الكتاب الذي انزل على موسى - YouTube
الكتاب الذي انزل على موسى، الله سبحانه وتعالى أوجد في الأرض العديد من الأنبياء والمرسلين والذين أرسلهم إلى الناس، وذلك لهدايتهم إلى طريق النور والهداية ويبعدهم عن طريق الظلمات، والجدير بالذكر على أن أنزل على كل نبي من أنبياء الله الكتب الخاص به، كما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف القراءة والكتابة وأنزله عليه وجعله المعجزة الخالدة له، وبذلك فإن القرآن الكريم ألغي كل الكتب السماوية من قبل. إن الكتاب الذي أنزل على موسى هو كتاب التوراة، حيث يعتبر كتاب عظيم واشتمل على الهداية والنور، وذلك حسب ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ). إجابة السؤال/ التوراة.
• وقال السعدي (بغير الحق) زيادة شناعة، وإلا فمن المعلوم أن قتل النبيين لا يكون بحق، لكن لئلا يظن جهلهم وعدم علمهم. • عن ابن مسعود. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال (أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبياً وإمام ضلالة وممثل من الممثلين) رواه أحمد.
• قيل: الذلة: الصغار، والمسكنة: الفقر والخضوع. • قال الرازي (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّة) فالمعنى جعلت الذلة محيطة بهم مشتملة عليهم فهم فيها كمن يكون في القبة المضروبة أو ألصقت بهم حتى لزمتهم ضربة لازم كما يضرب الطين على الحائط فيلزمه. • وقال القرطبي: أي أُلزِموهما وقُضِيَ عليهم بهما. والذَّلّة: الذُّلّ والصَّغار، والمسكنة: الفقر، فلا يوجد يهوديّ وإن كان غَنِياً خالياً من زِي الفقر وخضوعه ومهانته. (وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) أي: رجعوا وانقلبوا متحملين غضب الله قد صار عليهم من الله غضب، ووجب عليهم من الله سخط. (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) يقول تعالى: هذا الذي جازيناهم من الذلة والمسكنة، وإحلال الغضب بهم من الذلة، بسبب استكبارهم عن اتباع الحق وكفرهم بآيات الله، وإهانتهم حملة الشرع، وهم الأنبياء وأتباعهم، فانتقصوهم إلى أن أفضى بهم الحال إلى أن قتلوهم، فلا كفر أعظم من هذا، إنهم كفروا بآيات الله، وقتلوا أنبياء الله بغير الحق. الكتاب الذي انزل على موسى - الليث التعليمي. • وقال القرطبي: قوله تعالى (بِغَيْرِ الحق) تعظيم للشُّنْعة والذّنب الذي أتوه. فإن قيل: هذا دليل على أنه قد يصح أن يُقتلوا بالحق؛ ومعلوم أن الأنبياء معصومون من أن يصدر منهم ما يُقتلون به، قيل له: ليس كذلك؛ وإنما خرج هذا مخرج الصفة لقتلهم أنه ظُلم وليس بحق؛ فكان هذا تعظيماً للشُّنعة عليهم؛ ومعلوم أنه لا يُقتل نبيّ بحق، ولكن يُقتل على الحق؛ فصرّح قوله (بِغَيْرِ الحق) عن شُنعة الذنب ووضوحه؛ ولم يأت نبيّ قط بشيء يوجب قتله.
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) قوله: إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا قوله تعالى: إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم قد مضى في " البقرة " معنى الخدع. والخداع من الله مجازاتهم على خداعهم أولياءه ورسله. قال الحسن: يعطى كل إنسان من مؤمن ومنافق نور يوم القيامة فيفرح المنافقون ويظنون أنهم قد نجوا ؛ فإذا جاءوا إلى الصراط طفئ نور كل منافق ، فذلك قولهم: انظرونا نقتبس من نوركم. قوله تعالى: وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى أي يصلون مراءاة وهم متكاسلون متثاقلون ، لا يرجون ثوابا ولا يعتقدون تركها عقابا. وفي صحيح الحديث: إن أثقل صلاة على المنافقين العتمة والصبح. فإن العتمة تأتي وقد أتعبهم عمل النهار فيثقل عليهم القيام إليها ، وصلاة الصبح تأتي والنوم أحب إليهم من مفروح به ، ولولا السيف ما قاموا. والرياء: إظهار الجميل ليراه الناس ، لا لاتباع أمر الله ؛ وقد تقدم بيانه. ثم وصفهم بقلة الذكر عند المراءاة وعند الخوف.
تفسير {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء: 142- 143]. هذه بعض صفات المنافقين: الرياء، والسهو عن الصلاة، يعني: التثاقل والغفلة عنها، والإعراض عنها، والرياء بأعمالهم، ومنع الحق الذي عليهم، فلا ينبغي للمؤمن أن يتأثر بصفاتهم، أو يتخلق بها، بل الواجب ان يحذرها فيكون من المخلصين ومع الناصحين، لا مع المخادعين ، المتخلفين، المتثاقلين. تفسير الآية: يوضح لنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز تفسير الآية بأنه: ذكر الله تعالى في هذه الآية جملة من صفات المنافقين ؛ تحذيرًا لنا من ذلك، وحثًا على مخالفتهم، والمنافق هو الذي يتظاهر بالإسلام وهو مع الكفار، وهذا المنافق هو الذي باطنه كافر، وظاهره مع المسلمين، وهو مكذب الله ورسوله، منكر للآخرة، ملحد في دين الله، ولكنه يتظاهر بالإسلام لأسباب؛ إما لطمع في الدنيا، وإما لخوف القتل، وإما لغير ذلك. إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم: يقول الله تعالى في صفاتهم أن يخادعون بإظهارهم الإسلام، ودعواهم أنهم مسلمون؛ وهذه مخادعة، والله خادعهم سبحانه وتعالى؛ لأنه هو العالم بأحوالهم، وهو جل وعلا يخدعهم حقًا منه، حق ومدح وكمال، فيملي لهم، ويمهلهم سبحانه، حتى يظنوا أنهم ناجون وهم غير ناجين، بل هالكون، ويوم القيامة يظهر لهم بعض النور مع الناس، فيظنون انهم ناجون، ثم يطمس نورهم، ويساقون إلى النار، فكما خادعوا خُدعوا.