موقع شاهد فور

اللهم اني اصبحت – وما النصر الا من عند الله

July 4, 2024

دعاء اللهم إني أمسيت أشهدك وأشهد حملة عرشك ورد هذا في سنن الترمذي، فعن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمداً عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار".

اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية

والله أعلم.

وقد توقف فيه ابن القطان. فقال: لا تُعرف حاله ورُدَّ بأنه وُصِفَ بأنه كان على خيل عمر بن عبد العزيز، فدلَّ على أنه أمين، وذكره ابن حبان في الثقات. اهـ والطريق الثانية: أخرجها أبو داود والنسائي، وابن السني وغيرهم من طرقٍ عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد المجيد، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أنس بن مالك رضي الله عنه به نحوه. وعبد الرحمن بن عبد المجيد وقع في بعض الروايات، وكذا في بعض نسخ سنن أبي داود عبد الرحمن بن عبد الحميد. وجزم المنذري في مختصر السنن أنه أبو رجاء المكفوف. قال الحافظ ابن حجر: فإن كان كذلك فهو مصري صدوق، لكن تغير بأخرة، وإن كان ابن عبد المجيد فهو شيخ مجهول. وقال النووي في الأذكار: وروينا في سنن أبي داود بإسناد جيد، ولم يضعفه. فتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: في وصف هذا الإسناد بأنه جيد نظر! ولعل أبا داود إنما سكت عنه لمجيئه من وجه آخر عن أنس، ومن أجله قلت: إنه حسن. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أخرجه الطبراني في "الدعاء". قال ابن حجر: وسنده ضعيف. تخريج حديث: اللهم أصبحت منك في نعمة وعافية وستر. وشاهد آخر من حديث سلمان الفارسي، لكنه غير مقيد بالصباح والمساء. أخرجه الحاكم في "المستدرك" وصححه.

وقد يتأخر النصر عن المؤمنين لأسباب عديدة، وحِكَم كثيرة، منها ما هو شرعي، كتخلف شرط من شروطه المادية والمعنوية، التي من أهمها تحقيق التوحيد الخالص لله عز وجل، أو كان لانحراف عن منهج الله عز وجل، وعدم الامتثال والطاعة لله ولرسوله، ومنها ما هو كوني قدري، كالتمييز والتمحيص والابتلاء والاختبار لفريق المؤمنين، أو الاستدراج والإملاء لفريق الكافرين. [1] ـ راجع كتابي: من أسرار البيان في إعجاز القرآن, منشورات دار التوفيق صنعاء, وفي صدد إعادة طبعه بجزأين قريبا إن شاء الله.

وما النصر الا من عند الله

7785- حدثنا محمد قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " مسومين " ، معلمين. 7786- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: " بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين " ، فإنهم أتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، مسوِّمين بالصوف، فسوَّم محمد وأصحابه أنفسهم وخيلهم على سيماهم بالصوف. 7787- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن يمان قال، حدثنا هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة قال، نـزلت الملائكة في سيما الزبير، عليهم عمائم صفر. وكانت عمامة الزبير صَفراء. 7788- حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله: " مسومين " ، قال: بالصوف في نواصيها وأذنابها. وما النصر الا من عند ه. 7789- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن هشام بن عروة قال: نـزلت الملائكة يوم بدر على خيل بلق، عليهم عمائم صفر. وكان على الزبير يومئذ عمامة صفراء. 7790- حدثني أحمد بن يحيى الصوفي قال، حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال، حدثنا أبي قال، حدثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير: أنّ الزبير كانت عليه مُلاءة صفراء يوم بدر، فاعتم بها، فنـزلت الملائكة يوم بدر على نبيّ الله صلى الله عليه وسلم معمَّمين بعمائم صفر.

وما دام أن النصر من عند الله، فإياكم أن تقيسوا قوتكم بقوة عدوكم، فلله جنودٌ لا يعلمها إلا هو، ونصركم إذا فُزْتم بمعية ربكم يأتيكم من حيث لا تحتسبون وبأهْون الأسباب، ومن هذه الأسباب: أن يُريكم أعداءكم قليلاً، ويُكثِّركم في عيونهم ليفُتَّ ذلك في عَضُدهم ويُرهبهم. ومنها أن يحدث العكس، فيرى الكفار المؤمنين قليلا فيجترئون عليهم، ثم تفجؤهم الحقيقة وتنالهم الهزيمة. ومنها أن أن يُلقي الرعب في قلوب الأعداء، فيفرون ويتخبطون. ومنها أن يسخِّر من الأسباب الربانية والأحوال ما يساند به عباده وأولياءه كالريح والمطر وجنوده من الإنس والجن. وما النصر الا من عند الله. وأما إذا استعنا بغير الله وركنّا إليه، فقد استجلبنا أسباب الهزيمة وتسببنا في النكاية بنا، وقد كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز: "لا تستعِن بغير الله فيكلك الله إليه"[4]. ولذا قال ابن القيم: "فأعظم الناس خذلانا من تعلَّق بغير الله، فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات، ومثل المتعلق بغير الله كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت، وأوهن البيوت"[5]. [1] الطبري 7-191 [2] صحيح: رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان عن أنس كما في صحيح الجامع رقم: 4757 [3] أنوار التنزيل وأسرار التأويل 3/52 - البيضاوي - دار إحياء التراث العربي.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]