موقع شاهد فور

شعر عن الدار القديم

June 28, 2024

ثم يفخر بأنهم أهل لهذين الحيين (بني العنقاء) و (ابني محرق) فأكرم بنا نحن الأخوال، وأكرِم بالأبناء! وكلمة (ابنما) تعنى ابن، ويجوز زيادة (ما) فيها. قال النابغة: إنك لشاعر لولا أنك قللت عدد جفانك، وفخرت بمن ولدت، ولم تفخر بمن ولدك. وفي رواية أخرى: فقال له: إنك قلت- "الجفنات"، فقللت العدد، ولو قلت "الجفان" لكان أكثر. وقلت- "يلمعن في الضحى" ولو قلت- "يَبرُقن بالدجى" لكان أبلغ في المديح، لأن الضيف بالليل أكثر طروقًا. الشعر الجاهلي في ضوء الانساق الثقافية - دار الشؤون الثقافية العامة. وقلت- "يقطرن من نجدة دمًا" فدللت على قلة القتل، ولو قلت "يجرين" لكان أكثر لانصباب الدم. وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك. فقام حسان منكسرًا منقطعًا". (أبو الفرج الأصفهاني- "الأغاني" ج 9، ص 384 -طبعة دار الفكر) كان نقد النابغة واضحًا من الناحية الفنية، فهو ينبه إلى أن حسان لم يوفق فى اختيار الألفاظ المناسبة التي يجب أن تدل على معانى الكثرة والمبالغة. كما نقَـده فى معنى من المعاني، وهو أنه فخر بأبنائه ولم يفخر بآبائه، والعادة عند العرب أن يفخر المرء بآبائه، ويدع لأولاده الفخر به. ذكر المَرزُباني في (المُوشَّح)، ص 76 قصة النابغة مع حسان- دون أن تكون الخنساء طرفًا فيها، فالنابغة استمع إلى الأعشى فحسان، ثم علق على الأخير: "أنت شاعر، ولكنك أقللت جفانك وأسيافك، وفخرت بمن ولدت، ولم تفخر بمن ولدك".

شعر عن الدار القديم لحين التحقق من

[1] الوقوف على الأطلال من الجاهلية إلى نهاية القرن الثالث، ص: 25. [2] ديوان بشر بن أبي خازم، ص: 9. [3] ديوان بشر بن أبي خازم، ص: (38 - 39). [4] لسان العرب لابن منظور، مادة (طلل)، ص: (406 - 407). [5] قراءة ثانية لشعرنا القديم، ص: 53. [6] قراءة ثانية لشعرنا القديم، ص: 53. [7] الوقوف على الأطلال من العصر الجاهلي إلى القرن الثالث، ص: (20 - 21)

كذلك ينقل المرزباني الرواية عن الصولي بغير اختلاف ما. ثم يضيف لنا فيها إعجاب الصولي بنقد النابغة: "فانظر إلى هذا النقد الجليل الذي يدل على نقاء كلام النابغة وديباجة شعره..... "، م. ن. على النقيض من ذلك دافع قُدامة بن جعفر فى كتابه (نقد الشعر) عن بيت حسان الأول فقال:- ".... فمن ذلك أن حسان لم يرد بقوله: "الغرّ"- أن يجعل الجفان بيضًا، فإذا قصر عن تصيير جميعها أبيض نقص ما أراده، وإنما أراد بقوله: الغرّ- المشهورات، كما يقال يوم أغرّ ويد غراء، وليس يراد البياض في شيء من ذلك، بل تراد الشهرة والنباهة. وأما قول النابغة في: "يلمعن بالضحى"، أنه لو قال: "بالدجى"، لكان أحسن من قوله: "بالضحى"، إذ كل شيء يلمع بالضحى، فهو خلاف الحق وعكس الواجب، لأنه ليس يكاد يلمع بالنهار من الأشياء إلا الساطع النور الشديد الضياء، فأما الليل فأكثر الأشياء، مما له أدنى نور وأيسر بصيص، يلمع فيه، فمن ذلك الكواكب، وهي بارزة لنا مقابلة لأبصارنا، دائمًا تلمع بالليل ويقلّ لمعانها بالنهار حتى تخفى، وكذلك السرج والمصابيح ينقص نورها كلما أضحى النهار، والليل تلمع فيه عيون السباع لشدة بصيصها، وكذلك اليراع حتى تخال نارًا. شعر عن الدار القديم الموسم. وأما قول النابغة، أو من قال: إن قوله في السيوف: "يجرين"، خير من قوله: "يقطرن"، لأن الجري أكثر من القطر، فلم يرد حسان الكثرة، وإنما ذهب إلى ما يلفظ به الناس ويتعاودونه من وصف الشجاع الباسل والبطل الفاتك بأن يقولوا: سيفه يقطر دمًا، ولم يسمع: سيفه يجري دمًا، ولعله لو قال: يجرين دمًا، لعدل عن المألوف المعروف من وصف الشجاع النجد إلى ما لم تجر عادة العرب به..... ".

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]