المثوى هو المستقر، والمآل الذي يبلغه المرْء بعد عناء ومكابدة، ويصل إليْه بدون تخطْيط ولا سعي ولا تدبير مسبق، وقد يكون مثوى سوء أو مثوى راحة وكرامة ، هذا المفهوم ليس للدلالة على الخير المحض، أو الشر المحض؛ بل محايدة تصف الحال سواء كان مآل خير أو مآل شر. هل كلمة مثوى خاصة باهل النار لتقريب مفهوم مفردة مثوى بالتمثيل على ذلك، فلو خرج رجل من بيته هائما في الصحراء فاستقر به المسير في واحة باردة ومنزل مبارك فهو مثواه؛ لأنّه لم يسعى للوصول إليه بعينه ولم يجهد في التدبير لذلك، وكذلك لو استقر به المسير في يد جماعة مجرمة عذبوه وسلبوه وسجنوه لصار سجنهُ مثوى له أيضاً لأنه لم يسعى لهذا المصير. وكذلك الحال في القرآن الكريم فمثلاً يقول تعالى: "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ" [يوسف:23] يوسف عليه السلام وصل إلى مصر بعد رحلة عناء ومكابدة فكان بيت العزيز مثواه ، لأنه مآله ومستقره الذي لم يكن يسعى إليه ولم يخطط للوصول إليه ، فلما وصل أحسن العزيز مثواه وقد كان يحتمل أن يكون مثوى سيء ، فعلم من ذلك أن المثوى له حال حسن وحال سيء.
موقع فهرسة جميع ترجمات الكتاب المقدس القانونية المعتمدة ترجمة الملك جيمس الاصلية للكتاب المقدس والترجمة الامريكية المنقحة للكتاب المقدس وايضا ترجمات اخرى للباشيطة (الارامية) للعهد الجديد.