موقع شاهد فور

وأعرض عن الجاهلين - الشبكة الإسلامية - طريق الإسلام

June 29, 2024

{ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} أي الذين من شأنهم أن تدعوهم لا يسمعوا، وينظرون إليك وهم لا يبصرون، فتكون مرتّبة على العلة الموجبة لذلك وهي الجهل. [البحر المحيط:6/28] والأمر بالإعراض عن الجاهلين حضّ على التخلق بالحلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، وعلى الإغضاء عما يسوء. كقول من قال: إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، وقول الآخر: أن كان ابن عمتك، وكالذي جذب رداءه -صلى الله عليه وسلم- حتى جزّ في عنقه، وقال: أعطني من مال الله [البحر المحيط:6/29] { وأعرض عن الجاهلين} من الجهالة ضد الرشد، والجهالة ضد العلم.. وهما قريب من قريب.. والإعراض يكون بالترك والإهمال؛ والتهوين من شأن ما يجهلون به من التصرفات والأقوال؛ والمرور بها مر الكرام؛ وعدم الدخول معهم في جدال لا ينتهي إلى شيء إلا الشد والجذب، وإضاعة الوقت والجهد.. خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. وقد ينتهي السكوت عنهم، والإعراض عن جهالتهم إلى تذليل نفوسهم وترويضها، بدلاً من الفحش في الرد واللجاج في العناد. فإن لم يؤد إلى هذه النتيجة فيهم، فإنه يعزلهم عن الآخرين الذين في قلوبهم خير. إذ يرون صاحب الدعوة محتملاً معرضاً عن اللغو، ويرون هؤلاء الجاهلين يحمقون ويجهلون فيسقطون من عيونهم ويُعزلون!

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 199

وسبب النزول يرده ، والله أعلم. فإنه لما أمره بمحاجة المشركين دله على مكارم الأخلاق ، فإنها سبب جر المشركين إلى الإيمان. أي اقبل من الناس ما عفا لك من أخلاقهم وتيسر; تقول: أخذت حقي عفوا صفوا ، أي سهلا. الثانية: قوله تعالى: وأمر بالعرف أي بالمعروف. وقرأ عيسى بن عمر " العرف " بضمتين; مثل الحلم; وهما لغتان. والعرف والمعروف والعارفة: كل خصلة حسنة ترتضيها العقول ، وتطمئن إليها النفوس. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٣٧٩. قال الشاعر: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس وقال عطاء: وأمر بالعرف يعني بلا إله إلا الله. الثالثة: قوله تعالى: وأعرض عن الجاهلين أي إذا أقمت عليهم الحجة وأمرتهم بالمعروف فجهلوا عليك فأعرض عنهم; صيانة له عليهم ورفعا لقدره عن مجاوبتهم. وهذا وإن كان خطابا لنبيه عليه السلام فهو تأديب لجميع خلقه. وقال ابن زيد وعطاء: هي منسوخة بآية السيف. وقال مجاهد وقتادة: هي محكمة; وهو الصحيح لما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن ، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر ، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته ، كهولا كانوا أو شبانا. فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي ، هل لك وجه عند هذا الأمير ، فتستأذن لي عليه.

فنظمه بعض الشعراء فقال: مكارم الأخلاق في ثلاثة من كملت فيه فذلك الفتى إعطاء من تحرمه ووصل من تقطعه والعفو عمن اعتدى وقال جعفر الصادق: أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية ، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية. وقال صلى الله عليه وسلم: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وقال الشاعر: كل الأمور تزول عنك وتنقضي إلا الثناء فإنه لك باقي ولو أنني خيرت كل فضيلة ما اخترت غير مكارم الأخلاق وقال سهل بن عبد الله: كلم الله موسى بطور سيناء. قيل له: بأي شيء أوصاك ؟ قال: بتسعة أشياء ، الخشية في السر والعلانية ، وكلمة الحق في الرضا والغضب ، والقصد في الفقر والغنى ، وأمرني أن أصل من قطعني ، وأعطي من حرمني ، وأعفو عمن ظلمني ، وأن يكون نطقي ذكرا ، وصمتي فكرا ، ونظري عبرة. قلت: وقد روي عن نبينا محمد أنه قال أمرني ربي بتسع: الإخلاص في السر والعلانية والعدل في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر وأن أعفو عمن ظلمني وأصل من قطعني وأعطي من حرمني وأن يكون نطقي ذكرا وصمتي فكرا ونظري عبرة. وقيل: المراد بقوله: خذ العفو أي الزكاة; لأنها يسير من كثير. وأعرض عن الجاهلين - موقع مقالات إسلام ويب. وفيه بعد; لأنه من " عفا " إذا درس. وقد يقال: خذ العفو منه ، أي لا تنقص عليه وسامحه.

