موقع شاهد فور

فمن احياها فكأنما احيا الناس جميعا

June 25, 2024

أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل} يقول: من أجل ابن آدم الذي قتل أخاه ظلمًا. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله: {من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا} عند المقتول يقول: في الإثم {ومن أحياها} فاستنقذها من هلكة {فكأنما أحيا الناس جميعًا} عند المستنفذ. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فكأنما قتل الناس جميعًا} قال: أوبق نفسه كما لو قتل الناس جميعًا وفي قوله: {من أحياها} قال: من سلم من قتلها. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: احياؤها أن لا يقتل نفسًا حرمها الله. (فمن احياها فكانما احيا الناس جميعا). وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: من قتل نبيًا، أو إمام عدل، فكأنما قتل الناس جميعًا. وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة قال: دخلت على عثمان يوم الدار فقلت: جئت لأنصرك. فقال: يا أبا هريرة، أيسرك أن تقتل الناس جميعًا وإيار معهم؟ قلت: لا. قال: فإنك إن قتلت رجلًا واحدًا فكأنما قتلت الناس جميعًا، فانصرف. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فكأنما قتل الناس جميعًا} قال: هذه مثل التي في سورة النساء {ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا} [النساء: 93] يقول: لو قتل الناس جميعًا لم يزد على مثل ذلك العذاب.

📍#حملة_تبرع_بالدم 🩸قال الله تعالى(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) - Youtube

الانتحار وقتل المرء لنفسه: آفة خطيرة، وجرم كبير، بفعله يخسر الإنسان دنياه وأخراه، ويتعرض لسخط الله وعقابه. الحمد الذي لا رب سواه، ولا إله ولا معبود بحق سواه، وأصلي وأسلم على مولانا رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه. 📍#حملة_تبرع_بالدم 🩸قال الله تعالى(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) - YouTube. وبعد؛ فإنه من المقاصد العظمى لشريعة الإسلام، أنها جاءت لحفظ النفوس وصيانتها، ومن ذلك أنها نهت عن قتل النفس بغير حق، وقتل النفس يتناول: قتل المرء لنفسه، أو قتل الغير، قال تعالى: { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [ النساء: 29]. وقد أجمع أهل التأويل على أن المقصد بهذه الآية النهي عن أن يقتل بعض الناس بعضًا، ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه للقتل، أو بأن يحملها على غرر ربما مات منه، فهذا كله يتناوله النهي[1]. ومن تأمل في نصوص الشريعة ، يجد أنها قد عظمت حرمة النفس، وجعلت من قتل نفسًا واحدة كأنما قتل الناس جميعًا، قال تعالى: { مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]؛ والْمَعْنَى: أن مَنْ قَتَلَ نَفْسًا وَاحِدَةً وَانْتَهَكَ حُرْمَتَهَا فَهُوَ مِثْلُ مَنْ قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا، وَمَنْ تَرَكَ قَتْلَ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَصَانَ حُرْمَتَهَا وَاسْتَحْيَاهَا خَوْفًا مِنَ اللَّهِ فَهُوَ كَمَنْ أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا[2].

(فمن احياها فكانما احيا الناس جميعا)

أما الذي يذهب للاعتداء على الناس ولم يكن بينه وبينهم عداء؛ فهذه هي الحرابة. كأن يخرج ليقطع الطريق على الناس ويخيف كل من يلقاه ويُسبِّب له القلق والرّعب والخوف عللى نفسه وماله، والمال قد يكون من جنس الحيوان أو جنس النبات أو جنس الجماد. وذلك ما يسميه الشرع حرابة وستأتي لها آية مخصوصة. إذن. فالفساد في الأرض معناه إخراج صالح عن صلاحه مظروف في الأرض، والمظروف في الأرض سيده الإنسان، والإفساد فيه إما بقتله أو إهاجته وإشاعة الرّعب فيه، وإما بشيء مملوك له من الأشياء التي دونه في الجنسية مثل الزروع أو النباتات أو الحيوانات. فكأن الفساد في الأرض- أيضًا- يؤهل لقتل النفس: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ الناس جَمِيعًا}. أي أن القتل بغير إفساد في الأرض؛ هو القتل الذي يستحق العقاب. أما القتل بإفساد في الأرض فذلك أمر آخر؛ لأن هناك فارقًا بين أن يُقتل قِصاصًا أو أن يقتل حدًّا من المُشرِّع؛ وحتى عفو صاحب الدم عن القاتل في الحرابة وقطع الطريق لا يشفع في ذلك ولا يسقط الحد عن الذي فعل ذلك؛ لأنها جريمة ضد المجتمع كله. ويتابع سبحانه: {وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بالبينات ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ بَعْدَ ذلك فِي الأرض لَمُسْرِفُونَ} والمُسرف هو المُتجاوز للحَد، وهو من لا يأخذ قدر تكوينه وموقعه في الوجود، بل يحاول أن يخرج عن قدر إمكاناته في الوجود.

📍#حملة_تبرع_بالدم 🩸قال الله تعالى(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) - YouTube

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]