موقع شاهد فور

قصة عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الزبير - إسلام ويب - مركز الفتوى

June 28, 2024

انتشر الخير والبركة في ايام الخليفة عمر بن عبد العزيز، وقد تمكن من القضاء علي الديون وعلي ظاهرة تأخر سن الجواز، لدرجة أنه قال للعمال ألقوا فائض القمح والبذور في الصحراء حتي تأكل منه الطيور فلا يقول الناس جاع الطير في بلاد المسلمين، وعلي الرغم من تقواه وورعه الشديد إلا انه كان يخشي الله عز وجل فقد قال عنه العلماء انه كان يبكي إذا سمع القرآن الكريم وكأن النار لم تخلق إلا له. صعدت روحه الطاهرة إلى رضوان الله سبحانه وتعالي الذي عاش حياته من أجل ارضاءه حتي قيل أنه في عصره كان الذئب يرعي مع الغنم والسبب وراء ذلك كما قال احد الرعية أن عمر اصلح ما بينه وبين الله فأصلح الله ما بين الذئب والغنم، وبعد وفاة عمر بن عبد العزيز بعشرات السنوات عثروا في احدي الخزانات علي حبة قمح في وزن التمرة مكتوب عليها بخط القدرة الإلهية "كانت هذه تنبت فى زمن العدل".

ص153 - كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب - فصل في منزلة الصبر - المكتبة الشاملة

وجاء في رواية أنها قالت لهم: «أنتم فعلتم هذا بأنفسكم، تزوجتم بأولاد عمر بن الخطاب فجاء يشبه جده»، فسكتوا. مواقف من عدل عمر بن عبد العزيز لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، عمد إلى جميع الولاة والحكام الظالمين فعزلهم عن مناصبهم، ومنهم خالد بن الريان صاحب حرس سليمان بن عبد الملك الذي كان يضرب كل عنق أمره سليمان بضربها، وعين محله عمرو بن مهاجر الأنصاري، فقال عمر بن عبد العزيز: «يا خالد، ضع هذا السيف عنك، اللهم إني قد وضعت لك خالد بن الريان، اللهم لا ترفعه أبدًا»، ثم قال لعمرو بن مهاجر: «والله إنك لتعلم يا عمرو إنه ما بيني وبينك قرابة إلا قربة الإسلام، ولكني سمعتك تكثر تلاوة القرآن، ورأيتك تصلي في موضع تظن ألا يراك أحد، فرأيتك حسن الصلاة، خذ هذا السيف قد وليتك حرسي». ص153 - كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب - فصل في منزلة الصبر - المكتبة الشاملة. مرة بعث إليه واليه على البصرة برجل أخذت أرضه عنوة، فرد عمر هذه الأرض إليه ثم قال له: «كم أنفقت في مجيئك إلي؟»، قال: «يا أمير المؤمنين، تسألني عن نفقتي وأنت قد رددت علي أرضي وهي خير من مائة ألف؟»، فأجابه عمر: «إنما رددت عليك حقك»، ثم ما لبث أن أمر له بستين درهمًا تعويضًا له عن نفقات سفره. وقال ابن موسى: «ما زال عمر بن عبد العزيز يردّ المظالم منذ يوم استخلف إلى يوم مات».

ردّ للمال حرمته، ولبيت المال قداسته، فلا يُجبَى المال إلّا من وجه حق، ولا يُصرَف إلّا في وجهٍ مشروع. كما أعلن أنَّ المال ليس للتخزين، بل لصالح البلاد والعباد. ألغى أعمال الحجّاج والعمل بأحكامه الظالمة، ووضع الجزية عمّن أسلم، وساوى في العطاء بين العرب والموالي. فرض الأُعطيات للناس، وكان مناديه في كلّ يومٍ ينادي: أين الغارمون؟ أين الناكحون؟ أين المساكين؟ أين اليتامى؟ حتّى أغنى كلّ هؤلاء، فلم يبقى محتاج، ولا من يَقْبَلُ الصدقة. عيَّن خدّاماً للعميان والزمنى (دائم المرض أو الضعيف من الكبر)، والمُقعدين واليتامى. أصلح التجارة والزراعة والاقتصاد، ووحَّد المكيال، وجعل الدولة تتحكّم في سياسة النقود. نشر الإسلام في بقاع الأرض، حتّى دخله البربر وملوك الهند والسند ومن تابعهم. ناقش أرباب المذاهب كالقدريّة والخوارج، حتّى ردّ معظمهم إلى الصواب، وطواهم تحت جناحه. شاع في عهد بعض الخلفاء الحطّ على علي بن أبي طالب وآله، وسبّهم، وشجّع على ذلك أصحاب النزعة المعادية لآل البيت. ولما جاء عمر بن عبد العزيز أمسك عن ذلك، ونهى عنه، وكتب إلى ولاته في الآفاق بتركه، وامتدحه الناس على ذلك. كما أكرم آل البيت، وأغدق عليهم الأعطيات، وردَّ لهم ما كانوا يأخذونه في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأمرهم ألا يقفوا ببابه إذا أرادوا حاجة، بل يدخلون بلا إذن.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]