ومن هنا نجد أن استعمالات المصطلح في القرآن الكريم لا تخرج عن المعنى الذي أشرنا إليه، فقد يستعمل المصطلح في إرسال الأنبياء، كما في قوله تعالى: (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) البقرة 213. ويطلق البعث ويراد به إرسال العذاب، كما في قوله: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم) الأنعام 65. ويأتي بمعنى الإيقاظ، كما في قوله سبحانه: (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى) الأنعام 60. ويطلق ويراد منه إحياء الموتى، كما في قوله: (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) يس 52. وكذلك يأتي البعث بمعنى إعلاء الشأن ورفع المقام، وقد بين تعالى هذا المصداق بقوله: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) الإسراء 79. معنى التزكية في قوله تعالى ولا يزكيهم - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. وتأسيساً على ما سبق يظهر أن إبراهيم (عليه السلام) أراد أن يكون الرسول المبعوث من جنس هذه الأمة، والسبب في ذلك يرجع إلى مجموعة من الوجوه أهمها: أولاً: لأنهم أعرف الناس بتأريخه وصدقه ومنشأه، وبهذا تنتفي الغرابة التي تؤول إلى هذا المبعث. ثانياً: يقتضي أن يكون الرسول من جنسهم وذلك بسبب التقاليد القبلية الملازمة لهم.
2- الذي ينفق سلعته بالحلف الفاجر المقصود به هنا هو البائع المروج لسلعته بواسطة الحلف الكاذب ، بغرض إغراء المشتري ، أو الحلف الكاذب بأنه يبيع سلعته بأقل من سعرها الحقيقي لخداع المشتري ، على سبيل المثال يحلف البائع بأنه اشتراها بعشرة وهو اشتراها بثمانية ، حتى يرفع السعر والمكسب. 3- المسبل لإزاره والمقصود هنا بالإزار الثوب ، واسباله بمعنى ترخيته ليجر طرفه على الأرض ، وهذا نوع من الكبر والاستعلاء والتباهي ، ولقد تقيد النهي عن إسبال الثوب إذا كان للخيلاء فقط ، وهناك ما يؤكد ذلك في السنة النبوية ، في حديثٍ نبوي آخر، فقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ، لم ينظُرِ اللهُ إليه يومَ القيامة، فقال أبو بكرٍ: إنَّ أحدَ شِقَّيْ ثوبي يَسْتَرْخِي، إلا أن أتعاهَدَ ذلكَ منه؟ فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنكَ لَنْ تَصْنَعَ ذلِكَ خُيَلاءً).
[٧] مخالفة النفس، وإنكار الأعمال التي تقوم بها، وإنكار ما عليه من القبائح والرذائل، والعمل على عدم تلبية ما تسعى إلى تحقيقه، فالنفس مائلة إلى الراحة، وورد عن الغزالي أنه قال في ذلك: (اعلم أن أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك، وقد خلقت أمارة بالسوء مبالغة في الشر فرارة من الخير، وأمرت بتزكيتها وتقويمها وقودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربها وخالقها ومنعها عن شهواتها وفطامها عن لذاتها، فإن أهملتها جمحت وشردت ولم تظفر بها بعد ذلك). توبيخ النفس وتقريعها، والعمل على الوصول بها إلى الطاعة، وقال الغزالي أيضاً في ذلك: (إن لازمت نفسك بالتوبيخ والمعاتبة والعذل والملامة كانت نفسك هي النفس اللوامة التي أقسم الله بها ورجوت أن تصير النفس المطمئنة المدعوة إلى أن تدخل في زمرة عباد الله راضية مرضية). المداومة على وعظ النفس وتذكيرها بالموت وبالدار الآخرة ، فقد خاطب الغزالي النفس قائلاً: (ويحك يا نفس لا ينبغي أن تغرك الحياة الدنيا ولا يغرك بالله الغرور، فانظري لنفسك فما أمرك بمهم لغيرك، ولا تضيعي أوقاتك، فالأنفاس معدودة). الظن السيئ بالنفس، والحرص على عدم اغترارها بالأعمال الصالحة، والحرص أيضاً على عدم إحسان الظن بالنفس الذي يمنع من كمال التفتيش فيها، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: (على السالك أن لا يرضى بطاعته لله، وألا يحسن ظنه بنفسه).
تزكية النفس تعدّ غاية من الغايات التي أرسل بها محمد صلى الله عليه وسلم، ثمّ كانت فيما بعد مهمة الدعاة والمرشدين. تحقيق صلاح الجسد بصلاح القلب. النجاة يوم القيامة ، والسعادة في الدار الآخرة. المراجع ↑ "تعريف ومعنى تزكية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2018. بتصرّف. ↑ "مختصر الدروس في تزكية النفوس (1)" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2018. بتصرّف. ↑ سورة النساء، آية: 49. ^ أ ب "تزكية النفس" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2018. بتصرّف. ↑ "تزكية النفس" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2018. بتصرّف. ↑ سورة التحريم، آية: 8. ↑ سورة الذاريات، آية: 18. ↑ سورة الحشر، آية: 18. ↑ "أهمية تزكية النفس" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2018. بتصرّف. ↑ سورة الشمس، آية: 7.
لقد ذم الحديث الشريف المن وفاعله، والمن هو ذكر الإنسان لما أنعم به على الآخرين ، وهو من الأفعال المستقبحة المذمومة، لكنه لا يقبل إلّا في حال كان المنعم عليه منكراً وكافراً لنعمة الآخرين وجاحداً لإحسانهم ، ففي هذه الحالة لا يذم المن.