كما لعن الله -سبحانه- شارب الخمر وساقيها وكل من له علاقة بها، فقد صحّ عن عبد الله بن عمر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( لعن اللهُ الخمرَ، وشاربَها، وساقِيها، وبائِعَها، ومبتاعَها، وعاصِرَها، ومعتصِرَها، وحامِلَها، والمحمولةَ إليه). "أخرجه أبو داوود" وكم من أمورٍ مُحرمة في الدنيا، تُصبح في الآخرة مُباحة، وكم من أمورٍ هي مفروضة علينا في الدنيا، زال التكليف بها في الآخرة، كالصلاة والحجاب ولبس الذهب والحرير للرجال، واستخدام الأواني من الأحجار الثمينة، فالدنيا هي دار العمل، والآخرة دار الجزاء والثواب على هذا العمل.
فاتقوا الله -يا عباد الله- وأحسنوا سيرتكم وأفعالكم، وتجنبوا ما يخجلكم ويخزيكم عند الوقوف بين يدي الله رب العالمين. يا عباد الله: اتقوا الله حق التقوى، واحذروا المعاصي، فإن أجسامكم على النار لا تقوى. بعض الأحاديث والآثار التي تحذر من الخمر
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله حق تقاته، واسمعوا وأطيعوا. عباد الله: الله.. الله.. بالابتعاد عن المسكرات والمخدرات، فقد سمعتم مما تقدم من الآيات والأحاديث أن الخمر من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، وعلمتم أن عذاب شاربها أليم، وأنها أم الخبائث، ورأس الخطايا، ومفتاح الشرور، ودليل إلى النار، ودليل إلى غضب الجبار. فالحذر.. الحذر.. يا عباد الله. حكم مجالسة شارب الخمر. فليتق الله شارب الخمر، وليفكر في الموت وسكراته، والقبر وظلماته، وليتب إلى الله، وليعمل صالحاً، وليقل لنفسه ويناجيها: نفسي.. نفسي.. ذهب الصبا وولى، وجاء المشيب وقد قضيتُ عمري في اللهو، فهل ترجعين، نفسي.. إن كان قد غرك الشباب، فالعمر يمشي كلمح البصر، وإن كان غرك المال، فما أنتِ من قارون أغنى وقد خسف الله به الأرض، وإن كان غرك نضرة الوجه، فالدود منتظر أن يشبع لحم الخدود. فكر يا شارب الخمر فيما سمعتَ! وعِظْ نفسك لعلها تَرِقَّ، وتَلِيْنَ، وافتح آذان قلبك لعلك ترجع عن غيِّك، واذكر يوماً يقوم الناس فيه لرب العالمين: يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ [النبأ:40].. وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ [الفرقان:27] ندماً على ما جناه يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ [الانفطار:19].
إنما يريد الشيطان بتزيين الآثام لكم أن يلقي بينكم ما يوجد العداوة والبغضاء, بسبب شرب الخمر ولعب الميسر, ويصرفكم عن ذكر الله وعن الصلاة بغياب العقل في شرب الخمر, والاشتغال باللهو في لعب الميسر, فانتهوا عن ذلك. ( التفسير الميسر)
إنما يريد الشيطان بتزيين الآثام لكم أن يلقي بينكم ما يوجد العداوة والبغضاء, بسبب شرب الخمر ولعب الميسر, ويصرفكم عن ذكر الله وعن الصلاة بغياب العقل في شرب الخمر, والاشتغال باللهو في لعب الميسر, فانتهوا عن ذلك. شارب الخمر قال ﷺ : لعن الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها وبائعها ومشتريها #shorts - YouTube. ( التفسير الميسر) المشاركه # 5 شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب الخمــــــــــــــــــــــــــر للتـــــــــــــــــــــــــــــــداوي التداوي من الأمور المشروعة ، ولكن يكون بما شرعه الله جل وعلا ، وبما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن هذا هو الذي يمكن أن يكون فيه الشفاء ، أما ما حرمه الله فلا شفاء فيه. ومما يدل على تحريم التداوي بالأدوية المحرمة عامة ، وبالخمر خاصة: ما رواه البخاري في صحيحه معلقا عن ابن مسعود رضي الله عنه: ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم). وقد وصله الطبراني بإسناد رجاله رجال الصحيح ، وأخرجه أحمد وابن حبان في صحيحه ، والبزار وأبو يعلى والطبراني ورجال أبي يعلى ثقات ، عن أم سلمة رضي الله عنها. وما رواه أبو داود في سننه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أنزل الداء والدواء ، وجعل لكل داء دواء ، فتداووا ، ولا تداووا بحرام).
واختلف الفقهاء في قدر الحد الواجب في شرب الخمر على قولين: القول الأول: ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة في الراجح عندهم وهو مقابل الأصح عند الشافعية إلى أن الحد ثمانون جلدة لا فرق بين الذكر والأنثى، وبه قال الثوري. واستدلوا على ذلك بإجماع الصحابة فإنه روي أن عمر استشار الناس في حد الخمر فقال عبد الرحمن بن عوف: اجعله كأخف الحدود ثمانين، فضرب عمر ثمانين، وكتب به إلى خالد وأبي عبيدة بالشام. وروي أن عليا قال في المشورة: إنه إذا سكر هذى وإذا هذى افترى, وعلى المفتري ثمانين. القول الثاني: ذهب الشافعية في الأصح والحنابلة في رواية ثانية إلى أن قدر الحد أربعون فقط، ولو رأى الإمام بلوغه ثمانين جاز في الأصح عند الشافعية والزيادة على الأربعين تكون تعزيرات. وقد استدلوا على ذ لك بأن عليا جلد الوليد بن عقبة أربعين ثم قال: (جلد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعين}, وجلد أبو بكر أربعين, وعمر ثمانين، وكلٌ سنةٌ وهذا أحب إلي. وعن أنس بن مالك قال: (إن نبي الله صلى الله عليه وسلم جلد في الخمر بالجريد والنعال)، ثم جلد أبو بكر أربعين، فلما كان عمر ودنا الناس من الريف والقرى قال: ما ترون في جلد الخمر؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أرى أن تجعلها كأخف الحدود.