مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 11/10/2017 ميلادي - 21/1/1439 هجري الزيارات: 10824 قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 73]. بعد أن ذكر الله تعالى أن المؤمنين - من المهاجرين والأنصار - بعضهم أولياء بعض، وأن المؤمنين في دار الإسلام ليس عليهم التزامٌ بالولاء للمؤمنين في غير دار الإسلام، بيَّن سبحانه وتعالى أن الكفار - على جميع أشكالهم - بعضهم أولياء بعض، وأنه ليس بين المؤمنين والكافرين ولاية. والولاية التي بين الكافرين هي ولاية في الميراث، وقيل: في المؤازرة؛ أي يرث بعضهم بعضًا، ويؤازر بعضهم بعضًا، ويقول الألوسي: (وهذا بمفهومه مفيد لنفي الموارثة والمؤازرة بينهم وبين المسلمين، وإيجاب ضد ذلك وإن كانوا أقارب، ومن هنا ذهب الجمهور إلى أنه لا يرث مسلم كافرًا، ولا كافر مسلمًا) [1]. والذين كفروا بعضهم أولياء بعض. روى الترمذي في سننه عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم)) [2]. وروى أيضًا عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يتوارث أهل ملتين)) [3].
وحتى يكتمل الحديث وتتضح الصورة أورد بعضاً من صفات المنافقين حتى يكون المسلم على بينة من أمره، ولا يسلك مسلكاً خطيراً، وطريقاً وعراً، وهو تصنيف الناس بالظن والحدس والتوقع، بل أمامه ركائز يعتمد عليها، ومنائر يسير على هداها، وليعرف المنافق برأسه وعينه متثبتاً متيقناً، (( هم العدو فاحذرهم))، ومن صفاتهم: الأولى: الكسل في العبادة، قال - تعالى -: (( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى)). الثانية: قلة ذكرهم لله - عز وجل -، قال - تعالى -: (( ولا يذكرون الله إلا قليلاً)). الثالثة: لمز المطوعين من المؤمنين والصالحين والنيل منهم (( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات))[التوبة: 79]. الرابعة: الاستهزاء بالقرآن والسنة، يقول الله - تعالى -:(( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)). الخامسة: الوقوع في أعراض الصالحين غيبة وحقداً، يقول الله - تعالى - عنهم: (( سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير)). القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - الآية 73. السادسة: التخلف عن صلاة الجماعة، قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: { وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق}[رواه مسلم]. السابعة: مخالفة الظاهر للباطن، وهذه المسألة تدور عليها جميع المسائل، يقول الله - تعالى -: (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون))، فما أكثر ترديدهم عن صلاح هذا الدين وشريعته، والحرص على هذا المجتمع، وما إن ترى أفعالهم حتى تتمثل لك الآية تفضح خبيئة نفوسهم، وبواطن قلوبهم.
الحمد لله الذي نصر عباده المؤمنين، وأذل من تنكب عن الصراط المستقيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد تميز عصرنا الحاضر بارتفاع أصوات المنافقين والمنافقات في أنحاء العالم الإسلامي، فأفردت لهم الصفحات، ودعوا إلى التحدث في المنتديات، واحتفلت بهم التجمعات، وسيطروا على كثير من وسائل الإعلام كما يلاحظه القاصي والداني لفشو الأمر وظهوره. وحال المنافقين ليس بجديد على أمة الإسلام.. فهم أعداء ألداء لهذا الدين منذ بعثة محمد - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم -، يكيدون ويدبرون ويخططون وينفذون، وقد وصفهم الله - عز وجل - في سبعة وثلاثين موضعاً من القرآن، وسميت سورة كاملة باسم (المنافقون)، وأفاضت السنة النبوية المطهرة في ذلك الأمر العظيم وتوضيحه وجلائه. رمضان بين عبق الماضي والحاضر | كُتاب سرايا | وكالة أنباء سرايا الإخبارية - حرية سقفها السماء. ولأن الصراع بين الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة، لا نزال نرى نفس الصفات تتوارثها الأجيال المنافقة زمناً بعد زمن حتى وقتنا الحاضر، يقول الله عن صفة من صفاتهم: (( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة)) فما أكثر المستمعين لحديثهم، المنصتين لهرائهم، المتابعين لإنتاجهم، وهم يلبسون على الناس، ويدعون الإصلاح والفلاح، كما كان فرعون يقول عن موسى نبي الله - عليه الصلاة و السلام -: (( إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)).
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 21/5/2017 ميلادي - 25/8/1438 هجري الزيارات: 108778 ♦ الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: المائدة (51). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ﴾ الآية.