تلك إِذَنْ هي صورة الحادثة كما رواها الإخباريُّون، على الرغم من تشكيك عددٍ من المؤرخين بصحة بعض فصولها إلَّا أنَّ هناك إجماعًا على أنَّ عملية الاغتيال تمَّت على أيدي عناصر خارجية؛ انتقامًا لضحايا معركة النهروان، وإذا كان صحيحًا أنَّ هذا الاغتيال كان وليد الفتنة؛ فقد كان ذلك كنتيجة للتناقضات الداخلية في معسكر عليٍّ رضي الله عنه؛ ذلك لأنَّ الضربة ستأتي من الخوراج، والراجح أنَّه كان عملًا فرديًّا؛ إذ إنَّ حصول اتفاقٍ مسبقٍ بين الخوارج وتخطيطٍ لعملية القتل هو أمرٌ مستبعدٌ بفعل: - أن معركة النهروان فرَّقت الخوارج وشتَّتتهم، فلم يبق منهم سوى مجموعاتٍ صغيرةٍ مبعثرةٍ في القرى. قصة صحابي في رمضان.. علي بن أبي طالب ”زانَ الخلافة وشرفَها بقَدره” | الطريق الإسلامي | جريدة الطريق. - كراهية الخوراج أسلوب الاغتيالات في مواجهة أعدائهم. - لم يكن الجوُّ السياسيُّ والعسكريُّ العام آنذاك مؤاتيًا لتجديد الاضطراب الخارجي. وإذا أمكننا الحديث عن مؤامرةٍ، فإنَّها قد تمَّت بين عددٍ محدودٍ جدًّا من الخوارج ولا تُعبِّر بالضرورة عن تطلعات الحركة، أمَّا بقيَّة المعلومات الخاصَّة بعملية القتل مثل قصة الحب بين قطام وابن ملجم والدور المزعوم للأشعث بن قيس الكندي، الذي رواه اليعقوبي وغيرها، فقد شكَّك العديد من المؤرِّخين في صحَّتها.
« قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لعليٍّ من أشقَى الأوَّلين قال عاقرُ النَّاقةِ قال صدقتَ قال فما أشقَى الآخرين قال قلتُ لا أعلمُ يا رسولَ اللهِ قال الَّذي يضرِبُك على هذه وأشار بيدِه إلى يافوخِه». [صححه الألباني] استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه « قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لعليٍّ من أشقَى الأوَّلين قال عاقرُ النَّاقةِ قال صدقتَ قال فما أشقَى الآخرين قال قلتُ لا أعلمُ يا رسولَ اللهِ قال الَّذي يضرِبُك على هذه وأشار بيدِه إلى يافوخِه ».
فبات عليّ ليلته تلك يُفكّر في أمر الدعوة حتى وقع الإيمان في قلبه، فغدا إلى النبيّ طالبا منه أن يُعيد عليه ما دعاه إليه أوّل مرّةٍ، فكرّر عليه النبيّ الشهادتَين، والتبرُّؤ من اللات والعُزّى، فأسلم عليّ، ونطق الشهادتَين، وكتمَ إيمانه؛ خشيةً من أبي طالب. استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – خلافة علي بن أبي طالب – السيرة| قصة الإسلام. اقرأ أيضًا: عاجل | بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. تحذير جديد من «الأرصاد» للمواطنين الغزوات التي شارك فيها علي بن أبي طالب شارك عليّ بن أبي طالب في الغزوات جميعها، ولم يتخلّف إلّا عن غزوة تبوك؛ حيث استخلفه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يومئذٍ على المدينة المُنوَّرة، ومن الغزوات التي شارك فيها، وأبلى بلاءً عظيما، غزوة بدر: والتي حَمَلَ عليّ لواء جيش المسلمين فيها، ولم يتجاوز عُمره حينذاك العشرين سنةً. غزوة أحد: والتي حَمَلَ عليّ لواء المسلمين فيها بعد استشهاد مُصعب بن عُمير، كما دافع عن الرسول وثبت معه في نهاية الغزوة، فأُصِيب بستّ عشرة ضربةً، وقد كلّفه النبيّ بعد انتهاء المعركة بتحسُّس خبر قريش، فخرج مُتتبِّعا أثرهم، وعَلِم أنّهم مُتَّجهون صَوب مكّة. غزوة حمراء الأسد: كان عليّ من الذين استجابوا إلى دعوة النبيّ بعد غزوة أحد، وكان حاملاً للواء المسلمين.