إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128) يقول تعالى ذكره ( إِنَّ اللَّهَ) يا محمد ( مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا) الله في محارمه فاجتنبوها، وخافوا عقابه عليها، فأحجموا عن التقدّم عليها ( وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) يقول: وهو مع الذين يحسنون رعاية فرائضه ، والقيام بحقوقه ، ولزوم طاعته فيما أمرهم به ونهاهم عنه. وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. اخرها ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن سفيان، عن رجل، عن الحسن ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) قال: اتقوا الله فيما حرّم عليهم، وأحسنوا فيما افترض عليهم. حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن رجل، عن الحسن، مثله.
[٩] [١٠] وقد نزلت الآية في كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أميّة، وكلّهم من الأنصار، حيث تخلّفوا عن رسول الله ولم يخرجوا معه إلى غزوة تبوك، وكان ذلك التخلّف دون عذرٍ منهم، فلمّا عاد رسول الله سألهم عمّا منعهم من الخروج، فأخبروه بعدم وجود سببٍ لتخلّفهم، واعتذروا له وأبدوا حزنهم، فعاقبهم رسول الله بمقاطعتهم من قبل جميع المسلمين خمسين ليلة، وأمرهم باعتزال نسائهم، وقد أجمع المفسرون على صحّة هذا السياق. [١٠] المراجع ^ أ ب سورة التوبة ، آية:119 ^ أ ب أبو منصور الماتريدي (2005)، تفسير الماتريدي (تأويلات أهل السنة) (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 506، جزء 5. بتصرّف. ↑ محمد بن جرير الطبري (2000)، جامع البيان في تأويل القرآن (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 558، جزء 14. بتصرّف. ↑ سورة الأحزاب ، آية:23 ↑ سورة التوبة ، آية:117 ^ أ ب سورة الحشر ، آية:8 ↑ محمد المقدم ، تفسير القرآن الكريم ، صفحة 18، جزء 80. بتصرّف. ↑ ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير ، صفحة 308. بتصرّف. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - الآية 128. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن كعب بن مالك ، الصفحة أو الرقم:4678، صحيح. ^ أ ب خالد المزيني (2006)، المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية:دار ابن الجوزي، صفحة 615-616، جزء 1.
تاريخ الإضافة: 1/3/2018 ميلادي - 14/6/1439 هجري الزيارات: 17880 تفسير: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) ♦ الآية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾. تفسير: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون). ♦ السورة ورقم الآية: النحل (128). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾ الفواحش والكبائر ﴿ والذين هم محسنون ﴾ في العمل بالنَّصرة والمعونة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾، الْمَنَاهِيَ، ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ بِالْعَوْنِ والنصرة، والله تعالى أعلم. تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
تفسير القرآن الكريم
الحمد لله. يقول الله تعالى:( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ) سورة الزمر/ 19 ، 20. قال ابن كثير رحمه الله: في قوله تعالى: ( مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ)، أي: طباق فوق طباق، مَبْنيات محكمات مزخرفات عاليات " انتهى من تفسير ابن كثير (7/91). وقال السعدي رحمه الله: " أي: منازل عالية مزخرفة، من حسنها وبهائها وصفائها، أنه يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، ومن علوها وارتفاعها، ترى كما يرى الكوكب الغابر في الأفق الشرقي أو الغربي، ولهذا قال: ( مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ) أي: بعضها فوق بعض ( مَبْنِيَّةٌ) بذهب وفضة، وملاطها المسك الأذفر " انتهى من تفسير السعدي(1/722). وقوله تعالى: ( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ). قال الشوكاني رحمه الله: أي: من تحت تلك الغرف، وفي ذلك كمال لبهجتها ، وزيادة لرونقها " انتهى من "فتح القدير" (6/278). والله أعلم