موقع شاهد فور

قل لو كان البحر مدادا لكلمات

June 26, 2024

وقال الترمذي عن ابن عباس: قال حيي بن أخطب اليهودي: في كتابكم ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ثم تقرءون وما أوتيتم من العلم إلا قليلا; فنزل قوله تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي الآية. وكلمات الله: ما يدل على شيء من علمه مما يوحي إلى رسله أن يبلغوه ، فكل معلوم يمكن أن يخبر به. فإذا أخبر به صار كلمة. ولذلك يطلق على المعلومات كلمات ، لأن الله أخبر بكثير منها ولو شاء لأخبر بغيره ، فإطلاق الكلمات عليها مجاز بعلاقة المآل. ونظيرها قوله تعالى ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله. وفي هذا دليل لإثبات الكلام النفسي ولإثبات التعلق الصلوحي لصفة العلم. وقل من يتنبه لهذا التعلق. ولما كان شأن ما يخبر الله به على لسان أحد رسله أن يكتب حرصا على بقائه في الأمة ، شبهت معلومات الله المخبر بها والمطلق عليها كلمات بالمكتوبات ، ورمز إلى المشبه به بما هو من لوازمه وهو المداد الذي به الكتابة على طريقة المكنية ، وإثبات المداد تخييل كتخيل الأظفار للمنية. فيكون ما هنا مثل قوله تعالى [ ص: 53] ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله فإن ذكر الأقلام إنما يناسب المداد بمعنى الحبر.

  1. قل لو كان البحر مدادا لكلمات
  2. قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر
  3. قل لو كان البحر مدادا

قل لو كان البحر مدادا لكلمات

وقل لو كان البحر مداداً | الجمعة 21/04/2017 محمد وذو الفقار مولانا جلال الدين الرومي ورقة من مصحف قديم مع آيات من سورة النمل، الحقبة العباسية الأولى. ورقة من مصحف قديم تحوي الآيات الأخيرة سورة الملك وأول آيات سورة القلم، الحقبة العباسية الأولى. كرّاس من مصحف قديم مصدره مصر أو بلاد الشام، أواخر القرن التاسع. أبو بكر وعمر. مجموعة أعمال تعود إلى نهاية الحقبة العثمانية. تشهد بيروت العديد من المعارض الفنية، غير أن المعارض التي تعني بالفنون التراثية تبقى نادرة للغاية، ومنها معرض "مداد" الذي افتتح مؤخرا في "دار نمر للفن الثقافة"، ومحوره "فن الخط العربي في الحياة العامة والخاصة". يضمّ هذا المعرض الاستثنائي مقتنيات مختارة من مجموعة رامي النمر تكشف عن تطوّر الفن الخط وتعدّد تجلياته من القرن الثامن إلى القرن العشرين. يأتي هذا المعرض الجامع تحت عنوان "مداد"، وقد وردت هذه الكلمة مرة واحدة في القرآن، في الآية 109 من سورة الكهف: "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا"، وتفسيرها بحسب ابن كثير: "قل يا محمد لو كان ماء البحر مداداً للقلم الذي يكتب به كلمات اللّه وحكمه وآياته الدالة عليه، لنفد البحر قبل أن يفرغ كتابة ذلك".

قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر

وقد سلك في هذا مسلك التقريب بصرب هذا المثل ؛ وقد كان ما قص من أخبار الماضين موطئا لهذا فقد جرت قصة لقمان في هذه السورة كما جرت قصة أهل الكهف وذي القرنين في سورة الكهف فعقبتا بقوله في آخر السورة ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) وهي مشابهة للآية التي في سورة لقمان. فهذا وجه اتصال هذه الآية بما قبلها من الآيات المتفرقة ولما في اتصال الآية بما قبلها من الخفاء أخذ أصحاب التأويل من السلف من أصحاب ابن عباس في بيان إيقاع هذه الآية في هذا الموقع. فقيل: سبب نزولها ما ذكره الطبري وابن عطية والواحدي عن سعيد بن جبير وعكرمة وعطاء بن يسار بروايات متقاربة: أن اليهود سألوا رسول الله أو أغروا قريشا بسؤاله لما سمعوا قول الله تعالى في شأنهم ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) فقالوا: كيف وأنت تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سألوه: هي في علم الله قليل ثم أنزل الله ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) الآيتين أو الآيات الثلاث وعن السدي قالت قريش: ما أكثر كلام محمد!

