موقع شاهد فور

وإن تطع أكثر من في الأرض

June 28, 2024

وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله - الشيخ عبد العزيز السعيد - YouTube

وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ 》🌹تلاوة خاشعة||رعد الكردي|| - Youtube

د. محمد المجالي هي سورة الأنعام التي تؤسس وتؤكد موضوع الإيمان من خلال عرض آيات الله المبثوثة في السماوات والأرض والنفس، فهو سبحانه الخالق وحده، ويترتب على ذلك أن يُعْبَد وحده، ولا يُشرَك به شيء، وبهذا تتكامل في نفس الإنسان جوانب الطمأنينة الباعثة على الإيجابية في الحياة، فهو المخلوق المنضبط لما يريده سيده، لا يشتت نفسه فتضل بوصلته، فربه أرشده إلى الصراط المستقيم في الدنيا ليفلح ويبني، وفي الآخرة ليكون من الفائزين بجنة عرضها السماوات والأرض أُعِدت للمتقين. ليس عجيبا أن تكون السورة، ومثلها كثير من سور القرآن خاصة المكي منها، أن تبني الإيمان بالله، وتبني التصورات الصحيحة للحياة والمآل والكون والنفس، وتقرر القضايا الغيبية، فكثيرة هي الأشياء التي تحتاج توضيحا وإقناعا، ولا بد فيها من المصادر الموثوقة المقنعة لذوي العقول السليمة، وإلا كان المصير ضلالا أو ردة وإلحادا، وهو الأمر الذي ينتشر إن غاب أهل الحق عن ميدانهم الدعوي، أو شك الناس في أهليتهم والتزامهم ومصداقيتهم.

إسلام ويب - زهرة التفاسير - تفسير سورة الأنعام - تفسير قوله تعالى وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله- الجزء رقم5

فالمعنى: إن هم إلا يظنون، وإن هم في سبيل ذلك لا يتبعون إلا الخرص الذي لا ينتهي إلى يقين قط.

&Quot;وإن تطع أكثر من في الأرض!&Quot; - اكتب

عباد الله: لو تأملنا في كتاب الله -جل وعلا- وأحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لوجدنا أن نصوص القرآن تدل على أن الأكثرية من الناس دائماً ما يكونون في صف الباطل وفي جانب الطاغوت، كما في قوله تعالى: ( وإن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ) [الأنعام: 116]، وقوله: ( ومَا أَكْثَرُ النَّاسِ ولَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)،[يوسف: 103]، وقال: ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) [الإسراء: 89]. وتكررت في القرآن الكريم كثيراً من الفواصل القرآنية التي تذم الكثرة، وتخبر عن حالها وضلالها، كقوله تعالى: ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) [هود: 17] وقوله:( ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [الأعراف: 187]، ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [البقرة: 243] ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) [الأنعام: 111]. أيها الناس: إن زماننا هذا اعتمد فيه كثير من الناس على معرفة الحق عن طريق ما يسمى بالأغلبية ورأي الجمهور، ويقصدون بالأغلبية والجمهور هم جمهور الرعاع، وأكثرية الناس من المقلدين والجهال والمتبعين لكل ناعق، ويظنون أن هؤلاء هم دليل الحق ورمز الصواب، وكثرتهم تدل على أن الحق هو فيما اتبعوه وتمسكوا به.

القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الأنعام - الآية 116

أعظم فضيلة يُمكن أن يخرج بها المرء في حياته هي أن يتمسك برأيه! وفي الحقيقة.. وبقدر ما يبدو الأمر سهلاً إلا أن أعظم المعارك التي سنخوضها يوماً هي معاركنا مع نفسنا.. وطوال ما قرأت وبحثت وجربت لم أعرف في حياتي فضيلة جعلت العظماء عظماء بمقاييس اليوم إلا أنهم تمسكوا بما يؤمنون به، وأنهم وحدهم من قالوا "لا" حين قال الجميع نعم! "وإن تطع أكثر من في الأرض!" - اكتب. على أني على قدر ما بحثت لم أكن لأجد أعظم من محمدٍ في كتب التاريخ، تعرض عليه كنوز الأرض، خير نسائها، أنقى تيجانها، أمهر أطبائها، أرقى مناصبها، فيرفضها كلها.. لكي لا يكون ممن ينكسرون ويلينون مع التيار، لأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يعلم يقيناً، بأنه على حقٍ مبين، وأن أولئك الذين على الحق هم الذين لا ينكسرون، وهم الذين يصلون، وهم الذين إن قال الجميع "نعم"، قالوا "لا"! وبقدر ما كان محمداً عظيماً، فقد صدق والله حين قال أنه يأتي علينا زمانُ يعير فيه المؤمنون بإيمانهم كما يعير الفجار بفجرهم، وأنه يعير الصائبون بصوابهم مثلما يُلام المخطئون على أخطائهم، ولكني لا زلت أؤمن إيماناً تاماً بأن الخلاص ليس مستحيل، وأن من ينكسر مرة سينكسر دائماً، وأن المجد كل المجد، للذين قالوا لا! إلى كل أولئك الذين لا زالوا يقاتلون ويسبحون ضد التيار، إلى كل أولئك الذين يحاربون العالم ليتسنى لهم قول آرائهم، لكل من يقاتل لأجل حرية فكره، لكي لا يسبح مع التيار، لكي لا تُفرض عليه الأفكار، يقاتل لحرية أن يقول "لا" حين يخضع الجميع لنعم، إياكم إياكم الإنكسار، فإن أعظم الإنتصارات، هي تلك التي تقدم لأجلها التضحيات العظيمة! "

إن كثرة الأتباع من الجهلاء والبسطاء حول رأي معين، أو فكر معين، أو شخص معين، لا يدل أبداً على أنه هو الحق وأن الصواب معهم، بل الغالب يكون العكس هو الصحيح. وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ 》🌹تلاوة خاشعة||رعد الكردي|| - YouTube. وهذا ما أثبته الله في كثير من الآيات القرآنية كقوله تعالى: ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) [يوسف: 106]، وقوله: ( وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ) [الأعراف: 102]، وقال: ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 24]، وقال: ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) [الفرقان:44]. ربما يقول البعض: هل معنى هذا أننا حينما نسمع بأن هذا القول هو قول أكثر العلماء أو مذهب جماهير أهل العلم أن هذا يدل على خطأ قولهم وعدم صوابه؟ نقول كلا؛ بل قولهم في الغالب هو الصحيح ومذهبهم هو الأرجح؛ لأن الله ذم الكثرة التي لا تعلم، ولا تعقل، ولا تؤمن، ولا تفهم، وليس الكثرة المؤمنة بالله، العالمة به، المتبعة لدينه ومنهجه. ولو تأملتم كل الآيات السابقة لوجدتم أن الله يذم الكثرة لا لمجرد أنها كثرة، وإنما يذم كثرتهم بسبب كفرهم وفسوقهم وإعراضهم عن منهج الحق والصد عن إتباعه، كما قال تعالى: ( لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [يس: 7]، وقال: ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ) [الروم: 42]، فذمهم لشركهم وعدم إيمانهم لا لكثرتهم فقط.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]