موقع شاهد فور

هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء

June 28, 2024

وقوله -تبارك وتعالى-: وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ [لقمان:34] "ما" هذه تُفيد العموم، بعض الناس يستشكلون علم الناس في العصر الحديث عبر الأشعة يعلمون حال الجنين هل هو ذكر أو أنثى، فيستشكلون هذه الآية، وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ [لقمان:34] وأن ذلك من خصائص الله  ، والجواب: نعم، هو من خصائص الله وما علموا شيئًا هؤلاء بأشعتهم ما علموا شيئًا؛ لأن قوله: مَا فِي الْأَرْحَامِ [لقمان:34] الملك يُبعث إليه فيعلم ذلك قبل أن يعلموه، و"ما" تفيد العموم ليست قضية ذكر أو أنثى شقيّ أم سعيد، من يعلم هذا؟! هذا لا يُعلم لا بأشعة ولا بغيرها. أجله، من الذي يعلم الأجل؟! وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ [لقمان:34]، ما أجل هذا الجنين؟! وهل سيخرج حيًّا أو ميتًا؟! كما سيعيش إذا خرج حيًّا؟! ماذا عن عمله؟! ماذا عن صحته؟! ماذا عن ما يجري له في حياته مما قدره الله  ؟! القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة آل عمران - الآية 6. وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ [لقمان:34]. ثم أيضًا الطب لا يعلم ذلك إلا بعد مدة، الله يعلمه منذ البداية قبل أن يعلمه الملك بعد ما علمه الملك حينما يُبعث إليه إذا كان له أربعة أشهر، وفي بعض الروايات أنه يُبعث إليه منذ البداية حينما يكون نُطفة يعني في الأربعين الأولى يُبعث إليه الملك، الطب لا يعرف في الأربعين الأولى حينما يكون نطفة هل هو ذكر أو أنثى، ما يعلمون هذا.

  1. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة آل عمران - الآية 6

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة آل عمران - الآية 6

لو نظرت إلى كل شيء العين في هذا الموضع في هذا التجويف بين العظام، وهذه الجفون فوقها كالمسّاحات، وهذه العين المالحة تجلوها وتغسلها، ويكون ذلك النبع بقدر حاجته فيجم في أحواله العادية لكنه لا يجف فإذا حصل ما يحصل من العوارض من شيء يدخل في عينه من رمل أو نحو هذا فاضت هذه القناة بالدموع من أجل أن تغسل هذه العين، فإذا انتفت الحاجة جمت. وقل مثل ذلك في الغُدد اللُعابية في نواحي مختلفة في الفم، فإنها تُفرز بالقدر الذي يحصل به البلل للسان ونحوه في الفم، فإذا كان عند مضغ الطعام تحركت بصورة تلقائية من غير أن يضغط على شيء في جسده فتُفرز بحسب ذلك الطعام من أجل سهولة المضغ والبلع، وقل مثل ذلك في حال الأنف وكونه إلى أسفل، هذا تكلمنا عليه كثيرًا في الكلام على الأسماء الحسنى، لاسيما الخالق البارئ المصور. وهكذا أيضًا في قوله -تبارك وتعالى-: الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:6] بعد ذكر الإلهية لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [آل عمران:6]، وهذا باعتبار أن هذه الأمور من التخليق والتصوير في الأرحام أن ذلك لا يكون إلا من كان متصفًا بهذه الصفات، وذلك أيضًا من كمال إلهيته -تبارك وتعالى-، هذا ما يتعلق بهذه الآية الكريمة. هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء. وأسأل الله  أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، والله أعلم.

القول في تأويل قوله: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: الله الذي يصوّركم فيجعلكم صورًا أشباحًا في أرحام أمهاتكم كيف شاء وأحب، فيجعل هذا ذكرًا وهذا أنثى، وهذا أسود وهذا أحمر.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]