فجمعوه ، فأوقدوا عليه ، فذاب ، فرآه السامري فألقي في روعه أنك لو قذفت هذه القبضة في هذه فقلت: " كن " كان. فقذف القبضة وقال: " كن " ، فكان عجلا له خوار ، فقال: ( هذا إلهكم وإله موسى). ولهذا قال: ( فنبذتها) أي: ألقيتها مع من ألقى ، ( وكذلك سولت لي نفسي) أي: حسنته وأعجبها إذ ذاك.
[١٠] قبضْت: قَبَضَ: فعل، قبَضَ على، يَقبِض، قَبْضًا، فهو قابِض، واسم المفعول مَقبوض، قبَضَ المالَ: أخذه لنفسه، وتسلَّمه، تناوله بقبضة يده، و"قَبضة": اسم، وجمعه: قَبَضات و قَبْضات، قَبضة قُبضة، والقَبْضَةُ من الشّيءِ: ما قبضتَ عليه من ملء كفِّك: أي: في حوزته ومِلكه، وتحت سلطانه وقدرته. [١١] أثر: أثَرٌ: اسم، وجمعه: آثارٌ، والأَثَرُ: العلامة، أثر الشّيء: بقيّته، ويقال: لَمْ نَجِدْ لَهُ أثَرًا، أي: خَبَرًا، ومَازَالَ أثَرُ الجُرْحِ ظاهرًا: عَلاَمَتُهُ، واِقْتَفَى أَثَرَ أَقْدَامِهِ: تتبّع، يَطلُبُ أَثرًا بَعْدَ عَيْنٍ، أَيْ: مَنْ يَتْرُكُ شَيْئًا يَرَاهُ ثُمَّ يَتْبَعُ أثَرَهُ، وَيَسْعَى إِلَيْهِ بَعْدَ فَوَاتِ الأَوَانِ. [١٢] نبذتها: نبَذَ: فعل، نبَذَ ينبُذ ويَنبِذ، نَبْذًا ونَبَذانًا، فهو نابذ، واسم المفعول: مَنْبوذ ونبيذ، ونبَذ الشّيءَ: طرَحه وألقاه، وتركه وهجره ونَبَذَ العَهْدَ: نَقَضَه. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - الآية 96. [١٣] سوّلت: سوَّلَ: فعل، سوَّلَ يُسوِّل، تسويلاً، فهو مُسوِّل، واسم المفعول: مُسوَّل، وسوّل له امرا: أغراه به، سهّله له، وحبَّبه إليه، سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ: زَيَّنَتْ لَهُ، حَبَّبَتْ لَهُ، سَهَّلَتْ لَهُ.
ولذلك تم التخلص منه بهذا الشكل، فلقد جعله موسى يتطاير في الهواء. هل مات السامري بعض الأشخاص يبحثون عن موت السامري، لم يكن هناك أخبار عن السامري بعد نفيه بعيدا عن القوم والعيش في الحياة البرية بعد صنع العجل وفتنة بني إسرائيل. ولقد أخذ عقابه في الدنيا بالنفي بمفرده، وفي الأخر سوف يعذبه الله بما فعله. شاهد أيضًا: معلومات شخصية عن السامري هل رأى السامري جبريل عليه السلام لقد رأى السامري فرس جبريل عليه السلام، عندما كان غرق فرعون كان جبريل عليه السلام على هيئة شخص عادي يركب على فرس وكلما تحرك به ظهر عشب أخضر يانع أسفل قدم الفرس. ومن ثم صنع السامري الذهب ليكون على هيئة عجل وقام بإلقاء التراب من موضع قدم فرس جبريل عليه السلام على العجل ليتحول لعجل بالفعل به خوار يده هل الخواء من الدبر وخروج من الفم ليكون هناك صوت مثل خوار البقر. قبض قبضة من اثر الرسول صلى الله عليه. في أي زمن ظهر السامري ظهر السامري في وقت وجود سيدنا موسى عليه السلام عندما ذهب سيدنا موسى عليه السلام لميقات ربه، واستخلف سيدنا هارون عليه السلام، وبالطبع كانت فرصة ذهبية للسامري لتنفيذ ما يريد عمله مع قوم بني إسرائيل في ظل غياب موسى عليه السلام. كيف نجا سيدنا موسى من الذبح كان فرعون طاغي كبير وكان ملك علية بني إسرائيل، لقد كان هناك أقاويل كثيرة حول ظهور نبي جديد من نسل إبراهيم عليه السلام.
[٤] وجاء في الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} ، أي: إنّني علمت بما لم يعلمه بنو إسرائيل، رأيت جبريل -عليه السلام- ممتطيًا فرس الحياة، فأُلقي في نفسي أن آخذ قبضة من أثرها، فما ألقيت منه على شيء إلا تحوّل لكائن حي، فتذكرت طلب قومك بسؤالهم لك بأن تجعل لهم إلهًا، فزيَّنت لي نفسي ذلك، فلذلك قال: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا} ، أي: فأخذت القبضة، وطرحتها في العجل، فقال: {كَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} ، أي: وسوست لي نفسي فعل ذلك. وجاء في تفسير البغوي "معالم التنزيل"، [٥] قوله تعالى: {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} ، أي: رأيت ما لم ير بنو إسرائيل، وعرفت ما لم يعرفوا، قرأ حمزة والكسائي: "ما لم تبصروا" بالتاء على الخطاب، [٦] وقرأ الباقون بالياء على الخبر، قوله: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} ، أي: من التّراب الذي لامسته رجل فرس جبريل، قوله: {فَنَبَذْتُهَا} ، أي: فرميتها وألقيتها في فم العجل، وقوله: {كَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} ، أي: زيَّنتْ، ووسوست.