موقع شاهد فور

وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا

June 28, 2024

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا (١٣) ﴾. يقول تعالى ذكره: وأثابهم الله بما صبروا في الدنيا على طاعته، والعمل بما يرضيه عنهم جنة وحريرا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾ يقول: وجزاهم بما صبروا على طاعة الله، وصبروا عن معصيته ومحارمه، جنة وحريرا. * * * وقوله: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ﴾ يقول: متكئين في الجنة على السُّرر في الحجال، وهي الأرائك واحدتها أريكة. وقد بيَّنا ذلك بشواهده، وما فيه من أقوال أهل التأويل فيما مضى بما أغنى عن إعادته، غير أنا نذكر في هذا الموضع من الرواية بعض ما لم نذكره إن شاء الله تعالى قبل. عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم. ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ﴾ يعني: الحِجال. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ﴾ كنا نُحدَّث أنها الحجال فيها الأسرّة.

عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم

﴿ تفسير الوسيط ﴾ ( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ) أى: بسبب صبرهم ( جَنَّةً) عظيمة.. و ( وَحَرِيراً) جميلا يلبسونه. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ وقوله: ( وجزاهم بما صبروا) أي: بسبب صبرهم أعطاهم ونولهم وبوأهم ( جنة وحريرا) أي: منزلا رحبا ، وعيشا رغدا ولباسا حسنا. وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا - YouTube. وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة هشام بن سليمان الداراني ، قال: قرئ على أبي سليمان الداراني سورة: ( هل أتى على الإنسان) فلما بلغ القارئ إلى قوله: ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) قال بما صبروا على ترك الشهوات في الدنيا ، ثم أنشد:كم قتيل بشهوة وأسير أف من مشتهي خلاف الجميلشهوات الإنسان تورثه الذل وتلقيه في البلاء الطويل ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: وجزاهم بما صبروا على الفقر. وقال القرظي: على الصوم. وقال عطاء: على الجوع ثلاثة أيام وهي أيام النذر. وقيل: بصبرهم على طاعة الله ، وصبرهم على معصية الله ومحارمه. و ( ما): مصدرية ، وهذا على أن الآية نزلت في جميع الأبرار ومن فعل فعلا حسنا. وروى ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الصبر فقال: " الصبر أربعة: أولها الصبر عند الصدمة الأولى ، والصبر على أداء الفرائض ، والصبر على اجتناب محارم الله ، والصبر على المصائب ".

وقال الفراء. وإن شئت جعلت متكئين تابعا ، كأنه قال جزاهم جنة متكئين فيها. على الأرائك السرر في الحجال وقد تقدم. وجاءت عن العرب أسماء تحتوي على صفات: أحدها الأريكة لا تكون إلا في حجلة على سرير ، ومنها السجل ، وهو الدلو الممتلئ ماء ، فإذا صفرت لم تسم سجلا ، وكذلك الذنوب لا تسمى ذنوبا حتى تملأ ، والكأس لا تسمى كأسا حتى تترع من الخمر. تفسير قوله تعالى: (وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً) | معرفة الله | علم وعَمل. وكذلك الطبق الذي تهدى عليه الهدية مهدى ، فإذا كان فارغا قيل طبق أو خوان; قال ذو الرمة: خدود جفت في السير حتى كأنما يباشرن بالمعزاء مس الأرائك أي الفرش على السرر. لا يرون فيها شمسا أي لا يرون في الجنة شدة حر كحر الشمس ولا زمهريرا أي ولا بردا مفرطا; قال الأعشى: منعمة طفلة كالمها ة لم تر شمسا ولا زمهريرا وعن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اشتكت النار إلى ربها - عز وجل - قالت: يا رب أكل بعضي بعضا ، فجعل لها نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف ، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها ، وشدة ما تجدون من الحر في الصيف من [ ص: 122] سمومها). وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إن هواء الجنة سجسج: لا حر ولا برد " والسجسج: الظل الممتد كما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس.

وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا - Youtube

وقال مرة الهمداني: الزمهرير البرد القاطع. وقال مقاتل بن حيان: هو شيء مثل رؤوس الإبر ينزل من السماء في غاية البرد. وقال ابن مسعود: هو لون من العذاب ، وهو البرد الشديد ، حتى إن أهل النار إذا ألقوا فيه سألوا الله أن يعذبهم بالنار ألف سنة أهون عليهم من عذاب الزمهرير يوما واحدا. قال أبو النجم: أو كنت ريحا كنت زمهريرا وقال ثعلب: الزمهرير: القمر بلغة طيئ; قال شاعرهم: وليلة ظلامها قد اعتكر قطعتها والزمهرير ما زهر ويروى: ما ظهر; أي لم يطلع القمر. فالمعنى لا يرون فيها شمسا كشمس الدنيا ولا قمرا كقمر الدنيا ، أي إنهم في ضياء مستديم ، لا ليل فيه ولا نهار; لأن ضوء النهار بالشمس ، وضوء الليل بالقمر. وقد مضى هذا المعنى مجودا في سورة ( مريم) عند قوله تعالى: ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا. وقال ابن عباس: بينما أهل الجنة في الجنة إذ رأوا نورا ظنوه شمسا قد أشرقت بذلك النور الجنة ، فيقولون: قال ربنا: لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا فما هذا النور ؟ فيقول لهم رضوان: ليست هذه شمسا ولا قمرا ، ولكن هذه فاطمة وعلي ضحكا ، فأشرقت الجنان من نور ضحكهما ، وفيهما أنزل الله تعالى: هل أتى على الإنسان وأنشد: أنا مولى لفتى أنزل فيه هل أتى ذاك علي المرتضى وابن عم المصطفى قوله تعالى: ودانية عليهم ظلالها أي ظل الأشجار في الجنة قريبة من الأبرار ، فهي مظلة عليهم زيادة في نعيمهم وإن كان لا شمس ولا قمر ثم; كما أن أمشاطهم الذهب والفضة ، وإن كان لا وسخ ولا شعث ثم.

قال سبحانه: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً [الإنسان:12]، الصبر: هو حبس النفس على طاعة الله، أو حبس النفس عن معصية الله، أو حبس النفس على أقدار الله المؤلمة، فهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: أن تصبر على الطاعة. الثاني: أو تصبر عن المعصية. الثالث: أو تصبر على قدر الله. والأقدار إما أن تكون مؤلمة، وإما أن تكون ملائمة، وفي الصبر على القدر المؤلم الخير الكثير، (إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه -أي: بعينيه- فصبر عوضته الجنة)، هذا الجزاء لأنه صبر على قضاء ربه سبحانه. وبعد غزوة حنين أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يقسم الغنائم بين أصحابه، ومن الناس من إذا أعطيته رضي، وإن لم يعط يسخط، ويطعن فيك، ويقول: هذا عمل لا يراد به وجه الله عز وجل، فإن أعطيته فأنت نعم الرجل، وإن لم تعطه فأنت بئس الرجل.. وهكذا. فأعطى النبي عليه الصلاة والسلام الأقرع بن حابس مائة من الإبل، والأقرع بن حابس كان حديث عهد بكفر، وأعطى من أعطى ومنع من منع؛ لحكمة ولعلة؛ فقال رجل: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله! فوصل ذلك إلى سيد البشر عليه الصلاة والسلام، فأمسك بالرجل وقال له: (ويلك! إن لم أعدل فمن يعدل، رحم الله أخي موسى! لقد أوذي بأكثر من ذلك فصبر)، وفي ذلك يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب:69]، فلابد أن تصبر على الطاعة، وتصبر عن المعصية، وتصبر على أقدار الله المؤلمة.

تفسير قوله تعالى: (وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً) | معرفة الله | علم وعَمل

وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا} على طاعة الله، فعملوا ما أمكنهم منها، وعن معاصي الله، فتركوها، وعلى أقدار الله المؤلمة، فلم يتسخطوها، { جَنَّةً} جامعة لكل نعيم، سالمة من كل مكدر ومنغص، { وَحَرِيرًا} كما قال [تعالى:] { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} ولعل الله إنما خص الحرير، لأنه لباسهم الظاهر، الدال على حال صاحبه.

{وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)} [الإنسان] { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}: جزى الله تعالى عباده الأبرار بصبرهم جنة فيها من النعيم المقيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. صبروا على طاعة الله وصبروا عن معصية الله وصبروا على إيذاء أعداء الله فنالوا من المكرمات ما يعجز بيان البشر عن وصفه. أعد الله لهم من وسائل الراحة والنعيم ما يفوق الوصف, السرر المعدة لاتكائهم والهواء المنعش الخالي من كدر الحر أو البرد والظلال الدانية والثمار المتدلية ذللها الله لهم تطيعهم متى أرادوها. قال تعالى: { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)} [الإنسان] قال السعدي في تفسيره: { { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا}} على طاعة الله، فعملوا ما أمكنهم منها، وعن معاصي الله، فتركوها، وعلى أقدار الله المؤلمة، فلم يتسخطوها، { { جَنَّةً}} جامعة لكل نعيم، سالمة من كل مكدر ومنغص، { { وَحَرِيرًا}} كما قال [تعالى:] { { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}} ولعل الله إنما خص الحرير، لأنه لباسهم الظاهر، الدال على حال صاحبه.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]