موقع شاهد فور

ديوان عمرو بن قميئة - الديوان

June 28, 2024

وبالنّظر إلى ما صحّ من شِعره يتبيّن أنَّه تناوَل معظمَ موضوعات الشعر ما خَلاَ الرّثاء، وكان الفخر والغزل والحكمة ألصق تلك الموضوعات بنفسه، غير أنَّه إذا وجَّه نظره نحو شيءٍ يصفه جاءَ من الشعر بما يُدْهِشُ، كوصفِهِ للنّاقة في المعلّقة، وللمرأة في رائيّته. عمرو بن قميئة - المكتبة الشاملة. والّذي يدُْهِشُ أكثر هو تدفّق الحكمة على لسانه في كثير من شعره، على قِصَرِ عمره؛ ولعلّ ما شحنَهُ بهذه الحكمة هو غنى تجربته في الحياة وتأمّله لأحوال الناس والحياة، فقد نشأ يتيماً، وعانى ظلم الأقارب، وعاشَرَ الملوك والأمراء وكبار الناس شابّاً، وانخرط في الملذَّاتِ المباحةِ في الجاهلية من نساءٍ وخمر وغناء، وأضاف إلى ذلك تجربةَ عمّه المرقّش الأصغر، وما فيها من معانٍ، وغير ذلك من تجارب، فاجتمع ذلك كلّه في نفس شاعرٍ شابّ متوقّد بالذّكاء وصفَ نفسَهُ بقوله: أنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الّذي تعرفونَهُ خَشاشٌ كرأسِ الحيّةِ المتوقّدِ والضَّرْبُ: الخفيفُ إلى حاجاته. والخَشَاش: الذي يَنْخَشُّ في الأمور ذكاءً ومضاءً. وقد وردت الحكمة في أوائل شعره حين ظُلِمَت أمّه، ومن حكمتِهِ التأمّليّة قوله: أرى الموتَ يَعْتامُ الكرامَ، ويَصْطَفي عَقيلةَ مالِ الفاحِشِ المتشدِّدِ أرى العيشَ كنزاً ناقصاً كلَّ ليلةٍ وما تَنْقُصِ الأيّامُ والدَّهرُ يَنْفَدِ ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً ويأتيك بالأخبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ شهد القدماء بمكانة طرفة وشعره فقد جعله حسّان بن ثابت أشعر الناسِ قصيدةً، وجعله لبيد بن ربيعة بعد امرئ القيس،و جعله جريرٌ أشعرَ الناس، وجعله الأخطل أشعر الناس بعد الأعشى.

عمرو بن قميئة - المكتبة الشاملة

وديار ربيعة بين الموصل إلى رأس عين ونصيبين ودنيسر والخابور وما بين هذه المدن والقرى. وجمعت هذه الديار بين "ديار بكر" و "ديار ربيعة" وسميت كلها ب "ديار ربيعة". وقد انتشرت بطون تغلب في الثرثار، بين سنجار وتكريت. ويروي أهل الأخبار أن أول من نزل بطون تغلب في الجزيرة الفراتية هو: "علقمة بن سيف بن شرحبيل بن مالك بن سعد بن جشم بن بكر" وقد قاتل أهل الجزيرة حتى غلبهم، وأنزل قومه بها... وقد أدى اتصال تغلب بالروم وبنصارى العراق والجزيرة وبلاد الشام إلى دخول قسم منهم في النصرانية كمعظم القبائل التي دخلت العراق وبلاد الشام.

ولأنّه قُتِلَ ابن بضع وعشرين سنة أَطْلَقَ عليه الشّعراء والعلماء (ابن العشرين). وقد اهتمّ العلماء في عصر التّدوين بجمع ما بقي على ألسنة النّاس والرواة من شعر طرفة، فجمعه الأصمعي، وابن السِّكّيتِ من رواية أبي عمرو الشيباني، وجمع الأعلم الشنتمري الأندلسي (476هـ) بين الروايتين وشرحهما في كتابه (شرح أشعار الشعراء الستّة الجاهليين). وعن هذه المجاميع طُبِعَ ديوانه مرّات عدّة، إلى جانب ما جمعه القائمون على طباعته من المصادر، ولعلّ أفضل ذلك طبعة مجمع اللّغة العربية بدمشق عام 1975م. وأصابَ شعرَه ما أصاب شعرَ القدماء من ضياع واضطراب ونحل، ونبّه ابن سلاّم الجمحيّ على ذلك حينَ جعلَهُ في الطبقة الرابعة من شعراء الجاهلية، وعلّل ذلك بـ«قلّة شعرهم بأيدي الرواة« ولولا ذاك لتقدم في طبقته. ويتميّز طرفة من أبناء طبقته بأنَّ له قصيدتين مشهورتين وأنَّ له أشعاراً حِساناً جِياداً غيرهما، وقصيدتاه هما: معلقته التي مطلَعُها: لخولةَ أطلالٌ ببُرْقَةِ ثَهْمَدِ تلوحُ كباقي الوشمِ في ظاهر اليَدِ ورائيّتُه التي مَطْلَعُها: أ َصَحَوْتَ اليومَ أم شاقَتْكَ (هِرْ) ومِنَ الحُبِّ جُنونٌ مُسْتَقِرْ ويرى ابن سلاّم أنّ الرّائيّة مثلُ المعلّقة في جودتها.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]