أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أيها الناس: كل مؤمن يحب الله تعالى فإنه يتلمس ما يحبه الله تعالى من الأقوال ليقولها، ومن الأعمال ليعملها، ومن الأماكن ليرتادها، ومن الصفات ليتصف بها؛ فليس من سار في حياته على ما يحبه الله تعالى كمن سار على غير هدى. وكل عمل صالح من قول أو فعل فالله تعالى يحبه؛ لأنه سبحانه يحب الطاعات، ويكره المحرمات، ولكن النص على شيء بخصوصه أنه محبوب لله تعالى يدل على العناية به، أو على مظنة غفلة الناس عنه، فيتم تنبيههم عليه للعناية به. وقد جاءت أحاديث عدة بأعمال هي أحب الأعمال إلى الله تعالى ، على رأسها الفرائض؛ فإن الله تعالى ما فرضها على عباده إلا لأنه سبحانه يحب من عباده أن يأتوا بها؛ كما قال سبحانه في الحديث القدسي: « وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ » رواه البخاري. وأعلى الفرائض وأزكاها وأفضلها الصلاة؛ ولذا كثرت النصوص الدالة على محبة الله تعالى لأدائها، ومحبته سبحانه لأماكنها؛ ففي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا» متفق عليه.
14- التسمية بعبدالله وعبدالرحمن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن » [ رواه مسلم].
[٩] المراجع ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:6464، صحيح. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6465، صحيح. ↑ ابن رجب الحنبلي، جامع العلوم والحكم ، صفحة 608. ↑ محمد الأمين الشنقيطي، العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير ، صفحة 270. بتصرّف. ↑ محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير ، صفحة 1749. بتصرّف. ↑ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى ، صفحة 491. ↑ محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد ، صفحة 48. بتصرّف. ↑ محمود محمد الخزندار، هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا ، صفحة 129. بتصرّف. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5052.