موقع شاهد فور

ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم

June 28, 2024

قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14) ثم قال تعالى عزيمة على المؤمنين ، وبيانا لحكمته فيما شرع لهم من الجهاد مع قدرته على إهلاك الأعداء بأمر من عنده: ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) وهذا عام في المؤمنين كلهم. وقال مجاهد ، وعكرمة ، والسدي في هذه الآية: ( ويشف صدور قوم مؤمنين) يعني: خزاعة.

موقع هدى القرآن الإلكتروني

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو بن محمد العنقزي، عن أسباط، عن السديّ: { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} قال خزاعة يشف صدورهم من بني بكر. ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم. حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، مثله. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} خزاعة حلفاء محمد صلى الله عليه وسلم. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عبد الله بن رجاء، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد: { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} قال: حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزاعة. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.

ويشْفِ صُدورَ قومٍ مُؤمِنين - قصيدة

ألم يقل الله تعالى: أَلا تُقَاتِلُونَ [التوبة:13]؟ وهذا إثارة وتهييج. بمعنى: ما لكم. [ثانياً: وجوب خشية الله تعالى بطاعته وترك معصيته]؛ لقوله تعالى: أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [التوبة:13]، فلهذا لا يخشى المؤمن غير ربه؛ إذ بيده ملكوت كل شيء، تخشى فلان وفلان وفلان فتترك طاعة الله! موقع هدى القرآن الإلكتروني. اخش الله ولا تترك طاعته، ولا تخشاهم واعصهم ولا تبالي بهم؛ لأن الله أقوى منهم، فهذا الذي تخافه أنت الله أقوى منه، فكيف تعصي الله وتطيع الضعيف وتعصي القوي؟! (أَتَخْشَوْنَهُمْ) وهذا لوم وعتاب، (فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ)، إذا كنتم تخافون من الموت، ومن أن يقتلوكم، فالله بيده الموت والحياة، وبيده كل شيء وهو أحق بأن يخاف. [وجوب خشية الله تعالى بطاعته وترك معصيته]، وإلا ما هي خشية الله؟ الخوف الذي يحملني على أن أطيعه في أمره ولا نعصيه في نهيه. [ثالثاً: لازم الإيمان الشجاعة فمن ضعفت شجاعته ضعف إيمانه]؛ لقوله تعالى: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ [التوبة:14]. [لازم الإيمان الشجاعة فمن ضعفت شجاعته ضعف إيمانه]، فلهذا كان الأصحاب أشجع الخلق، فكانوا يرمون بأنفسهم في المعارك حتى يستشهدوا؛ لأنهم عرفوا أن الموت بيد الله، إن شاء أمات وإن شاء أحيا، فكيف نخاف هذا من سلاحه والله فوقه؟!

قال تعالى: ولولا دَفْعُ الله الناسَ بعضَهم ببعض لفسدت الأرض.. (البقرة: 251). ألا تلاحظون الأمراض الخطيرة الفتاكة التي غزت الأمة، واستوطنت صدور أفرادها وقلوبهم وأرواحهم وأعصابهم، بسبب توقفهم عن جهاد الأعداء، وسعيهم وراء "سراب" المفاوضات؟! ومن أخطر تلك الأمراض المستوطنة: الجبن والاستسلام، والخوف والفزع والهلع، وتضييع البلدان والأموال والطاقات، والتدهور الأخلاقي والاقتصادي، والفقر والغلاء، والفشل والبطالة، وغزو الأعداء لكل شيء في الأمة، وفقدان الهوية والانتماء، وموت الهمة والعزيمة والإرادة، وعدم الإحساس بالعزة والكرامة. وإننا نرى المجاهدين على أرض غزة - وغيرها من البقاع الجهادية الساخنة في العالم الإسلامي - قد عافاهم الله من هذه الأمراض، وشفى صدورهم منها، وهم عندما يروننا يحمدون الله على نعمة الشفاء والمعافاة، ويقولون لنا: الحمد لله الذي عافانا من ما ابتلاكم به!! كثير من الأمراض المنتشرة في الأمة لا تزول إلا بالجهاد، ولا يُشفى منها إلا المجاهدون! فهذا هو الطريق يا من تبحثون عن الحل والعلاج، إن كنتم جادين وراغبين وصادقين.. قوله: «ويذهب غيظ قلوبهم.. » تتحدث هذه الثمرة الجهادية الخامسة عن الأثر الإيجابي للجهاد عند الطرف الآخر، طرف الأعداء!

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]