موقع شاهد فور

ولا تعاونوا على الإثم والعدوان

June 26, 2024

قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: يعني جل ثناؤه بقوله: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2] وليُعِنْ بعضكم، أيها المؤمنون، بعضًا على البر، وهو العمل بما أمر الله بالعمل به، والتقوى، هو اتقاء ما أمر الله باتقائه واجتنابه من معاصيه. انتهى. وقال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2]؛ أي: ليعن بعضكم بعضًا على البر، وهو: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة، من حقوق الله وحقوق الآدميين. والتقوى في هذا الموضع: اسم جامع لتركِ كلِّ ما يكرهه الله ورسوله، من الأعمال الظاهرة والباطنة. نسيم الشام › A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI - الخطب - وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى. انتهى. الوقفة الثانية: في دلالة الآية في النهي عن التعاون على كل ما فيه إثمٌ وعُدْوان. وصور ما فيه إثم وعدوان كثيرة: فمن صور التعاون على الإثم: التعاونُ على شرب الخمر وبيعها، أو بيع السجائر التي تضر في صحة الإنسان، أو بيع آلات المعازف والطرب، أو تأجير مكان من أجل أن يُعمل فيه بمعصية الله تعالى، أو التعاون على مال فيه ربا، أو بغير ذلك من المعاصي الفعلية والقولية، ويدخل في الآية التعاونُ على كل ما فيه معصية لله تعالى.

  1. نسيم الشام › A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI - الخطب - وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى
  2. وقفات مع القاعدة القرآنية: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب)
  3. فصل: تأجير المسلم نفسه للكافر:|نداء الإيمان

نسيم الشام › A Martyr Scholar: Imam Muhammad Saeed Ramadan Al-Bouti - الخطب - وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى

وقفات مع القاعدة القرآنية: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2] المقدمة بسم الله، والحمد لله، أما بعد: فهذه قاعدة من أعظم قواعد القرآن الكريم، وهي تشتمل على علم كثير، ونفعٍ كبير، ويُستدل بها على مسائلَ كثيرة لا تحصى، وقد وصف العلامة المفسر ابن جُزَيٍّ هذه الآية بأنها: وصية عامة. واللهَ أسأل أن ينفع بهذه الوقفات ويتقبلها. الوقفة الأولى: في دلالة الآية في الأمر بالتعاون على كل أنواع البِرِّ والخير وما فيه تقوى لله تعالى.

وقفات مع القاعدة القرآنية: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب)

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن غديان الفتوى رقم (14839) س: أعمل محاسبا بشركة التأمين الأهلية المصرية (تأمين على الحياة) منذ عام 1981م حتى الآن، وأتقاضى مرتبا + حوافز شهرية + أجور إضافية + مكافآت أرباح سنوية طوال هذه المدة. ما حكم الدين في العمل أولا، والأجور المذكورة بعاليه. ثانيا، وإذا كانت ليست بحلال فما حكم الدين في الأموال التي جمعت منها تلك المدة، والتي أريد أن أحج منها أو أعتق منها في سبيل الله؟ أطلب من الله العلي القدير أن ترد علي بأسرع ما يمكن، حيث إنني في حيرة وقلق. وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقفات مع القاعدة القرآنية: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب). ج: أولا: التأمين على الحياة من التأمين التجاري، وهو محرم؛ لما فيه من الجهالة والغرر، وأكل المال بالباطل. والعمل في هذه الشركة لا يجوز؛ لأنه من التعاون على الإثم، وقد نهى الله عن ذلك بقوله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة الآية 2]. ثانيا: الأجور والأموال التي اكتسبتها من العمل في تلك الشركة قبل علمك بالتحريم لا بأس من الانتفاع بها؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ} [سورة البقرة الآية 275].

فصل: تأجير المسلم نفسه للكافر:|نداء الإيمان

ويحذر الله عز وجل من الشرود إلى خارج دائرة هذه الأخوة التي ينبغي أن يكون التناصح محصوراً في داخلها، يحذر من ذلك قائلاً: (وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). إياكم أن تحملكم تورطات إخوة لكم، وقوعهم في خطأ أو في انحرافهم أياً كان نوعه، إياكم أن يدفعكم ذلك إلى استعداء أعدائكم وأعدائهم عليهم، ينبغي أن يكون الأمر فيما بينكم بكل الأحوال وفي كل الظروف تعاوناً على البر والتقوى. ولقد سُئِلَ المصطفى r عن هذا فشرح وأجاب وقال: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، قيل له: هذا نصرته مظلوماً فكيف أنصره ظالماً؟ فقال: (تمنعه من ظلمه فذلك هو انتصارك له). أرأيتم إلى هذا الذي يقوله رسول الله، إذا رأيته مظلوماً واجبك أن تعينه وإذا رأيته ظالماً واجبك أن تعينه، إذا رأيته سائراً على النهج السليم ملتزماً بالقيم والمبادئ الإنسانية الرفيعة ادعمه، أعنه، عَبِّدْ الطريق بينه وبين هذه الغاية، وإن رأيته متنكباً عن هذا النهج، متورطاً في محرم أياً كان فليكن أمرك معه على النهج ذاته، أعنه على البر، كيف؟ بأن تنصحه وأن تمنعه من هذا الذي تورط فيه، وفي كل الأحوال العلاقة ينبغي أن تكون محصورة ما بينك وبين أخيك، ما بينك وبين جارك، إن أحسن تدعمه في إحسانه، وإن أساء تغار عليه وتنصحه لكي يقلع عن إساءته.

وهذا وعيد من الله جل ثناؤه وتهدُّدٌ لمن اعتدى حدَّه وتجاوز أمره. يقول عز ذكره: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ يعني: واحذروا الله، أيها المؤمنون، أن تلقوه في معادكم وقد اعتديتم حدَّه فيما حدَّ لكم، وخالفتم أمره فيما أمركم به، أو نهيَه فيما نهاكم عنه، فتستوجبوا عقابه، وتستحقوا أليم عذابه. ثم وصف عقابه بالشدة فقال عز ذكره: إن الله شديدٌ عقابه لمن عاقبه من خلقه؛ لأنها نار لا يطفأ حَرُّها، ولا يخمد جمرها، ولا يسكن لهبها، نعوذ بالله منها، ومن عملٍ يقرِّبنا منها. انتهى. ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ على من عصاه وتجرَّأ على محارمه، فاحذروا المحارم لئلا يحلَّ بكم عقابه العاجل والآجل. انتهى. الوقفة الرابعة: وهي أمثلة من أمثلة كثيرة على هذه القاعدة من فتاوى العلماء.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]