موقع شاهد فور

إن الذين جاءوا بالإفك

May 19, 2024

قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) [النور:11، 12]. ç معنى الآيتين: ¡ ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ): ظاهر في أن الذين افتعلوا حادثة الإفك جماعة، لا شخص واحد فقط، إلا إذا دل دليل من الخارج على أن الذي افتعله شخص واحد كما هو حال أكثر الأكاذيب، ولكن هناك من روجه، وأشاعه، وأكده، فصار حالهم واحداً، فكأنهم هم جميعا الذين جاؤوا بالإفك، ولعله لأجل ذلك ورد التعبير بـ (جاؤوا)، ولم يقل: افتعلوا. تفسير : إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا - سورة النور - YouTube. والأفك: هو الكذب، والمراد به قذف واحدة من زوجات رسول الله ، وسمي القذف هنا إفكاً لأنه لم يكن صحيحاً، فإن القذف تارة يكون صدقاً، وتارة يكون كذبا، فمن رأى رجلاً وامرأة في حالة الزنا، ولم يكن معه ثلاثة شهود، فأخبر بذلك فهو قذف عند الله تعالى وإن كان صحيحاً. ¡ ( عُصْبَةٌ مِنْكُمْ): العصبة هي الجماعة، قيل: هم من ثلاثة إلى عشرة، وقيل: من عشرة إلى أربعين، وقيل غير ذلك.

  1. سبب نزول قوله تعالى: { إن الذين جاءوا بالإفك }
  2. ما هي حادثة الافك - موضوع
  3. تفسير : إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا - سورة النور - YouTube

سبب نزول قوله تعالى: { إن الذين جاءوا بالإفك }

ذات صلة حادثة الإفك كاملة حادثة الإفك للسيدة عائشة حادثة الإفك سمّى المختصّون في علم السيرة النبويّة حادثة اتّهام أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها- بحادثة الإفك، والإفك هو الكذب، وقد قال فيها الله -تعالى-: ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ)، [١] حيث أراد مختلقها أن يجعل الباطل حقّاً، ويغير الحقيقة بحيث يجعلها كما يريد، ففي هذه الحادثة أراد عبد الله بن أبي سلول أن يغير حقيقة سيرة عائشة زوجة رسول الله الطاهرة المطهّرة المبرّأة، إلى الباطل المليء بالفواحش. [٢] خروج السيدة عائشة مع الجيش في غزوة بني المصطلق بلغ رسول الله في شهر شعبان من السنة السادسة من الهجرة أنّ الحارث بن أبي ضرار يجهّز جيشه من أجل غزو المدينة، فخرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نحو بني المصطلق، وتواجه الجيشان مواجهة ليست بالكبيرة، انتهت بتراجع المشركين وانتصار المسلمين. [٣] وقد كان رسول الله فيما ترويه عائشة -رضيَ الله عنها- يقرع بين زوجاته، وأيهنّ خرج اسمها أخرجها معه، وفي هذه المرة أقرع بينهنّ فخرج اسم عائشة، وكانت آيات الحجاب وفرضه قد أنزلت قبل هذه المرّة، فخرجت عائشة مع رسول الله في هودج.

ما هي حادثة الافك - موضوع

والإفك: أشنع الكذب وأفحشه، يقال: أفك فلان - كضرَب وعلِم - أفَكًا؛ أي: كذِب كذبًا قبيحًا، والعصبة: الجماعة من العشرة إلى الأربعين، من العصب وهو الشدُّ؛ لأن كل واحد منها يشد الآخر ويؤازره.

تفسير : إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا - سورة النور - Youtube

وهذا مبدأٌ عامٌّ، فكلُّ قَدَرٍ إلهيٍّ كونيٍّ، أَلَمَّ بالمؤمن؛ فليتذكّر عنده قول الله تعالى: { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّ‌ا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ} ونحو هذا، وقوله سبحانه: { فَعَسَىٰ أَن تَكْرَ‌هُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرً‌ا كَثِيرً‌ا} [ النساء من الآية:19]، وليعتقد بخيريّة البلاء الّذي وقع به، متفائلًا بما سوف يعقُبُه بإذن الله من الخير العميم، إذا أخذ بالأسباب المؤدية إلى ذلك. وكما استُثنيَ المنافقون من هذه الخيريّة، في سياق الآية الكريمة، كذلك يُشترطُ للاعتقاد بخيريّة البلاء، والتّفاؤل بناءً عليه: أنْ لا يكون مقرونًا بوقوع معصيةٍ من المرء، بل إنّ مَنْ وقع في المعصية، فلا ينبغي أن يتفاءل بها خيرًا، ما لم يتُب منها توبةً صادقةً؛ كما بَيَّنَ شيخُ الإسلام. نعم؛ على الإنسان أنْ يرضى بالقَدَر الإلهيّ الكونيّ، ويتفاءل موقنًا بأنّه -لا شكّ- خيرٌ له. إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه. ومِنْ مقتضى صدق يقينه وصحّة تفاؤله: أنْ يجتهد في سياق الحَدَثِ نفسه على الالتزام بمقتضَى ما ورد في القَدَر الإلهيّ الشَّرعيّ، من الأمر والنّهي ومدافعة آثار هذا القَدَر. ومن أعظم ما يُعِينُ المرءَ على تحقيق هذه المعاني القدريّة، ويُهوِّنُ عليه المصائب: تعظيمُ الله عز وجلّ في قلب المؤمن، فإنّه يُيسّرُ له حسن التّعامل مع أقدار الله الكونيّة، والاستعانةِ عليها بأقداره الشرعيّة، الأمر الّذي يوفِّق صاحبَه بإذن الله إلى الحِكْمة والصواب، وقَطْع دابر كلّ الوساوس.

وإنما حد هؤلاء المسلمون ليكفر عنهم إثم ما صدر عنهم من القذف حتى لا يبقى عليهم تبعة من ذلك في الآخرة ، وقد قال: صلى الله عليه وسلم - في الحدود إنها كفارة لمن أقيمت عليه ؛ كما في حديث عبادة بن الصامت. ويحتمل أن يقال: إنما ترك حد ابن أبي استئلافا لقومه ، واحتراما لابنه ، وإطفاء لثائرة الفتنة المتوقعة من ذلك ، وقد كان ظهر مبادئها من سعد بن عبادة ومن قومه ؛ كما في صحيح مسلم. والله أعلم.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]