موقع شاهد فور

تنشد عن الحال - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ

June 28, 2024

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور...

لاتنشد عن الحال في

الخميس 20 جمادى الأول 1433 هـ - 12 ابريل 2012م - العدد 15998 الذئب والطير عناصر منتهية الصلاحية لا أشك في أن الشاعر عندما يبدأ في تعبيره وبوحه وشعوره وشعره فإنما غرضه أن ينفس عن إحساسه ويريد لهذا البوح أن يظهر ليصل إلى المتلقي سواء كان معبرا به عن ذاته أو مشاركا به هموم غيره هادفاً لأن يوصل رسالة. تنشد عن الحال - جريدة الوطن السعودية. ولكي يبني قصيدته فإنه يلتفت إلى ما حوله مستجمعاً كل مادة ممكنة تدعمه وتسانده بالإضافة إلى حصيلته اللغوية وخبراته وتجاربه، متخذا له معبرا مقبولا ومسارا مطروقا، مستمداً من بيئته وما حوله من عناصر ومكونات مهمة معروفة مشهورة منطلقاً ليوصل ما يريده، مع الحرص على أن يضيف لقصيدته شيئا من الواقعية، حتى ولو كانت ملتحفة برداء الخيال البعيد في كل مكوناتها، إلا أن الواقعية تكسبها رونقاً آخر وحضوراً أكثر. وعندما يرغب الشاعر في استحضار شيء من البيئة والمألوف، فمن شروط هذا الشيء لكي يقبل، هي شهرته وفهم مكوناته بفهم كامل لدى المتلقي، لأن ذلك المتلقي لا يرغب في مزيد من الغموض، فهو أحيانا يعاني من غرابة الكلمات سواء كان عربية يجهلها أو عامية يفترض أن لا تعرض أمامه. ومن أشهر ما يبرز في بيئة صحراوية ويقفز أمام الشاعر والمتلقي على حد سواء، خاصة في الزمن الماضي وحياة الأمس هي: مسميات المظاهر التي يشاهدها، كالجبل والسماء الصافية بنجومها والقمر والشمس والريح والسحاب ومخرجات الجفاف كالظمأ وجهد المسير بالأقدام الحافية والسهر في متابعة النجوم، وأيضا الكائنات التي تسكنها كالطير أو الذئب.

ولا أجد أشهر من هذه وإن كان يشارك الشهرة بشيء من الحضور بعض العناصر الأخرى، مما يستعار للتشبيه بجمال أو بجفول أو بشبهه لا أكثر. ولا غرابة في أن يضمن الشاعر قصيدته شيئا من هذه المكونات وقت الحاجة إليها أو في وقت فرضت تواجدها في ذهنه، بل من الضروري أن ينطلق منها كمادة مشتركة بينه وبين المتلقي. ياطـير يالي لابــرق الريـش جــذاب 16.92 - هوامير البورصة السعودية. لكن أن تبقى هذه المسميات أو الموجودات في زمن آخر وتتواجد هي نفسها كمكونات دائمة للقصيدة كجزء من بنيتها وكأنها فرضت من شاعر الأمس على شاعر اليوم حتى ولو غادرت الواجهة ولفها ستار الغموض، فهنا تكمن الإشكالية. خاصة أن الشاعر أي شاعر، إما أن يكون مقلدا أو مبدعاً، وهذا مقبول، والثالث شاعر مأسور محتجز في مسار آخر معاصر أو موروث، يسمع صداه بين جدران الأمس، والسبب بقايا مفردات تذكر ولا ترى (بيض الصعو). ولكي تتضح صورة زحف المفردة ذات الصلاحية المنتهية نأخذ هنا عنصرين من أبرزها وهي: (الطير والذئب) حيث كان الذئب، وكذلك الطير جزء من المكونات التي تتصدر قصيدة شاعرالأمس يقوم بتوظيفها بكل مرونة وكأنها ركيزة لابد منها. ولا عتب على ذاك الشاعر لأن المبرر موجود لديه فهو واقعي. أما شاعر اليوم فلعله يؤخذ عليه وهو الذي قد لا يسمع صوت الذئب أو يراه إلا في الصورة وكذلك لا يشكل له الطير واسطة تواصل واتصال في حضور التقنية، ولم يقف معه في رؤية تمعن وتأمل فضلا عن توجيه خطاب ومحادثة معه ، ثم يستعير المصطلح نفسه ليقوم برسالته في زمن صار التواصل مختلفاً والحنين والأنين متبايناً ثم يجعل الذئب والطير إحدى المكونات الأساس لقصيدته المعاصرة، والمتلقي يعرف أن المشهد ليس حقيقيا بل هو متطفل على النص.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]