ومما قيل في الشرك الخفي: ما خفي من حقائق إرادات القلوب وأقوال اللسان، مما فيه تسويةٌ بين الله تعالى وخلقه. وهذا التعريف أشملُ ما سابقِه من حيث توسعة المفهوم لِيشْمَل أقوال اللسان التي قد يُفهم منها الإشراك والتسوية، إلا أنها تظلّ محصورةً في صورِ الشرك الأصغر فحسب. السعوديـــــــــة إزالة أشجار "تَبَرُّك المعتمرين" وأحجار "الشِّـــــــرْك" (صور فيديو). ومن التعريفات المذكورةِ كذلك، أن الشرك الخفي هو كل ما تردّد بين أن يكون من الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر. وكأنّ المقصود بهذا التعريفُ تلك العبادات التي قد تُصبحُ شركاً أصغر أو أكبرَ بحسْبِ نيّة صاحبِه، وقد ركّز هذا التعريف على جانب الالتباس والاشتباه، وهو أحد وجوه الخفاء. والحق أن الشرك الخفي قد يكونُ شركاً أكبر: كالنفاق؛ والذي هو من عقائد القلوب المصادمةِ لأصلِ التوحيد، وحالُ المنافق قد يخفى على الناسِ أمرُه، وكم من رجلٍ ظنّ الناسُ به خيراً وهو عند الله كفّارٌ أثيم. وقد يكون الشرك الخفي شركاً أصغر كالرياء، وهو ما نصّ عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ الشرك الخفي، أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل) ويسير الرياء لا يخرج به الإنسان من الإسلام كما هو معلوم.
وبدأت بالفعل أعمال دك هذه المواقع وإزالة كل ما يتم التبرك به، بعد تداول مقطع في وسائل التواصل لمعتمرين يتبركون بشجرة. وقال الحساب الرسمي لإمارة مكة المكرمة على تويتر، "أمير_مكة #خالد_الفيصل يوجه بإزالة 4 مواقع في بني سعد بمحافظة #ميسان منها الشجر والحجر، والتي تمارس فيها شركيات من بعض المعتمرين من جنسيات مختلفة، وتم اليوم دك هذه المواقع وإزلة كل ما يتم التبرك به بعد تداول مقطع في وسائل التواصل لمعتمرين يتبركون بشجرة".
يقول الله سبحانه: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ [المائدة:51] يعني يتولى الكفار، ينصرهم على المسلمين، يكون ردة، وهكذا من يستحل السجود لغير الله، والصلاة لغير الله ولو ما فعله، يقول: ما يخالف، كونه يصلي للملائكة، أو يصلي للجن، أو يصلي للأموات، أو يسجد لهم، ولو ما فعله يكفر بهذا الاعتقاد. من صور الشرك الأكبر :. وهكذا من يطيع غير الله في الشرك بالله، إن أطاعه في الشرك بالله، والسجود لغير الله؛ صار مشركًا؛ لأنها طاعة فيما هو شرك بالله ، والرسول يقول ﷺ: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، فإن أطاعه في المعصية صار معصية، وإن أطاعه في الشرك صار شركًا. فإذا أطاعه أنه يذبح لغير الله، أو يسجد لغير الله؛ صار شركًا أكبر، وإذا أطاعه أنه يقتل بغير حق، يقتل إنسان بغير حق، أو يجلده بغير حق؛ يكون عاصي ظالم، أطاعه في الظلم والمعصية. أما طاعة الرسول ﷺ فهي طاعة لله مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80] طاعة الرسول واجبة، تطيع الرسول فيما أمر به، وما نهى عنه، الله قال: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النور:54].