والمراد بالآيات ما سبق ذكره في هذه السورة وغيرها من آيات قرآنية تهدى إلى الرشد وتشهد بوحدانية الله- تعالى- وبصدق رسوله صلّى الله عليه وسلّم فيما يبلغه عنه. وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون. وكانت الإشارة بتلك الدالة على البعد للإشعار بعلو شأن هذه الآيات وسمو منزلتها وعظم قدرها. ومعنى نَتْلُوها نقرؤها عليك يا محمد شيئا فشيئا قراءة واضحة جلية لتبلغها للناس على مكث وتدبر وروية. وأسند - سبحانه - التلاوة إليه مع أن التالي في الحقيقة جبريل- عليه السّلام- للتنبيه على شرف هذه الآيات المتلوة، ولأن تلاوة جبريل إنما هي بأمر منه- سبحانه-.
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. فمن بدل أو غير أو ابتدع في دين الله ما لا يرضاه الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبتعدين منه المسودي الوجوه ، وأشدهم طردا وإبعادا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم; كالخوارج على اختلاف فرقها ، والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها; فهؤلاء كلهم مبدلون ومبتدعون ، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وطمس الحق وقتل أهله وإذلالهم ، والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي ، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع; كل يخاف عليهم أن يكونوا عنوا بالآية ، والخبر كما بينا ، ولا يخلد في النار إلا كافر جاحد ليس في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان. وقد قال ابن القاسم: وقد يكون من غير أهل الأهواء من هو شر من أهل الأهواء. وكان يقول: تمام الإخلاص تجنب المعاصي. تفسير قوله تعالى: وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله. الثالثة: قوله تعالى: فأما الذين اسودت وجوههم في الكلام حذف ، أي فيقال لهم أكفرتم بعد إيمانكم يعني يوم الميثاق حين قالوا بلى. ويقال: هذا لليهود وكانوا مؤمنين بمحمد - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعث فلما بعث كفروا به. وقال أبو العالية: هذا للمنافقين ، يقال: أكفرتم في السر بعد إقراركم في العلانية.
وفي رواية البخاري: "حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ " [2]. وفي رواية لمسلم: "وَرَجُلٌ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ، إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّىٰ يَعُودَ إِلَيْهِ" [3]. وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ – التفسير الجامع. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللّهَ - تعالى- يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي " [4]. ومن الذين يظلهم الله - تعالى- أيضًا من أنظر معسرًا، أو وضع عنه؛ ففي صحيح مسلم من حديث أَبِي الْيَسَرِ رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللّهِ فِي ظِلِّهِ" [5]. وأما قارئ البقرة، وآل عمران؛ فإنهما تأتيان عليه يوم القيامة كأنهما غمامتان تدافعان عنه.
تفسير و معنى الآية 107 من سورة آل عمران عدة تفاسير - سورة آل عمران: عدد الآيات 200 - - الصفحة 63 - الجزء 4. ﴿ التفسير الميسر ﴾ وأما الذين ابيضَّتْ وجوهم بنضرة النعيم، وما بُشِّروا به من الخير، فهم في جنة الله ونعيمها، وهم باقون فيها، لا يخرجون منها أبدًا. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «وأما الذين ابيضَّت وجوههم» وهم المؤمنون «ففي رحمة الله» أي جنته «هم فيها خالدون». ﴿ تفسير السعدي ﴾ وأما الذين ابيضت وجوههم فيهنئون أكمل تهنئة ويبشرون أعظم بشارة، وذلك أنهم يبشرون بدخول الجنات ورضى ربهم ورحمته ففي رحمة الله هم فيها خالدون وإذا كانوا خالدين في الرحمة، فالجنة أثر من آثار رحمته تعالى، فهم خالدون فيها بما فيها من النعيم المقيم والعيش السليم، في جوار أرحم الراحمين، لما بين الله لرسوله صلى الله عليه وسلم الأحكام الأمرية والأحكام الجزائية ﴿ تفسير البغوي ﴾ قوله تعالى: ( وأما الذين ابيضت وجوههم) هؤلاء أهل الطاعة ، ( ففي رحمة الله) جنة الله. ( هم فيها خالدون) ﴿ تفسير الوسيط ﴾ ثم بين- سبحانه- حال الذين ابيضت وجوههم وحسن عاقبتهم فقال: وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ ببركة إيمانهم وعملهم الصالح فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ أى ففي جنته.