قل لو كان البحر مدادا

ويجوز أن يكون هنا تشبيه كلمات الله بالسراج المضيء ، لأنه يهدي إلى المطلوب ، كما شبه نور الله وهديه بالمصباح في قوله تعالى مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ويكون المداد تخييلا بالزيت الذي يمد به السراج. والمداد يطلق على الحبر لأنه تمد به الدواة ، أي يمد به ما كان فيها من نوعه ، ويطلق المداد على الزيت الذي يمد به السراج وغلب إطلاقه على الحبر. وهو في هذه الآية يحتمل المعنيين فتتضمن الآية مكنيتين على الاحتمالين. واللام في قوله لكلمات لام العلة ، أي لأجل كلمات ربي. والكلام يؤذن بمضاف محذوف ، تقديره: لكتابة كلمات ربي ، إذ المداد يراد للكتابة وليس البحر مما يكتب به ولكن الكلام بني على المفروض بواسطة لو. والمداد: اسم لما يمد به الشيء ، أي يزاد به على ما لديه. ولم يقل مدادا ، إذ ليس المقصود تشبيهه بالحبر لحصول ذلك بالتشبيه الذي قبله وإنما قصد هنا أن مثله يمده. والنفاد: الفناء والاضمحلال. ونفاد البحر ممكن عقلا. وأما نفاد كلمات الله بمعنى تعلقات علمه فمستحيل ، فلا يفهم من تقييد نفاد كلمات الله بقيد الظرف وهو قبل إمكان نفاد كلمات الله. ولكن لما بني الكلام على الفرض والتقدير بما يدل عليه لو - كان المعنى لو كان البحر مدادا لكلمات ربي وكانت كلمات ربي مما ينفد لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي.

من البلاد العربية إلى الأندلس وصولاً إلى الصين، نما الخط وأصبح فناً متكاملاً عُرف بـ"هندسة الروح". يطلّ هذا الفن على الروح من أُفق الهندسة حيث الشكل هو المعنى والمضمون. من النقطة إلى الخط المستقيم إلى الخط المنحني، يؤسّس الخط العربي بحراً من الأشكال تتغيّر وتتفاعل، وتبقى الهندسة العقلانية هي المحرّك الفاعل فيها. المنطق هو السيّد الثابت. لا مشاعر ولا حالات. النظام الهندسي هو روح الحرف الفني. يشهد الشكل تحولاته ويبقى حاضراً خارج الزمان وخارج المكان وخارج العاطفة. يتغيّر القالب وتتغيّر المادة، لكن المبدأ يبقى المنطق. من الرسم إلى النقش والرقش إلى النسيج إلى الخزف، تتغيّر المواد وتتغيّر الأحجام، لكنّ الأساس واحد لا يتغيّر. تشهد القطع المعروضة في دار نمر لجمالية هذا الفن البديع الذي حافظ على تأّلقه على مدى أكثر من ألف عام. في كل قطعة من هذه القطع، يتجلّى المداد بجماله، هذا المداد الذي تغنى به أصحاب"جواهر الأدب"، وقالوا في وصفه: "مداد كسواد العين وسويداء القلب وجناح الغراب ولعاب الليل وألوان دهم الخيل، مداد ناسبَ خافية الغراب واستعار لونه من شرخ الشباب".

وقد تقدم عند قوله تعالى ( ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون) في سورة الأنفال و ( من شجرة) بيان ل ( ما) الموصولة وهو في معنى التمييز فحقه الإفراد ولذلك لم يقل: من أشجار, والأقلام: جمع قلم وهو العود المشقوق ليرفع به المداد ويكتب به أي لو تصير كل شجرة أقلاما بمقدار ما فيها من أغصان صالحة لذلك. والأقلام هو الجمع الشائع لقلم فيرد للكثرة والقلة و ( يمده) بفتح الياء التحتية وضم الميم أي يزيده مدادا. والمداد بكسر الميم الحبر الذي يكتب به. يقال: مد الدواة يمدها.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]