[ ص: 260] سورة الأحقاف قوله تعالى: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (13) أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون قول سفيان بن عبد الله للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك " طلب منه أن يعلمه كلاما جامعا لأمر الإسلام كافيا حتى لا يحتاج بعده إلى غيره، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " قل: آمنت بالله، ثم استقم " وفي الرواية الأخرى: " قل: ربي الله، ثم استقم ". هذا منتزع من قوله عز وجل: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنـزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون وقوله عز وجل: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون وخرج النسائي في "تفسيره " من رواية سهيل بن أبي حزم: حدثنا ثابت عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقال: "قد قالها الناس، ثم كفروا، فمن مات عليها فهو من أهل الاستقامة". [ ص: 261] وخرجه الترمذي ، ولفظه: فقال: "قد قالها الناس، ثم كفر أكثرهم، فمن مات عليها، فهو ممن استقام "، وقال: حسن غريب، و" سهيل " تكلم فيه من قبل حفظه.
فقال: لقد حملتموها على غير المحمل ، ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا) فلم يلتفتوا إلى إله غيره. وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، والسدي ، وغير واحد. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، أخبرنا حفص بن عمر العدني ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال: سئل ابن عباس ، رضي الله عنهما: أي آية في كتاب الله أرخص ؟ قال قوله: ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) على شهادة أن لا إله إلا الله. وقال الزهري: تلا عمر هذه الآية على المنبر ، ثم قال: استقاموا - والله - لله بطاعته ، ولم يروغوا روغان الثعالب. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا) على أداء فرائضه. وكذا قال قتادة ، قال: وكان الحسن يقول: اللهم أنت ربنا ، فارزقنا الاستقامة. وقال أبو العالية: ( ثم استقاموا) أخلصوا له العمل والدين. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا. وقال الإمام أحمد: حدثنا هشيم ، حدثنا يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن سفيان الثقفي ، عن أبيه; أن رجلا قال: يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: " قل آمنت بالله ، ثم استقم " قلت: فما أتقي ؟ فأومأ إلى لسانه. ورواه النسائي من حديث شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، به. ثم قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا إبراهيم بن سعد ، حدثني ابن شهاب ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز الغامدي ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله ، حدثني بأمر أعتصم به.
إنك أنت القوي العزيز. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.