l قيام إدارة الفايس بوك بحذف مواقع تنادي بأنشطة معينة لا تنسجم مع وجهة نظر القائمين عليها بشكل عام، مثلاً إلغاء صفحة تدعو إلى انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال في فلسطين، إلغاء عشرات الصفحات لناشطين من حزب التحرير يدعون إلى إقامة الخلافة والحكم الإسلامي، إلغاء صفحة مجموعة أكاديميات سعوديات تدعو إلى عدم السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة في المملكة، وكذلك إلغاء صفحات كثيرة أخرى لناشطين عبر الشبكة. كل هذا وغيره يكشف مدى أهمية هذه الأدوات وما تعنيه لكل من أراد أن يحيا في هذا العالم بأدواته وآلياته، وتزداد أهمية هذه الشبكة لدى أصحاب القضايا المبدئية، الذين تمارس عليهم سياسات التعتيم أو التشويه الإعلامي، بما تمنحه من فرصة للإبداع والتعبير في إيصال دعواتهم ورسائلهم إلى الآخرين. وعلى هامش ما سبق يجب إدراك أن شبكة الإنترنت الحالية تخضع للمعايير الأمنية والقانونية والثقافية والأخلاقية للدول والمؤسسات التي تتحكم فيها. الناس على دين ملوكها!. ولذلك على من أراد أن يتعامل مع هذه الشبكة من الدول بما يلبي احتياجاته الخاصة وينسجم مع تطلعاته، عليهأن يسعىلبناء شبكة مستقلة في معاييرها الأخلاقية والقانونية والثقافية، وربما في تقنياتها، بما يتناسب مع ثقافته وتوجهاته وتطلعاته، من دون أن يعني هذا بحال الانقطاع عن الشبكة الحالية، إنما يعني الاستقلال عنها مع بقاء التواصل معها والاستفادة منها في كل ما يرجى فيها من فوائد.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست