انتهى كلام الحمامي ولهذا قال الشيخ العلامة الفقيه أبو المحاسن محمد القاوقجي الطرابلسي الحنفي (ت 1305 هـ) في كتابه الاعتماد في الاعتقاد ما نصه ولا يقال لا يعلم مكانه إلا هو، ومن قال لا أعرف الله في السماء أم في الأرض كفر، لأنه جعل أحدهما له مكانا، فإن قال لك: ما دليلك على ذلك؟ فقل لأنه لو كان له جهة أو هو في جهة لكان متحيزا، وكل متحيز حادث (مخلوق)، والحدوث عليه محال. اهـ وقال ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر فمن أظلم ممن كذب على الله أو ادعى ادعاء معينًا مشتملاً على إثبات المكان والهيئة والجهة من مقابلة وثبوت مسافة وأمثال تلك الحالة، فيصير كافرًا لا محالة. أيْنَ كَان عَرشٌ الرحْمَــــــن قَبْل خَلْق الَّسَّمَوات والأرْض؟. اهـ وقال البدعة لا تزيل الإيمان والمعرفة، ثم استثنى منها فقال إلا التجسيم وإنكار علم الله سبحانه بالجزئيات فإنه يكفر بهما بالإجماع من غير نزاع. اهـ وقال ملا عليّ القاري في شرحه على الفقه الأكبر ثم قال القونوي وفي قوله (بذنب) إشارة إلى تكفيره بفساد اعتقاده كفساد اعتقاد المجسمة والمشبهة والقدرية ونحوهم. اهـ وقال ملا علي القاري ما نصه نعم من اعتقد أن الله لا يعلم الأشياء قبل حصولها فهو كافر وإن عد قائله من أهل البدع، وكذا من قال بأنه سبحانه جسم وله مكان ويمر عليه زمان ونحو ذلك فإنه كافر حيث لم تثبت له حقيقة الإيمان.
العرش الكريم:قال تعالى في سورة المؤمنون: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} ولفظ الكريم هي اسم جامع لكل ما يحمد، وله شرف في بابه. العرش المجيد:قال الله تعالى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج: 15]، وصف العرش بالمجيد أبلغ وأعظم في تمجيد قدره ورفعته؛ وذو العرش هو صاجب العرش وخالقه سبحانه وتعالى، فكان تمجيد العرش بهذا الوصف دليل على أن خالقه ومالكه الذي استوى عليه؛ أحق بالمجد منه وأعظم.
وبالتالي ، فإن معرفته ، وسمعه ، وبصره في كل مكان في آن واحد. و في هذا الصدد، قال لنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد. كما أوضح أن الله "معنا" عندما نخلص له العبادة وفي أوقات الحاجة. أين كان عرش الرحمن قبل خلق السماوات والأرض ؟. و بطبيعة الحال، هذا لا ينقص من ملكه و قدرته شيئا، فهو غني عن كل خلقه. كما جاء في آية الكرسي بقوله تعالى [ وسع كرسيه السموات والأرض] ويتبين لنا من خلال هذه الآية معرفة الله غير محدودة وهو مستو على عرشه، فدعنا نتعرف أولا على ما هو العرش: كلمة عرش تعني الارتفاع والعلو في المبنى، وفي الاصطلاح فإنّه المخلوق العظيم الذي خلقه الله تعالى، ثمّ استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته، إذ إن عرش الرحمن من الأمور الغيبيّة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المبين، في عدّة مواطن وجاء بعدّة أوصاف، يؤمن به المؤمنون ويعتقدون بوجوده، وبكلّ ما جاء في وصفه في القرآن والسنة. ومن صفات عرش الرحمان العرش العظيم: وصف الله عرشه بأنه عظيم، في ثلاث آيات من القرآن الكريم، ولفظ العظيم تدل على الكبر والقوة، وورد في السنة النبوية وصف لعظمة عرش الرحمن؛ في قول النبيّ عليه السلام لأبي ذرّ: (يا أبا ذر، ما السماوات السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة)، وفي ذلك دلالة على كبر مساحة العرش؛ بما لا يعلمه إلا الله سبحانه.
فاختلفوا في هذه الأيام أهي كأيامنا هذه أو كل يوم كألف سنة مما تعدون؟ على قولين كما بيَّنا ذلك في التفسير، وسنتعرض لإيراده في موضعه. واختلفوا هل كان قبل خلق السماوات والأرض شيء مخلوق قبلهما؟ فذهب طوائف من المتكلمين إلى أنه: لم يكن قبلهما شيء وأنهما خلقتا من العدم المحض. وقال آخرون: بل كان قبل السماوات والأرض مخلوقات أخر لقوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ" [هود: 7]. وفي حديث عمران بن حصين كما سيأتي: "كان الله ولم يكن قبله شيء، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض " وقال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين لقيط بن عامر العقيلي، أنه قال: يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: "كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء". رواه عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة به. ولفظه: "أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ وباقيه سواء". وأخرجه الترمذي: عن أحمد بن منيع، وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، ثلاثتهم عن يزيد بن هارون، وقال الترمذي حسن.
أين كان الله تعالى قبل خلق الخلائق؟ وما هو أول شئ خلقه الله؟ ستندهش من معلومات الفيديو | بداية الخلق - YouTube