فقد الأمير محمد ذاكرته قبل العاشرة نتيجة لإصابته بمرض التيفوئيد، وكان شفاؤه منه معجزة لضعف الإمكانات الطبية في ذلك الحين، ثم استعاد قدرته على الكلام والمشي، وعاد إلى مدرسة الطائف النموذجية التي أنشأتها والدته، وانتقل بعدها ليواصل دراسته الثانوية والجامعية في الولايات المتحدة، ويتخرج من كلية مانيلو، سان فرانسيسكو، بشهادة بكالوريوس في الاقتصاد والإدارة عام 1963. بالصور… هذه تفاصيل حياة الأمير محمد الفيصل | صحيفة الأحساء نيوز. ثم يلتحق بالبعثة الدبلوماسية السعودية في الأمم المتحدة، إضافة إلى دوره في التواصل مع إدارة الرئيس جون كنيدي. عاد الأمير الشاب إلى بلاده مع زوجته الأميرة منى، ابنة أول أمين عام لجامعة الدول العربية، عبدالرحمن باشا عزام، وابنه البكر (المهندس) عمرو، وبناته (الروائية) مها و(الفوتوغرافية) ريم، في نهاية الستينات الميلادية ليعمل في مؤسسة النقد، ثم ينتقل للعمل مع وزارة الزراعة، لتنفيذ مشروعه الرائد "تحلية مياه البحر"، بدأ بأول محطة في جدة، في أوائل السبعينات ثم بشبكة محطات على شواطئ البحر الأحمر والخليج العربي. ولكنه لم ينجح في تمرير مشروعه الرائد لتوفير المياه والكهرباء وتحسين البيئة عن طريق نقل قطع من جبال الجليد من القطب الجنوبي إلى شواطئ البحر الأحمر، رغم دراسات الجدوى التي شارك فيها علماء مشاهير في كافة التخصصات ذات الصلة، وتوصيات مؤتمرات دولية متعددة، تكفل وحده بمصاريفها.
قال عنه الشيخ صالح كامل «القول بأن صالح كامل هو رائد الاقتصاد الإسلامي افتراء على الحقيقة، وللأمانة التاريخية فإن أول من بدأ فكرة البنوك الإسلامية هو الأمير محمد الفيصل, وكنت أنا صالح كامل في ركابه، وللتاريخ يجب أن تثبت هذه الحقائق… صحيح أنا واصلت المسيرة ببعض الجهود المتعلقة في ذلك المجال، ولكن يظل فضل الريادة للأمير محمد الفيصل». وعلى الرغم من الصعوبات والمعوقات التي واجهت فكرة تأسيس البنوك الإسلامية، فإن الأمير محمد الفيصل استطاع أن يتجاوز هذه الصعوبات وأن يؤصل لهذا التوجه حتى تحقق حلمه وخرجت البنوك الإسلامية إلى النور وملأت الدنيا شرقاً وغرباً. تفاصيل حياة الأمير محمد الفيصل وأهم المحطات في مسيرته | صحيفة المواطن الإلكترونية. رحم الله الأمير محمد الفيصل.. وجزاه خير الجزاء بما قدمه للأمة الإسلامية وللبشرية جمعاء.