اللهم اجعلني مباركا أينما كنت - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث.. في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة)، و الموجودة أسفل كل مشاركة. اللهم اجعلني مباركا أينما كنت 2012-01-21, 11:32 رقم المشاركة: 1 معلومات العضو إحصائية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين كم هو جميل أن يدعو المرء بهذا الدعاء ويلح على ربه بذلك ليجعله مباركا نافعا أينما حل، ويصبح كالمطر أينما وقع نفع, وكالنحلة لا تقع إلا على طيب وتعطي طيبا. البركة: كثرة الخير. والمبارك: هو من جعل الله فيه أسباب البركة *. فالعالم مبارك لأنه يعلم ويدعو إلى الله، كما جاء في الحديث من قول أسيْد بن حضير[ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر]. والتاجر المنفق الصالح مبارك لأنه ينفق ماله في طاعة الله. (وجعلني مباركا أينما كنت.. ما حكم دعاء اللهم اجعلنى مباركا أينما كنت؟. ) مريم 31 -يقول الشوكاني رحمه الله عند هذه الآية (وجعلني مباركا.. ): جعلني ثابتا في دين الله - وقيل معنى المبارك النفّاع للعباد.
لقد كان العنوان السابق دعاءاً دعا به أحد الصالحين والأنبياء في السلف الصالح، وقد دلل عليه الله سبحانه وتهعالى وعلى اهميته حيث أردفه في كتابه العزيز القرآن الكريم. وما حذا بنا لتقديم هذا الموضوع لكم هو معرفتنا الكاملة بمدى اهمية أن يكون هنا دعاء ندعوا الله تعالى به بأن يبارك لنا في ذريتنا وفي سلاستنا وفي أنفسنا على الحد سواء، وها نحن على عتبات تقديم معنى اللهم اجعلني مباركا اينما كنت فكونوا معنا في السطور التالية وتعرفوا على أمثر المعلومات اهمية من طرفنا. البركة: كثرة الخير. والمبارك: هو من جعل الله فيه أسباب البركة. فالعالم مبارك لأنه يعلم ويدعو إلى الله ، كما جاء في الحديث من قول أسيْد بن حضير [ ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر]. Pin on آيات من القرآن. والتاجر المنفق الصالح مبارك لأنه ينفق ماله في طاعة الله. [ المراد بالبركة البركة السببية وليست ذاتية ، كان يكون مباركاً في عمره وعمله وفي وقته وفي علمه وأن يكون نافعاً للعباد حيثما نزل وحيثما حل. وهذا فضل عظيم وكبير لمن حصل له. لأن من بورك له في وقته شغله بطاعة الله ، ولم يضيعه ، واستغله فيما يعود عليه بالنفع. ومن بورك له في علمه: نفعه الله به ونفع به العباد.
وقد قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ). وأوضحت اللجنة ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الدعاء بالمأثور أفضل من غيره في أمور الدنيا والآخرة. ومما ورد على لسان سيدنا عيسى عليه السلام -وهو مما وصفه الله به في قوله تعالى: (إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نِبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)، ومبارك من البركة وهي الكثرة والنماء، ويقال فلان مبارك أي كثير الخير، ومنه قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ) والمعني كما قال القرطبي رحمه الله: أَيْ ذَا بَرَكَاتٍ وَمَنَافِعَ فِي الدِّينِ وَالدُّعَاءِ إِلَيْهِ وَمُعَلِّمًا لَهُ. واختتمت اللجنة: بناء على هذا: فإن دعاء الإنسان لنفسه أن يكون مباركًا بمعنى أن يكون نافعًا للناس ومعلمًا لهم أو يبارك الله تعالى له في كل أقواله وأفعاله في كل زمان ومكان أو يكون كثير الخير ذو نماء وزيادة فيما يملك جائز شرعًا، وليس اعتداء في الدعاء، بل يُعَدُّ دعاء بما وردت به النصوص.