5524 - حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري قال: أخبرنا محمد بن يزيد ، وحدثنا أبو كريب قال: حدثنا ابن أبي زائدة ، وابن نمير ، ووكيع ، ويعلى بن عبيد جميعا ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الحارث بن شبل ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن زيد بن أرقم قال: كنا نتكلم في الصلاة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلم أحدنا صاحبه في الحاجة ، حتى نزلت هذه الآية: " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين " فأمرنا بالسكوت. [ ص: 233] 5525 - حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة في قوله: " وقوموا لله قانتين " قال: كانوا يتكلمون في الصلاة ، يجيء خادم الرجل إليه وهو في الصلاة فيكلمه بحاجته ، فنهوا عن الكلام. 5526 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا هارون بن المغيرة عن عنبسة ، عن الزبير بن عدي ، عن كلثوم بن المصطلق ، عن عبد الله بن مسعود قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عودني أن يرد علي السلام في الصلاة ، فأتيته ذات يوم فسلمت فلم يرد علي ، وقال: إن الله يحدث في أمره ما يشاء ، وإنه قد أحدث لكم في الصلاة أن لا يتكلم أحد إلا بذكر الله ، وما ينبغي من تسبيح وتمجيد: " وقوموا لله قانتين ".
(وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) كتبه/ إبراهيم بركات الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فإن مِن سعادة العبد أن يقيمه الله على طاعته ويسدده، ويجعل له مِن أمره يسرًا. وإن مِن ثوابت الشريعة الإسلامية الغراء: الاجتماع وعدم الفرقة، والتعاون على البر والتقوى، والحق مع أهل السُّنة والجماعة، والباطل بكل صورة مع أهل البدعة والاختلاف والفرقة. والقيام لله -عز وجل- وتفعيل أعمال الإيمان للفرد وللأمة لا بد أن يكون على منهجٍ واضح المعالم، وإدارة تتقي الله فيما استرعاهم ربهم عليه مِن أفرادٍ تفوح في جنبات معسكرهم عطر المحبة والثقة، والتعاون على البر والتقوى، ونسائم الحنو والحنان، والبشاشة وحسن الظن. وحسن الخلق يرفع سقف بيتهم المليء بالتواصل والتراحم، والحياة على الإيمان، وتعظيم شعائر الله مع روح التربية الحية، والتزكية العقدية، وهذا ما كان عليه سلف الأمة الصالح يوم أن كنا خير أمة! والقيام لله -عز وجل- هو حال أهل الإيمان دائمًا: ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) (آل عمران:113). وكذلك هو موعظة الله لخلقة: ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) (سبأ:46).
القول في تأويل قوله تعالى: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يقول تعالى ذكره: ومن يطع الله ورسوله منكن، وتعمل بما أمر الله &; 20-256 &; به؛(نُؤْتِهَا أجْرَهَا مَرَّتَينِ) يقول: يعطها الله ثواب عملها، مثلي ثواب عمل غيرهن من سائر نساء الناس (وَأعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا) يقول: وأعتدنا لها في الآخرة عيشا هنيئا في الجنة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ... ) الآية، يعني (1) من تطع الله ورسوله (وَتَعْمَلْ صَالِحًا)؛ تصوم وتصلي. حدثني سلم بن جنادة، قال: ثنا ابن إدريس، عن ابن عون، قال: سألت عامرا عن القنوت، قال: وما هو؟ قال: قلت وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ قال: مطيعين، قال: قلت (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لله وَرَسُولِهِ) قال: يطعن. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) أي من يطع منكن لله ورسوله (وَأعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا) وهي الجنة.