"الروح" (ص/5)، ومثله يقول ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (6/325) وقد جمع هذه الآثار الحافظ ابن أبي الدنيا في كتاب "القبور" ، تحت باب " معرفة الموتى بزيارة الأحياء " ، والقرطبي في "التذكرة" ، كما جمعها الحافظ السيوطي في "شرح الصدور في أحوال الموتى وزيارة القبور" وأما العلماء المتأخرون ، فأكثرهم على تقرير هذا الوارد في كتب الأثر. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه: " الروح تشرف على القبر ، وتعاد إلى اللحد أحيانا ، كما قال النبي صلى الله عليه ( ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام) ، والميت قد يعرف من يزوره ، ولهذا كانت السنة أن يقال: ( السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين) " انتهى. "مجموع الفتاوى" (24/303-304) أما تخصيص الزيارة التي يتعرف بها الميت إلى الحي في يوم الجمعة فلا يثبت بدليل صحيح. دعاء زيارة القبور يوم الجمعة – جربها. جاء في "حاشية نهاية المحتاج" (3/36): " قوله: ( فيسلم عليه) أي في جميع أيام الأسبوع, ولا يختص ذلك بالأوقات التي اعتيدت الزيارة فيها. وقوله: ( إلا عرفه ورد عليه السلام): فيه إشارة إلى أنه يؤدي إلى المسلم حقه ولو بعد الموت, وأن الله تعالى يعطيه قوة بحيث يعلم المسلم عليه ويرد عليه, ومع ذلك لا ثواب فيه للميت على الرد; لأن تكليفه انقطع بالموت " انتهى.