون حكمه أنه حرام ولا يجوز وذلك لسببين هما: أن هذا يعتبر اتخاذًا لذلك اليوم عيدًا وعندنا في الإسلام يوجد ثلاثة أعياد فقط وهي: عيد الفطر – عيد الأضحى – يوم الجمعة. ويحكى أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد للأنصار يومان يلعبون فيهما فقال: "إن الله عز وجل أبدلكما يومين خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى. " ولذلك لا يجوز لنا الاحتفال بأعياد أخرى لم يأذن الله بها. أن هذا يعتبر تشبهًا بالنصارى حيث تعتبر كثرة الأعياد خاصة التي تشبه الاحتفال بذكرى الزواج من عادات النصارى، ومن تشبه بقوم فهو منهم، وبالتالي لا يجوز لنا كمسلمين التشبه بهم وتقليد أعيادهم. 2- الاحتفال من باب الشكر على فترات غير محددة فعندما تمر فترة على الزواج يجوز أن يحتفل الزوجين بنعمة الله عليهم من الحب والمودة شكرًا لله، ويمكنهم تبادل الهدايا، أو التصدق بالمال، أو غيرها من الأعمال التي يشكرون الله من خلالها على نعمه.
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي ما حكم الاحتفال بذكرى الزواج ؟ الاحتفال بالذكرى المتجددة في كل عام – سواء كانت ذكرى ميلاد أو زواج أو انتصار – مِن البدع التي أفتى كثير من أهل العلم بالمنع منها. قال الشيخ ابن باز: " …. وقد وقع في الناس أيضا تقليد لهؤلاء, فقد احتفل الناس بعيد ميلاد أولادهم ، أو عيد الزواج, فهذا أيضا من المنكرات وتقليد للكفرة. فليس لنا إلا عيدان عيد الفطر وعيد النحر وأيام التشريق وعرفة والجمعة ، فمن اخترع عيدا جديدا فقد تشبه بالنصارى واليهود. قال صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: ( مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ) البخاري ومسلم. وقال عليه الصلاة والسلام: ( إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة) رواه أبو داود والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. فالواجب على أهل الإسلام أن يسلكوا طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم من السلف الصالح ، وأن يتركوا البدع المحدثة بعدهم " انتهى الإسلام سؤال وجواب بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
رواه أبو داود والأحاديث في ذلك المعنى عديدة. ولهذا يجب على المسلمين اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وترك البدع المحدثة من بعده. بهذا نكون قد استعرضنا حكم الاحتفال بذكرى الزواج السنوية بين الزوجين من وجهات نظر مختلفة، مما يساعد المسلم على معرفة الحرام من الحلال من البدع الكثيرة ويستطيع بذلك أن يتحرى ذلك ويلتزم بالسنة وبالأمور التي ليس بها شبهة والله أعلم.
الأمر الثاني: أن في ذلك تشبهاً بالنصارى؛ لأن مثل هذه الأعياد وكثرتها هذا من صنيع النصارى ومن تشبه بقوم فهو منهم.
قالت: وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا). قال شيخ الإسلام رحمه الله: [فالدلالة من وجوه: أحدها:قوله: (إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا). فإن هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم كما أن الله سبحانه لما قال: {ولكل وجهة هو موليها} وقال: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم وذلك أن اللام تورث الاختصاص. الثاني: قوله: (وهذا عيدنا) فإنه يقتضي حصر عيدنا في هذا فليس لنا عيد سواه…]الخ. وكذا الحديث المشهور: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي لفظ: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). فهو أصل في رد كل المحدثات في الدين ومنها الأعياد الزمانية والمكانية. وبيان ذلك: أن الأعياد بأنواعها هي من شعائر الدين حتى الأعياد المدنية فيشملها هذا. ثالثا: الفتاوى الواردة في عيد الزواج ونحوه,, مع التوجيه: ـ فتوى فضيلة الشيخ / محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ: سئل فضيلة الشيخ : عن حكم إقامة أعياد الميلاد للأولاد أو بمناسبةالزواج. فأجاب بقوله : ليس في الإسلام أعياد سوى يوم الجمعة عيد الأسبوع ،وأول يوم من شوال عيد الفطر من رمضان ، والعاشر من شهر ذي الحجة عيد الأضحى وقديسمى يوم عرفة عيداً لأهل عرفة وأيام التشريق أيام عيد تبعاً لعيد الأضحى.