حكم مسابقة الامام في الصلاة ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- شرع صلاةَ الجماعةِ، وجعلها تفضلُ صلاةَ الفذِّ بسبعٍ وعشرين درجة، لكنَّه جعل لصحةِ هذه الصلاةَ شروطٌ، ومنها متابعةِ المأمومِ لإمامه، لكن لو تمَّ مسابقةَ الإمامِ في تنقلاتِ الصلاةِ، هل صلاةُ المأمومِ في هذه الحالةِ صحية؟ وهل يجوزُ له مسابقةَ إمامِه؟ وما هي حالاتُ المأمومِ مع الإمام؟ كلُّ هذه الأسئلةِ سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال. حكم مسابقة الامام في الصلاة لا يجوز للمأمومِ مسابقةَ الإمامِ في ركنٍ من أركانِ الصلاةِ ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليؤتمَّ بهِ فإذا كبَّرَ فكبِّروا ولا تكبِّروا حتَّى يكبِّرَ وإذا ركعَ فاركعوا ولا تركعوا حتَّى يركعَ وإذا قالَ سمعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ فقولوا اللَّهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ وإذا سجدَ فاسجدوا ولا تسجدوا حتَّى يسجدَ وإذا صلَّى قائمًا فصلُّوا قيامًا وإذا صلَّى قاعدًا فصلُّوا قعودًا أجمعين". [1] [2] شاهد أيضًا: التقدم على الإمام في انتقالات الصلاة تسمى حكم صلاة من سبق الإمام إذا كان المأمومُ عالمًا بحكمِ مسابقةِ الإمامِ في الصلاةِ، وقامَ بمسابقةِ إمامِه، فإنَّ صلاتهُ في هذه الحالةِ تعدُّ باطلةً، أمَّا إذا كان جاهلًا بالحكمِ أو ناسيًا فإنَّ صلاتهُ في هذه الحالةِ تعدُّ صحيحة، ولا بدَّ من التنبيهِ إلى أنَّ العذر إذا زالَ وجبَ على المصليَ الرجوعَ عن الركنِ الذي سبقَ إمامهُ فيهِ، ثمَّ الإتيانِ به بعد إتيانِ الإمامِ فيه.
مفهوم العجلة في الصلاة ما المقصود بالعجلة في الصلاة؟ العجلة في الصّلاة تعني الإسراع في أدائها، وعدم التّأني فيها، والعجلة في أيّ عمل تعني الإسراع في إنجازه من غير تأنٍّ ولا تروّ، [١] فالسّرعة في الصّلاة هي أن يؤدّيها المصلّي كنقر الدّيك من غير خشوع ولا اطمئنان سواء كان ذلك في القيام أو الرّكوع أو السّجود، وعكس العجلة في الصّلاة هو الاطمئنان فيها، إذ لا بدّ للمؤمن أن يقف بين يدي ربِّه بخشوع وتأدّب. [٢] والعجلة في الصَّلاة تحرمُ المؤمن من رضا ربه، فيقع في فخِّ الشيطان بأن يضلَّه، فمن أتقن صلاته استطاع أن يُتقن أمور حياته كلها، وقد ورد في ذلك قول الله تعالى في سورة المؤمنون: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}، [٣] لذلك فإنَّه لا بدَّ من الوقوف مع حديثٍ عن مفهوم العجلة في الصلاة وأشكالها وكيفية علاجها.
[١١] حكم العجلة في الرّكوع والسّجود ما الصورة الصحيحة للركوع والسجود؟ وأمَّا في الركوع في السجود فإنَّ الواجب على المصلي أن يتأنَّى فيهما، إذ لا بدّ من الطّمأنينة في الرّكوع، فيركع والأفضل له أن يقول "سبحان ربي العظيم" ثلاثًا، ثمّ يرفع من الرّكوع، فيطمئن في الرّفع بمقدار قوله ربنا ولك الحمد، ثمّ يسجد، ويطمئن في السّجود يسبّح فيه ولو مرّة واحدة، ويرفع من السّجود فيستوي جالسًا حتى يرجع كلّ عضو لمكانه، ويطمئنّ بجلوسه بين السّجدتين ويدعو بما يشاء، فالطّمأنينة في الرّكوع والسّجود والرّفع منهما فرض في الصّلاة.
مسابقة المأموم لإمامه حرام، بل هي من كبائر الذنوب؛ لما ورد فيها من الوعيد، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار، أو أن يجعل الله صورته صورة حمار» [1] رواه البخاري، وفي صحة صلاته خلاف والراجح في ذلك أنه إن سبقه عامدًا بطلت صلاته وإن سبقه ساهيًا رجع إليه وتابعه. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. 1) الإمام أحمد 2 / 260 ، والبخاري 1 / 168 كتاب الأذان، ومسلم 1 / 221 كتاب الصلاة، وأبو داود 1 / 145 كتاب الصلاة، والترمذي 2 / 476 كتاب الصلاة، والنسائي 2 / 96 كتاب الإمامة، وابن ماجه 1 / 308 كتاب إقامة الصلاة.
الحمد لله. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر كبروا فكبروا ، ولا تكبروا حتى يكبر ، وإذا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتى يركع ، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد ، وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا حتى يسجد ، وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً ، وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعين) رواه أبو داود ، وهذا لفظه ، وأصله في الصحيحين. يستفاد من الحديث وجوب متابعة الإمام ، وأنه القدوة في تنقلات الصلاة وسائر أعمالها وأقوالها ، فلا يجوز الاختلاف عليه ، وأن الأفضل أن تكون تنقلات المأموم تأتي بعد تنقلات الإمام ، فتكون عقبه فلا تخلف في الانتقال من ركن على ركن ، ذلك أنه عطف بين تنقلات الإمام وتنقلات المأموم بالفاء الدالة على الترتيب والتعقيب. كما يستفاد من الحديث أن مسابقة الإمام محرمة ، وإذا وقعت عمداً بطلت صلاته ، وأن التخلف عنه كمسابقته لا تجوز. وقوله: ( إنما جُعل الإمام ليؤتم به) الائتمام هو الاقتداء والاتباع ، ومن شأن التابع أن لا يسابق متبوعه ولا يوافقه ، بل يأتي على أثره. والله أعلم