هناك العديد من كبار السن من المواطنين، الذين تخلى عنهم أهاليهم أو باتوا وحيدين بدون كفيل أو معيل، وليس هناك من يقوم على خدماتهم، لذلك ظهرت دُور رعاية المسنين، والتي يتم فيها توفير المأكل والمبيت والملبس والرعاية الصحية والنفسية وحتى التعليمية حسب الإمكانيات المتاحة، والتي يعتمد دخلها في المقام الأول على أموال المساعدات والتبرعات. ونتحدث في ما يلي عن بعض دور الرعاية في السعودية، كما نلقي نظرة على الخدمات التي تقدمها: 1- الرعاية الاجتماعية: يتم استقبال الحالة، وصرف مستلزماتها، ثم تعريفها بالدار وبرامجها وأجهزتها، والعمل على استقرار وضعها في الدار، وحل مشكلاتها. 2- الرعاية الطبية: تقوم الدار بتوفير الرعاية الطبية الكاملة لكل مقيم، وفتح ملف طبي خاص له، ومتابعة المرضى، والكشف عليهم، وصرف العلاج اللازم لهم. دار رعاية المسنين في المملكة العربية السعودية - %11.1 نسبة كبار السن في المملكة بحلول 2030 - جريدة الوطن السعودية. 3- الرعاية المنزلية: المسنين الذين لا تنطبق عليهم شروط القبول، تقوم الدار بإرسال فريق طبي ونفسي يتم من خلاله تقديم الرعاية اللازمة للمسن داخل أسرته. 4- الإعاشة: يتم إعداد وجبات غذائية للنزلاء، كما أن هناك مصروفاً للنزلاء يقدر بـ200 ريال، بالإضافة إلى تأمين الكسوة للنزلاء والمقيمات شتاء وصيفاً.
4- المسنون يشكلون نسبة عالية من الهرم السكاني. فالاعتناء بهم وتوفير الرعاية النفسية والصحية والاجتماعية لهذه الفئة يقلل من ميزانية الصرف عليهم، وهذا يخفف العبء عن الدولة من مصاريف وأيد عاملة وخدمات. وهذا كله يؤكد لنا أن خدمة المسنين أمر واجب وفرض علينا جميعاً. وبسبب تقدم العمر بهؤلاء المسنين فإنهم يتعرضون لبعض المشاكل الاجتماعية والنفسية التي يتوجب علينا محاولة حلها أو التقليل منها. ومن أهم هذه المشاكل: 1- العزلة نتيجة فقدان الأقارب والأصدقاء إما بسبب الوفاة أو السفر. فيبدأ المسن بالتفكير بقرب الأجل، ويؤدي هذا الأمر به إلى الاكتئاب والعزلة. 2- زواج الأبناء واستقلالهم عن الوالدين مادياً ومعنوياً يجعل المسنين يشعرون أنهم أصبحوا لا فائدة منهم ولم يعد لأحد بحاجتهم. 3- الاكتئاب والعصبية ونقص الحيوية والقدرات الجسمية. مراكز رعاية كبار السن في السعودية وعيار 21. وتكون هذه نتيجة شعور المسن أنه أصبح على الهامش. لا صلاحيات ولا قوة إنتاجية له، وأنه أصبح عالة على غيره لأتفه الأمور وهذه الحالات تكون نتيجة العزلة والإحالة على المعاش. من أجل تفادي هذه المشاكل والتقليل منها يجب علينا القيام بالأمور التالية: 1- إبقاء المسن في الحياة الأسرية، وعدم نزعه منها ومحاولة إبقاء الأبناء ببيت العائلة ولكن مع إعطائهم الاستقلال في حياتهم الشخصية.
وطورت الوزارة سبل رعاية المسنين وحمايتهم وتوفير الأمن والسلامة لهم من خلال برنامج (قياس درجة المخاطر)، التي قد يتعرض لها المسن من الناحية البيئية والصحية والاجتماعية، فضلاً عن تشجيع العمل التطوعي في مجال رعاية المسنين وإعداد البرامج التدريبية لهم، وتعزيز المسؤولية المجتمعية تجاه المسنين لدى جميع فئات المجتمع من خلال تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية بطرق رعاية المسن الاجتماعية والنفسية والصحية، وتوفير بيئة آمنة له والاستفادة من خبرات مؤسسات الدولة الصحية والأمنية والتعليمية والبيئية الحكومية. كما تم تعزيز الخدمات الصحية المقدمة للمسنين عبر توفير الرعاية الخارجية للمسن من خلال المراكز الصحية والمستشفيات لتوفير العلاج اللازم والمتطور حسب حالته، والعمل على تقديم الخدمات الصحية المنزلية من رعاية طبية واجتماعية بمنزل المسن وتوفير عناء الانتقال للمراكز والمستشفيات، إضافة إلى التأكيد على دور الأسرة تجاههم، والاستفادة من خبرتهم العلمية والعملية من الجنسين في مختلف المجالات الصحية والأمنية والإحصائية والتجارية. مركز المرجع الطبي - - عيادة رعاية المسنين. كانت وجوه الجميع تعبّر عن عدم رضاهم بالإقامة في الدار. تقول الحاجة فاطمة (73 عاماً): "لم أكن أتوقع يوماً أنني سأكون في هذا المكان.