وإحباط الأعمال بالشرك هو ما عليه جماهير الفقهاء، ومن يرتد من المسلمين يحبط عمله؛ وإذا كان متزوجاً فسخ عقد زواجه، وأصبحت المرأة محرمة عليه، وتعتبر طلقةً بائنة لا تعود إليه ولو أسلم إلا بعقد جديد، فإن كان قد حقق هدى الإسلام ورجع وتاب جاز له أن يعيدها، هكذا تكون أعماله في الدنيا، وأعماله في الآخرة أكثر وأشد، وكذلك لا توارث بينه وبين ورثته، فلا توارث بين دينين. قوله: (ليحبطن عملك) اللام للتوكيد موطئة للقسم، أما التوكيد فالمعنى: إن أشركت حبط عملك وذهب، وهذا أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر لأتباعه؛ لأن الرسل معصومون لا يشركون بالله سبحانه. تفسير قوله تعالى: (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) قال تعالى: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:66]. ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحزَنُونَ﴾. يقول الله لنبيه جواباً عن أولئك الذين قالوا: لن نعبد الله وحده، قال الله: بل، أي: فاضرب عن قول أولئك وأهمله، ولا تلتفت إليه. وفي قوله: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ ، قُدِّم المعمول على العامل، وهذا يفيد الحصر، أي: لا تعبد إلا الله، ولا تخلص إلا لله، واحصر عبادتك لله الواحد بإخلاص لا رياء فيه ولا سمعة، وهو أمر لرسول الله وأمر لجميع المؤمنين.
اللغة العربية انتشرت في الأرض قبل الإسلام وكانت أوسع اللغات على الإطلاق، دليل ذلك: سعتها في القرآن الكريم، فإن كلام الله العظيم بما اشتملت عليه من معانٍ عامة وخاصة، دنيوية وأخروية، وفيما يتعلق بذات الله وبصفاته، وبأمور الآخرة وأمور الدنيا. فكلمة مَقَالِيدُ كلمة عربية أصيلة وليس في القرآن كلمة واحدة ليست بعربية. التفريغ النصي - تفسير سورة الزمر [60-67] - للشيخ المنتصر الكتاني. قوله: لَهُ مَقَالِيدُ أي: مفاتيح السماوات والأرض، ومقادير السماوات والأرض. قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [الزمر:63]. أي: والذين كفروا بعلامات قدرة الله وبمعجزات وحدانية الله، والذين أعموا بصائرهم قبل أن يعموا أبصارهم عن رؤية الأدلة الواضحة البينة، أولئك الذين كذبوا والذين لم يؤمنوا و أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ، أي: الذين خسروا دنياهم ثم خسروا آخرتهم، ثم خسروا أنفسهم وأصبحوا من أهل النار. تفسير قوله تعالى: (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) قال تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ [الزمر:64]. قل يا محمد لهؤلاء الذين قالوا لك: اعبد آلهة آبائنا، فإن فعلت عبدنا إلهك، وكانوا قد طلبوا ذلك من أبي طالب ليأمر ابن أخيه محمداً صلى الله عليه وسلم، فقال الله له: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ.