موقع شاهد فور

اعوذ بالله من الشيطان من همزه

June 28, 2024
للآية». وقال ابن عطية في «تفسيره» [10]: «وأما لفظ الاستعاذة، فالذي عليه جمهور الناس هو لفظ كتاب الله تعالى: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)». ب- الصيغة الثانية: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. يدل على هذا اللفظ ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة في الليل، وفيه: ثم يقول: « أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم- الحديث وسيأتي بتمامه». كما استدلَّ له بقوله تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف:200]. وبقوله تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت:36]. وهي اختيار طائفة من القرَّاء [11] منهم حمزة [12] ، وسهل بن أبي حاتم [13] ، وهي مروية عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه [14] - وبها يقول الحسن البصري [15] ومحمد بن سيرين [16] ، والحسن بن صالح [17] ، والشافعي [18] ، وأحمد بن حنبل في رواية النيسابوري [19]. قال أبوعمرو الداني في جامعه: «إن على استعماله عامة أهل الأداء من أهل الحرمين، والعراقين، والشام» [20].

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بزخرفه

ومنها: أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بالله أن يحضرون [43]. وهذه الصيغ وإن رُويت عن بعض السلف، فإن ما صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الأولى بالاتباع. المصدر: «عون الرحمن في تفسير القرآن» [1] انظر: «الكشف عن وجوه القراءات السبع» (1/ 8-9). [2] أخرجه البخاري- في الأدب- باب الحذر من الغضب (6115)، ومسلم- في البر- باب فضل من يملك نفسه عند الغضب (2610). [3] انظر: «النشر» (1/ 243). [4] انظر: «المبسوط» (1/ 13)، «غرائب القرآن» للنيسابوري (1/ 15)، «مجمع البيان» (1/ 18). [5] أخرجها عن عمر: ابن أبي شيبة- في الصلاة- في التعوُّذ كيف هو قبل القراءة أو بعدها (1/ 237)، والبيهقي في الصلاة، باب التعوُّذ بعد الافتتاح (2/ 36)، وأخرجها عن عبدالله بن عمر ابن أبي شيبة في الموضع نفسه. [6] انظر: «فتح القدير» لابن الهمام (1/ 291). [7] انظر: «الأم» (1/ 107)، «أحكام القرآن» للشافعي (1/ 62)، «المهذب» للشيرازي (1/ 79)، «التبيان» للنووي ص(64)، «تفسير ابن كثير» (1/ 32). [8] انظر: «المغني» (2/ 146)، «إغاثة اللهفان» (1/ 153). [11] انظر: «التبيان» للنووي، ص(64). [12] انظر: «الإقناع في القراءات» (1/ 150-151)، «إغاثة اللهفان» (1/ 153).

وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) وقوله: ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) أي: إن شيطان الإنس ربما ينخدع بالإحسان إليه ، فأما شيطان الجن فإنه لا حيلة فيه إذا وسوس إلا الاستعاذة بخالقه الذي سلطه عليك ، فإذا استعذت بالله ولجأت إليه ، كفه عنك ورد كيده. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا قام إلى الصلاة يقول: " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ". وقد قدمنا أن هذا المقام لا نظير له في القرآن إلا في " سورة الأعراف " عند قوله: ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) [ الأعراف: 199 ، 200] ، وفي سورة المؤمنين عند قوله: ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) [ المؤمنون: 96 - 98]. [ لكن الذي ذكر في الأعراف أخف على النفس مما ذكر في سورة السجدة; لأن الإعراض عن الجاهل وتركه أخف على النفس من الإحسان إلى المسيء فتتلذذ النفس من ذلك ولا انتقاد له إلا بمعالجة ويساعدها الشيطان في هذه الحال ، فتنفعل له وتستعصي على صاحبها ، فتحتاج إلى مجاهدة وقوة إيمان; فلهذا أكد ذلك هاهنا بضمير الفصل والتعريف باللام فقال: ( فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)].

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم Png

و- الصيغة السادسة: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم. لما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: « أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم » [32]. وهناك صيغ أخرى رُويت عن بعض القرَّاء، وبعض أهل العلم. منهـــا: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم [33]. ومنها: أعوذ بالله العظيم، السميع العليم، من الشيطان الرجيم [34]. ومنها: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم [35]. ومنها: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم [36]. ومنها: أستعيذ بالله، أو نستعيذ بالله، من الشيطان الرجيم [37]. ومنها: أعوذ بالله القوي، من الشيطان الغوي [38]. ومنها: أعوذ بالله المجيد، من الشيطان المريد [39]. ومنها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح الله وهو خير الفاتحين [40]. ومنها: أعوذ بالله السميع الرحمن الرحيم، من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أو يدخلوا بيتي الذي يؤويني [41]. ومنها: رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم [42].

صيغ الاستعاذة الصحيحة أ- الصيغة الأولى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وعلى هذا اللفظ دلَّ الكِتَاب والسُّنَّة. قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل:98] [1]. وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبًا، قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ، فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: إني لست بمجنون [2]. وهذه الصيغة هي المختارة عند أكثر القرَّاء [3] ، منهم: أبوعمرو البصـري، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وعبدالله بن كثير المكي [4]. وبها كان يتعوَّذ جمهور السلف من الصحابة والتابعين، منهم: عمر بن الخطاب وابنه عبدالله بن عمر [5] رضي الله عنهما. وهي اختيار: أبي حنيفة [6] ، والشافعي [7] ، وأحمد بن حنبل [8] - رحمهم الله. قال مكي بن أبي طالب القيسي في كتابه «الكشف عن وجوه القراءات السبع [9] »: «الذي عليه العمل وهو الاختيار أن يقول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وقوله: ﴿ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾: كرّر التوسل بربوبيته زيادة في التضرّع، والتوسل به تعالى من شرورهم؛ لشدّة خطرهم وأذاهم لبني آدم، أي أحتمي بك يا ربي أن يحضرني الشيطان في أي أمرٍ من أموري، كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم (( إنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِه... ))( [18]). وقوله صلى الله عليه وسلم (( كل شيء)): دلالة على العموم، فتضمّنت هذه الاستعاذة العظيمة: الاستعاذة من مادة الشرّ كلّه، وأصله، والتي هي ((من جميع نزغات الشيطان، ومن مسّه، ووسوسته، فإذا أعاذ اللَّه عبده من هذا الشرّ، وأجاب دعاءه، سلم من كل شرّ، ووُفِّقَ لكل خير))( [19]). وقوله تعالى: ﴿ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾ أي أعذني أن يحضر في كل الأحوال والأوقات، ومن ذلك حال النزع التي هي أ شدّ الأحوال. وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يُعلِّم الصحابة هذه الكلمات عند الفزع من النوم، قال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إذا فَزِعَ أحَدُكم في النوم فَلْيَقُلْ: أَعوذ بكلمات اللَّه التَّامَّة من غضبه ، وعِقَابِهِ، وشرِّ عِبادِهِ، ومن هَمَزَاتِ الشَّياطينِ، وأنْ يَحضُرونِ، فإنَّها لَنْ تَضُرَّهُ ، فكان عبد اللَّه بن عمرو يُعَلِّمُها من بلغ من ولده... ))( [20]).

( [17]) إغاثة اللهفان، 1/ 154- 155. ( [18]) مسلم، كتاب الأشربة، باب لعق الأصابع والقصعة، وأكل اللقمة الساقطة بعد مسح ما يصيبها من أذى، وكراهة مسح اليد قبل لعقها، برقم 2033. ( [19]) تفسير ابن سعدي، ص 653. ( [20]) الترمذي، بلفظه، كتاب الدعوات، باب حدثنا محمد بن حاتم، برقم 3528، وأبو داود، كتاب الطب، باب كيف الرقى، برقم 3893، وابن أبي شيبة، 5 / 439، والترمذي الحكيم في نوادر الأصول فى أحاديث الرسول، 1 / 2، وحسّنه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2793، وصحيح الترغيب والترهيب، 1/ 128، برقم 1601.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]