وأعرض عن الجاهلين - موقع مقالات إسلام ويب

وهذا خطأ؛ ذلك أنَّ العفوَ والحلمَ لا يَشتبِهُ أيٌّ منهما بالذّلّةِ بحال؛ فإنَّ الذِّلّةَ احتمالُ الأذى على وجهٍ يُذْهِبُ الكرامة. أمّا الحلمُ فهو إغضاءُ الرَّجُلِ عن المكروه، حيثُ يَزيدُه الإغضاءُ في أَعين الناسِ رفعةً ومَكانة. فالعفوُ إسقاطُ حَقِّك جُوْدًا، وكَرَمًا وإحسانًا؛ مع قُدرتِك على الانتقام، فتُؤثرُ الترك؛ رغبةً في الإحسانِ ومكارمِ الأخلاق. بخلافِ الذُّل؛ فإنّ صاحبَه يَترُكُ الانتقامَ عَجْزًا، وخوفًا ومهانةَ نفس؛ فهذا غيرُ محمود، بل لعلَّ المُنتَقِمَ بالحقِّ أَحسَنُ حالا منه؛ لأنَّ مِن الناسِ مَن بَلَغت به الرقاعةُ واللؤمُ أنْ يُفسِّرَ الإكرامَ والإغضاءَ بالضعف، وعليه يحمل قولُ أبي الطيب المتنبي: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا واستعمال العفو والانتصار للنفس، أو استعمال الحزم وأخذ الحق راجعٌ إلى حكمةِ الإنسان، وتقديرِه الأمورَ، وتدبُّرِه للعواقب؛ فيَعرِف متى يأخُذُ بالحزم، ومتى يأخذُ بالحلم. وقد قال تعالى: { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل}.. ثم قال: { ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور}.. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 199. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

وإنما تتوجه همته بمجامعها إلى الرجل الكامل، حيث يقصد إنزاله في معتقد الجمهور إلى مدرجته، أو ما هو أسفل منها. قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: إذا سبني نذل تزايدت رفعة وما العيب إلا أن أكون مساببه ولو لم تكن نفسي على عزيزة لمكنتها من كل نذل تحاربه وقال آخر: ولست مشاتماً أحداً لأني رأيت الشتم من عي الرجال إذا جعل اللئيم أباه نصباً لشاتمه فديت أبي بمالي 3- الاستهانة بالمسيء، فذلك من ضروب العزة والأنفة، ومن مستحسن الكبر والإعجاب، ومن ذلك قول بعض الزعماء في شعره: أو كلما طن الذباب طردته إن الذباب إذاً على كريم وأكثر رجل من سب الأحنف وهو لا يجيبه، فقال الساب: والله ما منع الأحنف من جوابي إلا هواني عليه. وفي مثله يقول الشاعر: نجا بك لؤمك منجى الذباب حمته مقاذيره أن ينالا وشتم رجل الأحنف، وجعل يتبعه حتى بلغ حيه، فقال الأحنف: يا هذا إن كان بقي في نفسك شيء فهاته، وانصرف، لا يسمعك بعض سفهائنا، فتلقى ما تكره. خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين. وقيل للشعبي: فلان يتنقصك ويشتمك، فتمثل الشعبي بقول كثير: هنيئاً مريئاً غير داء مخامر لعزة من أعراضنا ما استحلت أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقلية إن تقلت وأسمع رجل ابن هبيرة فأعرض عنه، فقال: إياك أعني، فقال له: وعنك أعرض.

تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٣٧٩

أخرجه البخاري: 4366 فبالإعراض عن الجاهلين يحفظ الرجل على نفسه عزتها، إذ يرفعها عن الطائفة التي تلذ المهاترة والإقذاع. ويروي عن الحسن أن رجلاً قال: " إن فلاناً قد اغتابك، فبعث إليه طبقاً من الرطب، وقال: بلغني أنك أهديت إليّ حسناتك، فأردت أن أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام". ورحم الله من قال: يخاطبني السفيه بكل قبحٍ وآبى أن أكــون له مجيباً يزيد سفاهةً وأزيــد حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيباً وآخر يقول: إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوتُ إذا جاوبته فرجــت عنه وإذا خليته كمـــداً يمــوتُ

قال: لا بد. قال: عليّ دين مائة دينار. فقال الوزير: يُعطَى مائة لإبراء ذمته، ومائة لإبراء ذمتي. فأحضرت في الحال فلما أخذها قال الوزير: عفا الله عنك وعني وغفر لك ولي. وقد ذكر هذا الخبر ابن الجوزي في تاريخه [2].

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]