إن المساهمة في تنظيف المساجد ولو باليد عمل شريف لا يترفع عنه إلا من جهل فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في جدار المسجد فحكها بيده الشريفة صلوات الله وسلامه عليه وأتى عمر مسجد قباء وهو خليفة فصلى فيه ركعتين ثم طلب جريدة نخل فكنس المسجد رضي الله عنه وأرضاه وهكذا كان أئمة الإسلام كالشعبي والبخاري وغيرهما يلقطون الأذى والقذى من المساجد ولا يتحرجون من ذلك لعلمهم أن من تعظيم الله تعظيمَ بيوته سبحانه. وكانت جاريةٌ سوداء تقم المسجد على عهد النبي صلى الله وسلم فافتقدها فسأل عنها فقالوا ماتت فقال: ألا آذنتموني ، فقالوا ماتت بليل فكرهنا أن نشق عليك فمشى إلى قبرها فصلى عليها إكراماً لها ومكافأة لها على عظيم صنيعها رضي الله عنها. وفي هذا درس لنا أن نوقر المساجد وأن نسعى في تطييبها وتنظيفها برفع القذى عنها كما يجدر التنبيه إلى أنه ينبغي تربية أبنائنا على العناية ببيوت الله وصيانتها عن كل سوء واحترام جميع مرافقها فإن مما يؤسف له أن تدخل دورات المساجد فترى الكتابات الخادشة للحياء وترى العبث بمنافع المسجد من أبواب وصنابيرِ مياه وإضاءات وغير ذلك. قصص عن فضل بناء المساجد | المرسال. أيها الإخوة إننا إذا تأملنا لا نجدهم يفعلون ذلك في بيوتهم فلماذا تكون بيوت الله أهونَ في قلوبهم من بيوتهم وأقلَ بدرجات ؟؟ إن الأمر يعود إلى سوء التربية وإلى ضعف الرقابة وإلى التفريط في عقوبة المسيء منهم.
الخطبة الأولى: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: عباد الله، سمي المسجد مسجداً لكونه مكان السجود، واشتق اسمه من السجود لكون السجود أشرف أفعال الصلاة؛ فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. والمساجد أحب البقاع إلى الله -تعالى- كما ورد في صحيح مسلم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها". والمساجد قلاع الإيمان، وحصون الفضيلة، ومعاهد الثقافة؛ هي المدرسة والمصلى، بل كانت في عصور صدر الإسلام -إضافة إلى ما سبق- مقرَّ الحكم، ودار القضاء، ومجلسَ الشورى، وساحة التدريب، وبيت الضيافة واستقبالِ الوفود؛ وفيها تعقد ألوية الحرب، ومنها تنطلق قوافل الفاتحين. فضل بناء المساجد وعمارتها. ولا أدل على تلك الأهمية من فعله -صلى الله عليه وسلم- حين وصل إلى دار الهجرة المدينة المنورة، فلم تطأ قدمه بيت أحد من أصحابه -رضي الله عنهم- حتى اطمأنّ إلى تحديد مكان المسجد النبوي، حيث أنيخت ناقته بأمر ربها، فكان أول عمل باشره في المدينة بناء ذلك المسجد الذي أصبح فيما بعد ملتقى المسلمين، ومنطلق دعوتهم، ومركز توجيه الجيوش.
[1] متفق عليه: رواه البخاري «450» ومسلم «533». [2] صحيح: رواه ابن ماجة «734» وصححه الألباني في صحيح الجامع «6131». [3] كمفحص قطاة: أي كبيت عصفور. [4] صحيح: رواه ابن ماجة «736» وصححه الألباني في صحيح الجامع «6128». فضل بناء المساجد pdf. [5] صحيح: رواه ابن ماجة «240» وصححه الألباني في صحيح الجامع «2231». [6] متفق عليه: رواه البخاري «1887» ومسلم «665». [7] متفق عليه: رواه البخاري «651» ومسلم «662». [8] صحيح: رواه مالك «62» وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب «297». [9] متفق عليه: رواه البخاري «458» ومسلم «956». [10] صحيح: رواه أبو داود «399» وصححه الألباني في صحيح الجامع «4715».
الكل أيها المؤمنون ؛ كل من شارك أو أشار أو أعان أو رتب، أو أشرف وتابع وشجع، كل أولئك إن شاء الله مأجور مشكور. وجزى الله كل من عمره عمارة معنوية بالصلاة والذكر والدعاء وحلقات التحفيظ، أسأل الله بمنه وكرمه أن يخلف على الجميع خيرا وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون، وأن ينبي لهم ووالديهم وذرياتهم قصورا في الجنة. اللهم اخلف على الجميع خيراً وارزقهم من حيث لا يحتسبون وابن لهم ووالديهم وذريتهم قصوراً في الجنة يا أرحم الراحمين. أيها الصائمون والصائمات: ها هو موسم المتسابقين، وسوق العابدين، وفرصة المجتهدين، قد قرب على الرحيل، ها هي العشر الأخيرة من رمضان قد حضرت، فيها ليلة هي خير من ألف شهر، فهلموا إلى المنافسة والاجتهاد والعمل، فإنها أيام قليلة، وفضلها عظيم، فقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يخصها بمزيد من الاجتهاد، كان يحيي ليله، ويوقظ أهله، ويشد مئزره، ويعتزل النساء، ويعتكف في المسجد. أهمية بناء المساجد - موضوع. في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله). وفي رواية عند مسلم:(كان رسول الله يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها)وعنها رضي الله عنها في الصحيحين: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله).