ودأب صندوق النقد الدولي تاريخياً على إستخدام القروض التي يمنحها للدول المختلفة كأداة للضغط على هذه الدول لإجبارها على اتباع سياسات اقتصادية ونقدية معينة (ويتهم بعض النقاد الصندوق باستخدام أساليب الإكراه، وبأنه مولع أكثر مما ينبغي بعقيدة الأسواق الحرة). وعلى خلاف مصفي الأملاك في حالات الإفلاس التجاري الاعتيادية، لا يستولى صندوق النقد الدولي على أصول والتزامات الدول "المفلسة" التي تعني في هذه الحالة الدولة بأسرها وكافة ديونها. وتتميز القروض التي يمنحها صندوق النقد الدولي عادة بأنها ترتبط بباقة من الشروط على الدول المدينة تطبيقها لحل المشكلة التي كانت سببا في لجوئها للصندوق. ونتيجة لإعلان الدولة أفلاسها يبدأ الكثير من المستثمرين وأصحاب الأموال والمدخرات بسحب أرصدتهم من البنوك ونقلها خارج البلاد، وتواجه الحكومة ذلك بإغلاق البنوك وفرض القيود علي جميع رؤوس الأموال، مما ينتج عنه إصدار وكالات التصنيفات الائتمانية تحذيرات بشأن الاستثمار في تلك البلاد. هناك ثلاث أسباب رئيسية للإفلاس: الأول: عدم قدرة الدولة على دفع ديونها كليا أو جزئيا. أي تدفع الديون اللازمة لتشغيل الدولة ولا تدفع فوائد الديون مثلاً، وتحدث في نهاية سنوات طويلة من الإستدانة والعجز في الميزانية.
اعلن نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعادة الشامي لبرنامج "وهلق شو" عبر شاشة تلفزيون الجديد المحلية ان "الدولة أفلست وكذلك مصرف لبنان والخسارة وقعت وسنسعى إلى تقليل الخسائر عن الناس". عقود من النهب والفساد في لبنان هذا الاعلان جاء تتويجا لعقود طويلة من الفساد وتهريب الاموال الى الخارج من قبل كبار المسؤولين الحاكمين في الدولة اللبنانية ، فيما استقوت الدولة الناهبة على المواطنين العاديين، لتغرقهم اكثر في الفقر وتحجز على اموالهم في البنوك وتمنعهم من سحب الا مبلغ يسير. وإفلاس الدول في عصرنا الحالي ليس كالإفلاس في العصور السابقة، فقديماً إذا امتنعت دولة أو تاجر فيها عن سداد مستحقات أجنبية تقوم الدولة الأجنبية بغزو الدولة المفلسة لتحصيل ما يمكن تحصيله من مستحقاتها أو مستحقات مواطنيها، وقد أصبح إعلان الإفلاس اليوم هو عبارة عن إيجاد مخرج قانوني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستحقات الغير مع فتح المجال لعودة المفلس إلى معاودة نشاطه الإنتاجي ضمن المجتمع الاقتصادي. ماذا يعني افلاس الدولة؟ يعني افلاس الدولة انها باتت عاجزة عن سداد ديوانها أو الوفاء بالتزاماتها المالية الأخري مثل دفع ثمن ما تستورده من بضائع وسلع بالاضافة الي عدم قدرتها على دفع الأجور والرواتب، كما لا تستطيع تسيير أمورها الاقتصادية دون مساعدة من غيرها.