موقع شاهد فور

صراط الذين انعمت عليهم

June 28, 2024

وفائدته الترسيخ في الذهن، والتأثير في العاطفة. - (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) إسناد الرزق إلى نفسه للإعلام بأنهم ينفقون الحلال الطلق الذي يستأهل أن يضاف إلى اللّه، ويسمى رزقا منه. وأدخل (من) التبعيضيه صيانة لهم وكفا عن الإسراف والتبذير المنهي عنه. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم. وقدم مفعول الفعل دلالة على كونه أهم، كأنه قال: ويخصون بعض المال الحلال بالتصدّق به. الفوائد: 1- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (البقرة آية 3) كان الإيمان بالغيب ولم يزل هو الفارق الأول بين الإنسان والحيوان، خلافا للماديين في كل زمان الذين لا يؤمنون إلا بما يخضع للحواس.

إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة الفاتحة - تفسير قوله تعالى صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين- الجزء رقم2

وأما العبادة ، فبعد أن ذكرت في مقام التوحيد بقوله: إياك نعبد وإياك نستعين أوضح معناها بعض الإيضاح بقوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم أي: إنه قد وضع لنا صراطا سيبينه ويحدده. ويكون مناط السعادة في الاستقامة عليه ، والشقاء في الانحراف عنه ، وهذه الاستقامة عليه هي روح العبادة ، ويشبه هذا قوله تعالى: [ ص: 28] والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فالتواصي بالحق والصبر هو كمال العبادة بعد التوحيد. والفاتحة بجملتها تنفخ روح العبادة في المتدبر لها ، وروح العبادة هي إشراب القلوب خشية الله ، وهيبته ، والرجاء لفضله ، لا الأعمال المعروفة من فعل وكف وحركات اللسان والأعضاء.

ص116 - كتاب معاني القراءات للأزهري - صراط الذين أنعمت عليهم - المكتبة الشاملة

واشتملت على الترغيب في الأعمال الصالحة ليكونوا مع أهلها يوم القيامة ، والتحذير من مسالك الباطل لئلا يحشروا مع سالكيها يوم القيامة ، وهم المغضوب عليهم والضالون. قال العلامة الشيخ محمد عبده في تفسيره: الفاتحة مشتملة على مجمل ما في القرآن. وكل ما فيه تفصيل للأصول التي وضعت فيها ، ولست أعني بهذا ما يعبرون عنه بالإشارة ودلالة الحروف كقولهم: إن أسرار [ ص: 26] القرآن في الفاتحة ، وأسرار الفاتحة في البسملة ، وأسرار البسملة في الباء ، وأسرار الباء في نقطتها! فإن هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليهم الرضوان ، ولا هو معقول في نفسه ، وإنما هو من مخترعات الغلاة الذين ذهب بهم الغلو إلى إعدام القرآن خاصته ، وهي البيان - قال - وبيان ما أريد: أن ما نزل القرآن لأجله أمور: أحدها التوحيد: لأن الناس كانوا كلهم وثنيين - وإن كان بعضهم يدعي التوحيد -. ثانيها: وعد من أخذ به ، وتبشيره بحسن المثوبة ، ووعيد من لم يأخذ به ، وإنذاره بسوء العقوبة ، والوعد يشمل ما للأمة وما للأفراد ، فيعم نعم الدنيا والآخرة وسعادتهما. صراط الذين انعمت عليه السلام. والوعيد - كذلك - يشمل نقمهما وشقاءهما ، فقد وعد الله المؤمنين: بالاستخلاف في الأرض ، والعزة ، والسلطان ، والسيادة.

تفسير قوله تعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم }

وذلك في قوله: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]، وقد بيَّن الذين أنعم عليهم، فعَدَّ منهم الصدِّيقين. وقد بيَّن - صلى الله عليه وسلم - أن أبا بكر - رضي الله عنه - من الصدِّيقين، فاتضح أنه داخل في الذين أنعم الله عليهم، الذين أمرنا الله أن نسألَه الهداية إلى صراطهم، فلم يبقَ لَبْسٌ في أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - على الصراط المستقيم، وأن إمامته حق [4]. وقال الواحدي [5] في الوجيز: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾؛ أي: غير الذين غَضِبت عليهم، وهم اليهود، ومعنى الغضب من الله - تعالى - إرادة العقوبة. ﴿ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾؛ أي: ولا الذين ضلُّوا، وهم النصارى، فكأن المسلمين سألوا الله - تعالى - أن يهديَهم طريق الذين أنعم عليهم، ولم يغضب عليهم كما غضب على اليهود، ولم يضلوا عن الحق كما ضلَّت النصارى [6]. إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة الفاتحة - تفسير قوله تعالى صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين- الجزء رقم2. [1] انظر الجدول في إعراب القرآن، محمود بن عبدالرحيم صافي (1 /28-29). [2] انظر "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير القرشي الدمشقي، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (1 /140). [3] من دروس مفرغة لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين "جلسات رمضانية 1410 هـ - 1415 هـ"، (18/3 - 4) - المصدر: موقع الشبكة الإسلامية.

تفسير قوله تعالى: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ... تفسير قوله تعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم }. ﴾ [الفاتحة: 7] قوله: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾: ﴿ صِرَاطَ ﴾ بدلُ كلٍّ من (الصراط) في قوله: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، أو عطف بيان، و﴿ الَّذِينَ ﴾ مضاف إليه، وما بعده صلة الموصول. وفائدة هذا التوكيدُ والإيضاح والبيان، فهو تفسير للصراط المستقيم، وبيان أنه صراط المنعم عليهم [1] ، وفي ذلك شهادة له بالاستقامة على أبلغ وجه وآكده [2]. وإنما عرِّف الصراط في الموضع الأول "بأل"، وهنا بالإضافة؛ لأن طريق الحق واحد، أما طُرق الشر فهي كثيرة متعددة متشعبة، كما قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153]. وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جَنَبَتَيِ الصراط سُورانِ فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داعٍ يقول: يا أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعًا ولا تعُوجوا، وداعٍ يدعو فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تَلِجُه؛ فالصراطُ الإسلام، والسوران حدودُ الله، والأبواب المفتحة محارمُ الله، وذلك الداعي على الصراط كتابُ الله، والداعي من فوق الصراط واعظُ الله في قلب كل مسلم)) [3].

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]